قراءة في خطاب الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن لنا اختصار كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم في "إلى أين نذهب بعد مجلس الأمن أعلى سلطة في العالم" فصمت وتجاهل المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية أعطى الاحتلال ذريعة لممارسة غطرسته على الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي، إلى أن وصل وما زال يواصل في هدم ما تبقى من أمل لبناء دولة فلسطينية على حدود عام 1967، بعدما استنزف كل مقوماتها المادية والاقتصادية لبناء أو حل الدولتين التي على أساسها تم الاعتراف المتبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل 24 عام ضمن اتفاق أوسلو. من الوضح أن الخطاب هذه المرة ليس كعادته موجه بشكل عام بل تم توجيهه إلى ما يعد أكبر هيئة دولية وهي الأممالمتحدة ومجلس الأمن، الذي يعد هو الآخر أعلى سلطة في العالم، ورفض الاحتلال الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 وتذرعها بدعاء التحريض وعدم وجود شريك فلسطيني يضع ذلك في محل شك في نوايا إسرائيل في الحل الشامل للقضية الفلسطينية، حيث أن الرئيس دحض هذا الروية في نفض الغبار عن "لجنة منع التحريض" والتى تأسست في عام 1998، خلال اتفاق "واي ريفر" الذي وقعه بنيامين نتنياهو في ولايته الأولى كرئيس للوزراء ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات. حيث تأسست اللجنة لمنع التحريض من قبل وسائل الإعلام والمنشورات الرسمية من كلا الطرفين، وتم تعطيلها بعد عام من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وفي عام 2014 حاولت السلطة استئناف عملها لكن الاحتلال رفض عملها مرة أخرى، وفي خضم محاربة الإرهاب الدولي الذي يضرب العالم أكد الرئيس الفلسطيني أن انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية له اثر كبير لمكافحة الارهاب الذي يحاول تسويق القضية الفلسطينية لممارسة إجرامه ، لتعرية أقاويل الاحتلال قال الرئيس: نحن كفلسطينيين ضد الإرهاب المحلي والدولي والإقليمي وضد مواليه ومنابعه أيضا، وأن الاحتلال ليس احتلال مزعوم رداً على تصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان الذي وصف فيها الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية ب«الاحتلال المزعوم». إلى أين نذهب وإسرائيل فوق القانون وفي يدها قوة صمت المجتمع الدولي كما ذكرنا سابقا ،،، سرد الرئيس الفلسطيني المبادرات المتعلقة بحل القضية الفلسطينية والتي رفضتها إسرائيل _وهي المبادرة العربية التي طرحتها السعودية عام 2002 واعتراف الدول العربية والاسلامية بإسرائيل على حدود 1967 وتطبيع العلاقات معها. _خطة خارطة الطريق عام 2003 والتي تبنتها اللجنة الرباعية ومجلس الأمن. _والمبادرة الفرنسية والتي ترتب عليها مؤتمر باريس للسلام وحضرتها 70 دولة وتم رفض من قبل اسرائيل مرة أخرى. _ مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومبادرة بكين وأخيراً مبادرة الرئيس ترامب. هذا ما طرح سؤال أين إسرائيل من هذه المبادرات، ولماذا لا تقبل بها ,,,,؟. الالتزام بسلام من جانب واحد لا يكفي، وهذا ما يعطي إشارة إلى مرحلة جديدة إذ لم يحتوي المجتمع الدولي القضية وحلها على حدود 67، أيضا القدسالشرقية محتلة، وأكد الرئيس على احتلالها عام 1967 وأن على إسرائيل احترام الوضع القائم للمدينة المقدس وأي خلل سيحدث في داخل المدينة ستدخل المنقطة في حرب دينية نحن في غنى عنها، وأكد على استمراره في مسعاه الدبلوماسي رغم أن إسرائيل تحاول جره إلى مربع الحرب في المنطقة واذا حدث ذلك واستمرت اسرائيل في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات واختراق المناطق وإقامة أحكام وسلطة ذاتية وذوبان حل الدولتين فلن يبقى سوى خيار حل السلطة والعودة إلى المربع الأول وتتحمل إسرائيل اعباء احتلالها للأراضي الفلسطينية. الانقسام والمصالحة هي إشارة الى العالم ان الرئيس هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأنه ممثل الكل الفلسطيني وأن الحكومة الفلسطينية واحدة ، وليس كما يدعي نتنياهو، أما عن مطالبته الحكومة البريطانية الاعتذار عن وعدة بلفور فهو كسب لدولة عظمى مثل بريطانيا عن طريق الاحراج لصالح القضية الفلسطينية خصوصا وانها تعتزم الاحتلال ب100 عام على مرور وعد بلفور المشؤوم لذلك يجب على المناصرين والداعمين للقضية الفلسطينية الضغط تجاه افشال مثل هذه المحاولات لتكريس والتعنت لعدم الاعتراف بشعب الفلسطيني ارض وشعب، القرارات الدولية التي صدرت بحق القضية الفلسطينية وأهمها قرار تقسيم 181 يجب ان يكون ومعه قرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين المرجعية الأساسية لأي مفاوضات مستقبلية ترفض بها إسرائيل الاعتراف بدولة على حدود عام 1967، واذا لم يتم تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال وبالعودة لمبادرة العربية كما قال الرئيس الفلسطيني أنها جاءت بحل عملي لعودة اللاجئين (حل عادل ومتفق عليها بين الطرفين) ولا شك ان الاحتلال يغشى عودة اللاجئين أكثر من غشيته إقامة دولة فلسطينية، ايضا مطالبة الرئيس الدول المعترفة بإسرائيل الاعتراف بحدودها هو إجبارها على ترسيم الحدود التي على اثرها تتم الاعترافات بدول في الاممالمتحدة (ارض ، سكان، سيادة) لكن إسرائيل حتى الحظة لم تحدد حدودها، وهذا تنويه لإجراءات دبلوماسية كثيرة كانت غائبة عن البعض وخصوصاً عن الشعوب المتعاطفة مع قضية الفلسطينية، كما أن الرئيس دعِ من خلال طرحه للقائمة السوداء كل الحركات السلمي الوقوف بوجه الشركات ورؤوس الأموال الذين تستثمر في المستوطنات …. خلاصة خطاب قوي للرئيس الفلسطيني بعد لقائه بساعات قليلة مع الرئيس ترامب الذي طرح فكرة حكم ذاتي الموسع أو ما يعرف صفقة القرن بينه وبين العاهل الاردني والرئيس المصري، أيضا يعكس خيبة الأمل التي شعر بها الشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي والقرارات التي لا تنفذ. اللغة التحذيرية استخدمت كثيراً، وتدل اننا في مرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مصطلح من البحر الي النهر استخدم لأول مرة، ترسيم الحدود أيضا، الاحتلال الاستعماري للأراضي الفلسطينية كذلك، التلويح بحل السلطة والنضال من أجل الاستقلال وأن الحرية لا تتجزأ، ونموذج جنوب إفريقيا ينتصر على الأبرتهايد بمساعدة الأممالمتحدة ولا يكتمل الانتصار إلا بإزالته من فلسطين …. كاتب فلسطيني