* التحرير حلم وهدف، يتحقق بالبذل والفداء والعطاء، وهو هدف سام، فيه الكرامة والعنفوان، وفيه القيم، وفي سبيله تهون التضحيات. * توصيف تحرير جرود عرسال وجرود القاع ورأس بعلبك والقلمون من قوى التكفير والإرهاب بالتحرير الثاني، دقة في التشخيص من قبل قائد مجاهد ومكافح في ميدان الصراع، وفي مسار صراعي وكفاحي طويل لا ينتهي إلا بهزيمة المشروع الاستعماري الغربي-الصهيوني. إن وصف سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله تحرير جرود عرسال، وجرود القاع ورأس بعلبك بالتحرير الثاني، لم يكن جزافاً، أو مجرد زهو بنصر يتحقق على قوى التكفير الإرهاب الأسود الذي عاث في لبنان فساداً وقتلاً وتدميراً، بقدر ما هو ربط محكم وواع بين قوى الإرهاب واستهدافاتهم وغاياتهم كأدوات في مشروع استعماري تدميري يستهدف ليس لبنان فحسب بل الأمة كلها. لم تكن جرود عرسال وجرود القاع ورأس بعلبك وكل المناطق المحيطة هي المعركة الأولى مع هذه القوى الإرهابية، بل كانت المعركة النهائية التي سبقها معارك خاضتها المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله طيلة سنوات مضت. ومثلما كان تحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني الذي وقع عام 1982، وتوج في أيار عام 2000، على مراحل، كان الانتصار على الإرهابيين في لبنان على مراحل. وكما كان للمقاومة في لبنان دورها الرئيسي والمركزي والمشهود في عملية التحرير آنذاك، فإن للمقاومة في لبنان دورها الرئيسي والمحوري في عملية التحرير الثاني، كما كان للجيش اللبناني دوره الفاعل والكبير والمشهود في هذه المعركة. لقد كانت معركة تحرير لبنان عام 2000، معركة وطنية بامتياز، التفت خلالها قطاعات واسعة من الشعب اللبناني الشقيق حول المقاومة، ودعمتها وناصرتها، وكانت معركة هزيمة الإرهابيين في لبنان معركة وطنية بامتياز هي الأخرى رغم بعض الأصوات المعادية التي لم تخلو منها الساحة اللبنانية بأهدافها المعروفة، فلقد حظيت بالتفاف شعبي وبتأييد واسع من غالبية اللبنانيين بكل أطيافهم. ومثلما كانت المقاومة في لنبان تخوض صراعاً مع المحتل الصهيوني المدعوم من معسكر واسع على رأسه قوى الغرب الاستعماري وبعض أبناء جلدتنا من حكام بعض الأقطار العربية، فالمقاومة خاضت صراعاً مع قوى إرهابية مدعومة ومسنودة مؤيدة وممولة من قبل معسكر واسع أميركي-صهيوني، وأدوات عربية مندمجة بهذا المعسكر ومشروعه. كان الاحتلال الصهيوني للبنان عام 1982، غزواً استعمارياً، وقوى الإرهاب التكفيري الأسود هي قوى تدمير وتفتيت وفتنة وتجزئة وغزاة، وفدوا من كل أنحاء الأرض وتوزعوا في عدة أقطار للقتل والتدمير التهديم وتقويض الدول المركزية وتهديم الجيوش الوطنية. وبعد.. توصيف هزيمة الإرهابيين في لبنان بالتحرير الثاني له أهمية لما ينطوي عليه من دقة في التشخيص، لكن توصيف التحرير الذي وقع عام 2000، بالتحرير الأول له أهمية أكبر واستثنائية، إنه يعني فيما يعني أن تحرير لبنان عام 2000، لم يكن نهاية المطاف، وليس نهاية الصراع مع المشروع الاستيطاني وتجسيده الكيان الصهيوني. إنه إنجاز كفاحي كبير في إطار صراع تتحقق فيه إنجازات متتالية، وفي تحرير على مراحل، لن يتوقف إلا بالتحرير الأكبر، وهو اجتثاث الكيان الصهيوني من على أرض فلسطين وهو يوم آت لا ريب فيه. عدلي الخطيب أمين السر المساعد لحركة فتح