على الأتراك تحت قيادة رئيسهم رجب طيب أردوغان، الاختيار بين المضي قدمًا نحو مستقبل أفضل واستعادة دولتهم العلمانية، أو العودة إلى الماضي والحنين للإمبراطورية العثمانية حين كانت دولتهم إسلامية، خاصة وأنه قادت الموجات الأخيرة من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء البلاد إلى رفع مستويات الأمن، وزيادة عمليات التفتيش على الطرق. يفصلمضيق البسفور أوروبا عن آسيا، ويبدو أن أردوغان عازم على فرض الإسلام المتشدد على البلاد، ومحو ما رسخه القادة العلمانيون في تركيا على مدى عقود، حيث أسس الرئيس الراحل، مصطفى كمال أتاتورك، الجمهورية التركية العلمانية على غرار الحكومات الأوروبية التي آمنت بفصل الكنيسة عن الدولة. يبدو أن أردوغان يريد أكثر من "الأذان" لجمع المسلمين للصلاة، فهو يدعو لفصل الجدار العازل بين المسجد والدولة، ويرغب في استعادة تركيا نفوذها العثماني القديم. أسفرت الانتخابات المثيرة للجدل التي عقدت في إبريل الماضي عن حصول حزب أردوغان على أكثر من 51 %، وقد وافق الناخبون بنسبة 51 % على الإصلاحات الدستورية التي تلغي منصب رئيس الوزراء، وتمنح الصلاحيات كافة للرئيس، ولا يزال هناك شكوك حول تزوير أردوغان وحزبه للانتخابات. تظهر التساؤلات حول دور تركيا ومستقبلها في حلف شمال الأطلسي، وكيف ستغير تركيا الإسلامية المتشددة من كفاحها ضد الإرهاب الراديكالي، حسبما وصفه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخرًا. يسعى العديد من الأتراك لمغادرة بلادهم، ويرغبون في الهجرة إلى بلدان أخرى، حيث حدثت زيادة مفاجئة في مشتريات العقارات في الولاياتالمتحدة، ولا سيما في فلوريدا خلال الفترة الأخيرة. لا توجد معارضة سياسية في تركيا، وعلماء الدين لم يعودوا المتحدثين بأسم الإسلام، فقط أردوغان من يفعل ذلك. شارك أردوغان في اللجنة الأكاديمية للإنجازات في شيكاغو، في عام 2004، وقال: تركيا ليست الدولة التي يسود بها الإسلام المعتدل، فهذا التعبير خاطئ، لأن كلمة الإسلام كاملة غير منقوصة، وبالتالي هي دولة يسودها الإسلام وحده. يختلف الكثير في العالم الإسلامي وغير الإسلامي مع أردوغان، فهم لا يعلمون من يقرر الإسلام في تركيا، حيث قرر الرئيس التركي تنصيب نفسه زعيمًا للمشرع الإسلامي الوحيد في تركيا. سوف تشهد تركيا مزيدًا من عدم الاستقرار نتيجة الاستفتاء الكردي المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر في إقليم كردستان العراق، حيث يقول دانيال بايبس، الذي يرأس منتدى الشرق الأوسط: أدعم الاستقلال الكردي والدولة الكردية الموحدة، ولكن الاستفتاء يشكل خطرًا على جميع الأطراف المعنية من خلال زعزعة الاستقرار في المنطقة غير المستقرة، وربما يؤدي الاستقلال إلى مواجهة بين القوات الأمريكية والروسية. ويبدو وأن تركيا لديها الكثير لتصدره للخارج بجانب القهوة التركية والمناشف، وغيرهما، ولكن للأسف، تناقض البلد نفسها، والعديد من الأتراك قلقون بشأن مستقبلهم الذي قد لا يحمل لهم السعادة مطلقًا. المصدر