يشهد سوق الدواء نقصا حادا في حقن البنسلين وبدائله، منذ فترة، ما يعرض مرضى الحمى الروماتيزمية للخطر، ودفعت الأزمة عددا من المرضى إلى التظاهر أول أمس، أمام صيدلية الإسعاف بوسط القاهرة. ورغم أن وزارة الصحة أكدت منذ أكثر من شهرين، حل الأزمة بضخ 100 ألف عبوة بنلسين في الصيدليات، إلى جانب ضخ كميات أكبر في الأسواق خلال الفترة المقبلة لتفادي أي نقص في الأدوية الحيوية التي تمس حياة المرضى، إلا أن الأزمة تدهورت؛ فلم يقتصر الأمر على نقص البنسلين فقط، لكن أيضا، بدائله، ما أثار ذعر المرضى والأطباء. ومن أبرز بدائل البنسلين المختفية من الأسواق "بنسيتارد ديورابن, دايوبين، وريتاربن", وتسبب نقص البدائل في أزمة كبرى؛ نظرا لاعتماد المرضى عليها عوضا عن حقن البنسلين خلال الفترة الماضية، إلى جانب اعتماد الأطباء عليها أيضا في العلاج. وأكدت نقابة الصيادلة على وجود نقص في حقن البنسلين، وامتدت الأزمة أيضا لتشمل بدائله، موضحة أن أزمات اختفاء الدواء أصبحت متكررة، ويجب على وزارة الصحة التدخل لإنقاذ الموقف، لكن الغريب، أنه رغم نقص العقار بصورة تامة من سوق الدواء، إلا أنه يتواجد بالسوق السوداء، وتباع الحقنة الواحد ب200 جنيه، في حين أن سعرها الحقيقي لا يتعدى 7 جنيهات. وحذر بعض الأطباء من تفاقم الأزمة بما يؤثر على حياة المرضى، فقال سامر عبد الرحيم، أخصائي الباطنة، إن نقص البنسلين أزمة كبيرة، يجب على وزارة الصحة أن تجد لها حلا حقيقيا، خاصة أن العقار ضمن الأدوية المهمة التي يؤدي نقصها إلى تدهور حالة مرضى الحمى الروماتيزمية بصورة واضحة. وأضاف عبد الرحيم ل"البديل"، أن بعض الحالات المرضية، خاصة الأطفال لا يستطيعون السير على أقدامهم، إلا بعد تناول حقن البنسلين, مؤكدا أن غيابها عن المرضى يتسبب في إصابتهم بمخاطر في القلب أيضا، ما يستوجب الدوام عليها. وأوضح الصيدلي هيثم راضي، أن أزمة حقن البنسلين قائمة، ولا توجد أسباب حقيقية لاختفاء العقار الحيوي، والمثير أنه رغم نقصها في المستشفيات والصيدليات، تتواجد بكثرة في السوق السوداء, مضيفا ل"البديل"، أن الأزمة امتدت أيضا لتشمل البدائل، ما يعد كارثة، ففي جميع دول العالم، إذا حدث نقص في أحد الأصناف الدوائية، يعتمد المرضى على البدائل، لكنها غير موجودة لدينا أيضا، ما يؤكد فشل منظومة الصحة في مصر بشكل كلي.