تجربة نووية وقنبلة هيدروجينية أعلنت كوريا الشمالية، اليوم الأحد، أنها اختبرت بنجاح تام قنبلة هيدروجينية تتميز بقوة تدميرية كبيرة، يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات، وأن الرئيس الكوري، كيم جونج أون، تفقد بنفسه عملية تطوير القنبلة، وأكدت قناة التلفزيون الرسمية أن «اختبار القنبلة الهيدروجينية شكَّل نجاحًا تامًا»، وذكر تقرير لمعهد صنع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، أن القنبلة الهيدروجينية التي صنعت جميع مكوناتها في البلاد هي «سلاح ذري حراري متعدد الوظائف يتميز بقوة تفجيرية مدمرة، ويمكن تفجيرها على ارتفاعات عالية». يأتي هذا الإعلان الكوري بعد ساعات على إطلاق بيونج يانج سادس تجربة نووية لها، فيما أطلقت صباح الثلاثاء الماضي صاروخًا باليستيًّا من نوع «هوانسونغ 12» سقط على بُعد ألف و180 كيلو مترًا من سواحل جزيرة هوكايدو اليابانية، وتمت عملية الإطلاق بحضور كيم جونج أون، حيث ندد حينها مجلس الأمن الدولي في اجتماع طارئ، عقد بناء على طلب من الولاياتالمتحدةواليابانوكوريا الجنوبية، بالتجربة الصاروخية الكورية الشمالية، وطالب بيونج يانج بالكف عن انتهاك القرارات الدولية. إعلان كوريا الشمالية اختبار قنبلة هيدروجينية ترافق معه الحديث عن زلزالين وقعا نتيجة هذه التجربة، حيث قالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» نقلًا عن أجهزة الأرصاد الجوية، إن «الزلزال الاصطناعي» الذي وقع اليوم الأحد في كوريا الشمالية، وكان تجربة نووية على الأرجح، أقوى ب9.8 مرات من الهزة التي نجمت عن التجربة النووية الخامسة. في الإطار ذاته، أكدت هيئة المسح الجيولوجي الصينية وقوع زلزالين في كوريا الشمالية، الأول بقوة 6.3 درجة والثاني ب4.6، كما أكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أنها رصدت زلزالًا في كوريا الشمالية بقوة 6.3 درجة، وصنفت الحادث على أنه انفجار. من جانبها أعلنت كوريا الجنوبية أنها رصدت زلزالين في منطقة تبعد نحو 44 كلم شمال غرب بلدة كيل جو في كوريا الشمالية، وأكد الجيش الكوري الجنوبي أن الزلزالين مفتعلان، ووقعا بالقرب من موقع للتجارب النووية في كوريا الشمالية، معلنًا رفع درجة التأهب على حدوده، فيما دعا المكتب الرئاسي في سيئول، إلى عقد اجتماع طارئ في البلاد، ظهر اليوم الأحد، لمجلس الأمن الوطني، وبحث صلة الزلزالين بتجربة نووية محتملة في كوريا الشمالية. توترات جديدة التوترات الجديدة في شبه الجزيرة الكورية والتصعيد الكوري الشمالي، دفع الإدارة الأمريكية كعادتها إلى تضخيم الأحداث كمحاولة لإثارة الرعب في نفوس جيران كوريا الشمالية، حيث أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالًا هاتفيًّا مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، هو الثالث خلال أسبوع، أكدا خلاله ضرورة زيادة الضغط على كوريا الشمالية لحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية، ونقلت قناة أن أتش كيه عن رئيس الوزراء الياباني قوله: ناقشنا مرة أخرى الوضع الراهن وإمكانيات الرد في حال قيام كوريا الديمقراطية بأعمال استفزازية، فلذلك التعاون الوثيق بين اليابانوالولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية أمر ضروري. وأعرب وزير الخارجية الياباني، تارو كونو، من خلال القنوات الدبلوماسية، عن احتجاج طوكيو الشديد على بيونج يانج، وأكد اعتزام الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالإجراءات النووية لكوريا الشمالية، وقال كونو: هذا الأمر لا يغتفر على الإطلاق، مؤكدًا: نحن نعتزم تنسيق إجراءاتنا مع الدول المعنية لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. من جانبها حثت وزارة الخارجية الصينية، كوريا الشمالية، اليوم الأحد، على وقف أفعالها الخاطئة، وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني، إن الصين تعارض بحزم أفعال كوريا الشمالية وتدينها بشدة، وتحث بيونج يانج على احترام قرارات مجلس الأمن الدولي. أمريكا وتسخين الملف الكوري التجربة النووية الجديدة واختبار القنبلة الهيدروجينية أظهرا مدى تحدي بيونج يانج الإجراءات الأمريكية الاستفزازية وسياسة العقوبات التي أثبتت فشلها مع العديد من الدول، وأولها إيران وروسيا وكوريا الشمالية، ومحاولات أمريكا جر دول القارة الآسيوية وشبة الجزيرة الكورية إلى حرب بالوكالة ضد بيونج يانج، حيث أظهرت المؤشرات الأخيرة أن أمريكا تستخدم الفزاعة الكورية على غرار استخدامها للفزاعة الإيرانية في الشرق الأوسط، وتضخيمها من خطورة البرنامج النووي الإيراني. ملف كوريا الشمالية لم يتم وضعه على قائمة أولويات دول القارة الآسيوية، ولم يحظ بكل هذا الاهتمام الإعلامي الأمريكي، ولم يصل إلى هذا الحد من التصعيد إلَّا بعد انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والذي أشتهر بمحاولات إنعاش سوق السلاح الأمريكية وجلب المزيد من الأموال عن طريق سياسة التضخيم والابتزاز، حيث نجح في ابتزاز الدول الخليجية مؤخرًا وسحب المليارات من خزائنها مقابل إعطائها أسلحة أمريكية وتنشيط سوق السلاح هناك، وهو ما يحاول ترامب فعله حرفيًّا مع اليابانوكوريا الجنوبيةوالصين حاليًا، فواشنطن تتبع سياسة قديمة وهي استغلال النزاعات وتضخيمها للاستفادة منها قدر الإمكان سواء من ناحية إنعاش صادرات السلاح أو إقامة علاقات سياسية دبلوماسية على أساس الحماية والمساومة. في الإطار ذاته، اتفقت الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية على زيادة القدرات الصاروخية الدفاعية لسيول، وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن، قررا تعزيز تحالفهم عبر التعاون في مجال الدفاع وتعزيز القدرات الدفاعية لكوريا الجنوبية، وتابع أن الرئيس ترامب وافق مبدئيًّا على شراء كوريا الجنوبية معدات عسكرية أمريكية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.