أجرى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير لقاءات مع الأطراف الفلسطينية لبحث الأوضاع الإنسانية في المناطق الفلسطينية، وبدأ جولته بقطاع غزة بلقاء رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، ثم أعقب ذلك زيارة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وخلال لقاءاته، ناقش مع المسؤولين الفلسطينيين الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة والشتات، وممارسات الاحتلال التي تتعارض مع القانون الدولي، إضافة لمعاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال وحرمانهم من حقوقهم. وقالت مسؤولة الإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت، إن اللقاء الذي عُقد بين السنوار وماورير كان مثمرا، مضيفة أن اللقاء ناقش الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، وقد قدم ماورير وعودا ببذل جهوده لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني حصارا شديدا منذ أكثر من 10 سنوات. وتناقلت وسائل إعلام صهيونية أن الصليب الأحمر سيتدخل فيما يتعلق بقضية الجنود الأسرى لدى المقاومة بقطاع غزة، وقالت صحف فلسطينية، إن السنوار رفض طلب ماورير برؤية الجنود الأسرى. وفي هذا السياق؛ قال محللون فلسطينيون إن تدخل رئيس الصليب الأحمر في هذا الأمر مستبعدا، لأن عمله يقتضي مهام إنسانية ضمن جهود الصليب الأحمر التي تهدف للتخفيف من الأوضاع الإنسانية للمناطق المنكوبة. وأكد المحللون أن صفقة تبادل الأسرى تحتاج مقومات ممن يتدخلون فيها لا تتوفر لدى الصليب الأحمر، كالقوة السياسية التي تفتقرها منظمة الصليب الأحمر، نسبة لأعمالها الإنسانية، واستشهد عدد من المحللين بصفقة شاليط السابقة التي كانت ترعاها عدة دول وأطراف إقليمية. ويعتقد محللون، أن طلب ماورير رؤية الأسرى لدى المقاومة، لا يأتي ضمن إطار التوسط لصفقة تبادل، بل من سعي رئيس المنظمة للاطمئنان على المفقودين وطمأنة ذويهم، وهو جزء من عمل الصليب الأحمر.وقال آخرون، إن حركة حماس تصر في هذه المرحلة عدم الدخول في أي صفقات لتبادل الأسرى إلا بعدما تطلق إسرائيل سراح جميع الأسرى المحررين في الصفقة الأولى التي أجريت عام 2011. الكاتب مصطفى الصواف، عبر عن رأي مختلف تماما، حيث يرى أن ماورير قد يكون حاملا للسياسة الإسرائيلية، وأن تكون زيارته لغزة لا تهتم بشيء أكثر من الوصول لمعلومات عن الجنود المختطفين، مضيفا: المباحثات التي يجريها ماورير في إسرائيل عنوانها الأساسي ملف الجنود الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة، وبحث إمكانية إيجاد حل للقضية. وكانت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، قد أعلنت في أبريل 2016، أنها تحتجز أربعة جنود إسرائيليين، معلنة عن أسمائهم وصورهم، لكنها لم تفصح عن أي معلومات إضافية أخرى، مشيرة إلى أن أي معلومة يجب على الاحتلال أن يدفع الثمن قبل الحصول عليها.