يعيش حوالي 28 مليون طفل في "بلدان حرب"، وبحاجة إلى مساعدة إنسانية، حيث تكافح أسرهم للتعامل مع الفوضى والعنف، وارتفع عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم للقتال في النزاعات بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحدها إلى أكثر من الضعف في السنة، وفقا لما أظهره تحليل الأممالمتحدة. الجنود الأطفال في إفريقيا الوسطى ونيجيريا والكونغو وبلدان أخرى مثل سوريا واليمن والعراق وبلدان تشهد سنوات من العنف المستمر والتشريد وانعدام الخدمات الاساسية التى قللت من آليات التكيف لدى الاسر، بحاجة إلى مساعدة، فحوالي واحد من كل خمسة أطفال في المنطقة يحتاجون الآن إلى مساعدة إنسانية فورية، ويعيش أكثر من 90٪ من هؤلاء الأطفال في بلدان متأثرة بالنزاع، وفي بعض الحالات ترسل الأسر أطفالها للقتال. وقال المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف، جيرت كابيلير، إنه في ظل عدم وجود نهاية للصراعات ومع تراجع الموارد المالية للعائلة، ليس أمام الكثيرين خيار سوى إرسال أطفالهم للعمل أو زواج بناتهم في وقت مبكر، فبعض الأطفال حاليا يحملون الأسلحة ويحرسون نقاط التفتيش ويدربون كجنود مدفوعي الأجر، وارتفع عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم بنشاط في القتال من 576 في عام 2014 إلى ألف و168 في عام 2015، وفقا لأرقام الأممالمتحدة التي تم التحقق منها. وأكدت "اليونيسف" أن سنوات العنف المستمر والتشريد وانعدام الخدمات الأساسية، أصابت الأطفال وهددت بعكس مكاسب تنمية الطفل، وأن الصراع مازال يسلب ملايين الفتايات والفتيان طفولتهم، كما دمرت البنية التحتية بما فيها المستشفيات ومرافق الطاقة والمياه والصرف الصحي بسبب الهجمات الإرهابية، وأجبرت ملايين الأسر على الفرار من منازلهم، وبعضهم ظل فترات طويلة تحت خط النار. وفي الأسبوع الماضي، أفادت الأممالمتحدة، بأنه تم تجنيد 1700 طفل، بعضهم لا يتجاوز عمرهم 10 سنوات، للقتال في الصراع الذي دام ثلاث سنوات في اليمن، ويعتبر تدهور الوضع في البلاد الآن أسوأ ازمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج حوالي 18.8 مليون شخص إلى مساعدات و7 ملايين شخص على شفا المجاعة. وأكثر من نصف المرافق الصحية في البلاد خارج الخدمة، وتدمير مرافق المياه، جعل هناك أكثر من 15 مليون طفل في حاجة إلى مرافق المياه والصرف الصحي، وداخل نيجيريا وإفريقيا الوسطى هناك حوالي 12 مليون طفل يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، وحوالي مليوني طفل يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها أو محاصرين، وتلقوا مساعدات إنسانية محدودة على مر السنين. وما شهده الأطفال في منطقة شمال إفريقيا بالتحديد من مستويات من العنف التي لم يسبق لها مثيل وشهدوا فظائع لا ينبغي لأحد أن يشهدها وإذا استمر العنف والحروب، فإن العواقب ليس فقط للمنطقة، لكن للعالم ككل ستكون وخيمة، ويجب على قادة العالم بذل المزيد من الجهود لوضع نهاية للعنف من أجل الأولاد والبنات ومستقبلهم.