مضى أكثر من ثلاثة أشهر على إطلاق التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة والقوات الديمقراطية السورية، المرحلة النهائية من حملتهم في مدينة الرقة السورية، وعلى الرغم من كل الوعود التي ألزمت القوات المتحالفة بها نفسها، ورغبتها في إنهاء العملية، فإن الحالة على أرض الواقع مغايرة تمامًا لما يدعيه التحالف. الوضع في مدينة الرقة معقد للغاية؛ بسبب عدد الوفيات الكبير من الضحايا المدنيين الناجم عن الهجمات الجوية العشوائية التي تقودها الولاياتالمتحدة، ووفقًا لوكالة رويترز البريطانية، قال نوروز أحمد، وهو قائد كردي كبير، إنه لا يمكن لأحد تحديد الفترة الزمنية التي ستنتهي فيها معركة الرقة، رغم أن الفترة المحددة لطرد داعش من معقلها على الأقل شهران. ولقي 978 مدنيًّا مصرعهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ بسبب الضربات الجوية التي ينفذها طيران التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة على مدينة الرقة شمالي سوريا، حسبما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخرًا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان والذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض إن عدد القتلى يشمل 234 طفلا و163 إمرأة، وبالإضافة إلى ذلك قتل 118 مدنيًّا جراء انفجار الألغام الأرضية التي زرعها داعش خلال محاولتهم الفرار من الرقة. ترجع الطبيعة المطولة لحملة الرقة إلى أن واشنطن وحلفاءها ليسوا مهتمين بالقضاء الكامل على إرهابيي داعش، حيث تعتزم الولاياتالمتحدة على الأرجح دفع الإرهابيين من الرقة إلى مدينة دير الزور، وهذا سوف يمنع الجيش السوري من السيطرة على الأراضي الغنية بالنفط، بحسب العديد من الخبراء السوريين. تتقاسم الحكومة الإيرانية مع سوريا هذا الموقف، حيث اتهم سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى، علي شامخاني، الولاياتالمتحدة بدعم الإرهابيين في سوريا، وقال: بدلاً من محاربة العناصر الإرهابية، تمارس الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة عمليات مشبوهة تتماشى مع تعزيز الإرهاب، وتفاقم حالة انعدام الأمن في المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام ذكرت قبل عدة أشهر أن القوات التي تدعمها الولاياتالمتحدة تتعامل مع إرهابيي داعش، وتسمح لهم بمغادرة الرقة والتوجه إلى تدمر. بجانب هذه الأسباب، هناك سبب آخر لإيطال فترة العملية العسكرية في الرقة، حيث لا تزال القيادة المركزية الأمريكية تتجاهل النجاح الذي يحققه الجيش السوري وحلفاؤه. يمكن افتراض طول فترة حملة الرقة لوقت أطول بكثير، ولكن واشنطن ستواصل استخدام الإرهابيين باعتبارهم إحدى القوى الرئيسية التي تواجه الجيش السوري، ومن الواضح أن البيت الأبيض يسعى فقط للحصول على مكاسب رسمية في الرقة، ليصبح الفائز في المعركة، ومع ذلك فإن القضاء الكامل على الإرهابيين لا يدخل ضمن خطط الإدارة الأمريكية الحالية.