انتصارات الجيش السوري في مدينة دير الزور، تعد مثالا حديثا على نجاح العمليات المشتركة على تنظيم داعش، الذي يعتبر أقوى منظمة إرهابية مسلحة ومدربة في المعارك بالوكالة. احتاج الجيش السوري للأسلحة الحديثة للحفاظ على مكاسبه والروح المعنوية، التي كانت حاسمة في الحفاظ على مكاسب الحرب الطويلة منذ ست سنوات، ولعبت الاستخبارات دورا حاسما في الحرب. واستخدمت القوات الروسية غواصتها الحديثة لإطلاق الصواريخ على مواقع داعش، بجانب الطائرات الهليكوبتر لضرب جميع مواقع التنظيم الإرهابي الدفاعية قبل اقتحامها. وأمنت القوات السورية والروسية طريق تدمر بالكامل؛ للحفاظ على الإمدادات اللازمة لإطعام السكان في مدينة دير الزور، ومواصلة الهجوم حتى لا يكون لدى داعش أي فرصة لإعادة تجميع قواه. يبدو أن استراتيجية الجيش السوري تشكل طوقا محكوما، بحيث لا يستطيع مقاتلو داعش التراجع إلى مواقع دفاعية جديدة، وهناك تقارير عن انسحاب التنظيم الإرهابي وتراجعه إلى نهر الفرات. يحاول الجيش السوري السيطرة على معبر نهر الفرات ومنع داعش من الدخول إلى الجانب الشرقي لدير الزور، ومنع الأكراد المدعومين من الولاياتالمتحدة من الاستيلاء على حقول النفط، خاصة أن الأكراد سيطعنون سوريا في ظهرها إذا سيطروا على حقول النفط. حاولت الدول الغربية والخليجية بلقنة سوريا، لكن دمشق كانت أقوى، والروح المعنوية للجيش السوري عالية حتى الآن مع سلسلة الانتصارات على داعش، لاسيما أن حلم كل جندي سوري تخليص بلده من الغزاة الأجانب. شكلت روسياوسوريا وإيران وحزب الله تحالفا حقيقيا للحرب على الإرهاب، وأصبحوا نموذجا يحتذي به الآخرين. ويعيد الجيش السوري مثالا على الهيكل المقاوم للغزو الأجنبي، الذي كان يرغب في الإطاحة بحكومته، لكنه احتاج إلى حلفاء لدعمه، ليس فقط لفظيا، بل بالسلحة أيضا، مواجهة قوة العالم الرئيسية. يجب أن نستفيد من الدروس الصعبة التي تعلمها الجيش السوري، وأهمها عدم السماح للجهات الراعية لحملة الإرهاب على سوريا بالإفلات من العقاب، وأنها سوف تتحرك لنقل لعبة الإرهاب إلى موقع جديد. واحدة من مهام وسائل الإعلام المستقلة مساعدة الجمهور على توعية العقول حول ما يحدث في العالم، خاصة حين يتعلق الأمر بالأشرار. المصدر