مرة أخرى، يخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي عن النص المكتوب ويوجه حديثه للكيان الصهيوني خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، وطالب الفلسطينيين بالتعايش السلمي مع إسرائيل، قائلا: "اسمح لى، سيدي الرئيس، أن أخرج عن النص المكتوب، وأن أتوجه بكلمة ونداء إلى من يهمهم هذا الأمر، وأوجه ندائي الأول إلى الشعب الفلسطيني، وأقول له من المهم للغاية الاتحاد وراء الهدف، وعدم الاختلاف، وعدم إضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين في أمان والسلام، وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع". وأضاف: "أوجه ندائي للشعب الإسرائيلي، أقول لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة للسلام معكم منذ أكثر من أربعين سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة والخطوة الرائعة مرة أخري.. أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنباً إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني، ندائى إليكم أن تقفوا خلف قيادتكم السياسية وتدعموها ولا تترددوا.. إنني أخاطب الرأي العام الإسرائيلي.. اطمئنوا نحن معكم جميعاً من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى". ليست المرة الأولى التي يفتح فيها السيسي ملف التطبيع وتحقيق السلام مع إسرائيل، حيث سبق وتحدث في خطابه العام الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا: "اسمحوا لي أن أخرج عن النص من خلال هذا المنبر الذي يمثل صوت العالم بتوجيه نداء عاجل للشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية"، متابعا: "لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة رئيسية مضيئة للسلام في المنطقة، والتجربة المصرية رائعة، ويمكن تكرارها مرة أخرى بحل مشكلة الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطينية بجوار الدولة الإسرائيلية". وفي شهر مايو من العام الماضي، قال السيسي خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية بمحافظة أسيوط: "مستعد للعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية مهدت للسلام الحقيقي المستمر، وستكون العلاقات أكثر دفئاً إذا حقق للفلسطينيين أملهم في إقامة دولة مستقلة، وأن يعيش الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي في أمن واستقرار". وانتقد عدد من السياسيين خطاب السيسي، ووصفوه بأنه خطوة جديدة للتراجع والعودة لسياسات الرئيس الراحل أنور السادات، التي جعلت الدولة خاضعة للسياسيات الأمريكية، وأضاعت السيادة المصرية في المنطقة، رافضين أي سلام مع كيان مغتصب، يقتل أهالينا في فلسطين. وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس السيسي يسير على طريق السادات، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الكيان الصهيوني مرتكب الجرائم البشعة ضد الإنسانية، وأيادهم ملوثة بداء العرب، سواء في لبنان أو فلسطين أو حتى في الحروب التي خاضها مع مصر. وحذر زهران من التعامل مع الصهاينة الذي يشكل خطرا على الأمن القومي المصري والعربي حاضرا ومستقبلا، مضيفا ل"البديل" أن التطور الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية الإسرائيلية، مقدمة لتعديل اتفاقية كامب ديفيد وتوسعها لتشمل دولا عربية أخري بمباركة أمريكية. وقال النائب ضياء داوود، عضو تكتل 25/30، إن المطالبة بتحقيق سلام مع إسرائيل مرفوض شعبيا، خاصة أن الكيان الصهيوني اغتصب الأرض وقتل الآلاف من المصريين والفلسطينيين، حتي يقيم دولته المزعومة، مضيفا: "لا يوجد ما يسمى بحل الدولتين؛ لأنها دولة واحدة هي فلسطين وعاصمتها القدس الشريف". وأوضح داوود ل"البديل" أن الإدارة السياسية وصل بها الحال من الضعف، لتناشد كيانا مغتصبا من أجل السلام على حساب دماء الشهداء التي ضحت لتحرير الأرض، سواء في فلسطنين أو مصر.