منذ الإعلان عن موعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين للمشاركة في قمة دول «البريكس»، سارع عشرات النواب بإصدار البيانات والتصريحات الصحفية احتفاءً بتلك الزيارة الشرفية، وبحث كل منهم عن مكسب يره فيها، حسبما قال بعض السياسيين، مؤكدين ان ما يحدث هو إفلاس سياسي لهؤلاء النواب الذين سعوا لتقديم فروض الولاء مبكرًا قبل معرفة نتائج الزيارة وجدواها. قال النائب أشرف عثمان، عضو مجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن: مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في الدورة التاسعة لقمة «بريكس» بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينج، التي تنعقد بمدينة شيامين الصينية الساحلية تحت عنوان «شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقًا» يؤكد أن مصر تسير على طريق الصحيح، مؤكدًا أن الهدف من مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة دول «البريكس» هو بناء قوي للعلاقات بين مصر والدول المشاركة بالقمة، فضلًا عن توقيع برتوكولات واتفاقيات في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن المشاركة بالقمة ليست مقصورة على الاقتصاد فقط، بل دبلوماسيًّا وعسكريًّا وتجاريًّا. فيما صرحت النائبة مارجريت عازر، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين اليوم، ومشاركته في القمة التاسعة لمجموعة الدول الخمس المعروفة باسم مجموعة «بريكس» مهمة للغاية ولها مكاسب كبيرة، في مقدمتها الأهمية الاقتصادية؛ نظرًا لأن هذه المجموعة التي تعد من أهم التكتلات الاقتصادية الدولية، حيث تسهم بنحو 50% من إجمالي النمو العالمي خلال السنوات العشر الأخيرة، فضلًا عن الثقل السياسي والاقتصادي الكبير الذي تتمتع به تلك الدول، سواء في محيطها الإقليمي أو على الساحة الدولية، والتي تضم كلًّا من الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى المباحثات وتعزيز التعاون مع رؤساء وقادة تلك الدول ركيزة أساسية لتحقيق التنمية، ودليل نجاح وتألق السياسة الخارجية المصرية. وأضافت مارجريت عازر أن تلك الزيارة تأتي ضمن السياسة الخارجية الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث استعادت مصر مكانتها ودورها المحوري، فجاءت مشاركتها في قمة «بريكس» بالصين كدليل على أن مصر ضمن الدول ذات الاقتصاديات الواعدة، وذلك في ظل حرص التجمع على تعزيز التعاون والحوار مع الاقتصاديات البازغة والنامية، والعمل على زيادة مساهمتها في هياكل الحوكمة الاقتصادية الدولية. علي الجانب الآخر قال الدكتور أحمد دراج، البرلماني السابق: كل ردود الأفعال التي أصدرها عشرات النواب مجرد شو إعلامي يهدف لتقديم فروض الولاء للنواب الذين يمتلكون صلاحيات المحاسبة والرقابة لجمع المسؤولين تصل إلى سحب الثقة، حيث تنازل هؤلاء النواب عن كل تلك الصلاحيات في مقابل إظهار أنهم مؤيدون لرئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أنه كان من الأوْلى الانتظار حتى انتهاء الزيارة وتقديم مؤسسة الرئاسة تقريرًا عن نتائجها والهدف منها وتكلفتها، وتتم مناقشة التقرير، وبعد ذلك يرحبون أو ينتقدون كما يحدث في أي دولة متقدمة، لكن إبداء هذا الكم من الترحيب قبل أن تتم الزيارة يعكس حالة الإفلاس السياسي وجهل بعض النواب بدورهم المنصوص عليه في القانون والدستور، وتحويل الأمر إلى سباق لمن يحب ويمجد الرئيس أكثر. يذكر أن قمة البريكس تتكون من 5 دول أساسية هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، والتي وأنشأت في 2006، وتم الإعلان عنها خلال انعقاد منتدى بطرسبورج الاقتصادي، وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في مدينة ييكاتيرينبرج بروسيا، وتم الاتفاق على أن تكون مدينة شنغهايالصينية مقرًّا رئيسيًّا، حيث تضم القمة الحالية في الصين 14 دولة، من بينها ال5 الأعضاء الدائمون، وكذلك 9 دول أخرى من بينها مصر، والتي تمت دعوتها للمشاركة في تلك القمة لأول مرة بشكل شرفي.