دخلت حركة "الشباب" الإرهابية، وهي من أكثر الجماعات خطورة في إفريقيا، في حالة من التصدع، بسب انشقاق القيادي البارز شيخ مختار روبو أبو منصور، مما فتح الباب لمزيد من الانشقاقات، بما يهدد كيان الحركة التنظيمي. وقامت الحركة، منذ تأسيسها في عام 2004، بالعديد من الهجمات الإرهابية في الصومال والدول المجاورة لها، وخلفت تلك الهجمات العديد من القتلى والجرحى بالإضافة إلى تشريد الآلاف. قال موقع أوول أفريكا، إن أبو منصور، أحد مؤسسي حركة الشباب، أعلن يوم الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة مقديشو، انشقاقه رسميا عن الحركة، وذلك بعد يومين من تسليم نفسه للحكومة إثر مفاوضات جرت بين الجانبين، وقبل تسليم نفسه للحكومة، جرت اشتبكات بين أبو منصور ومسلحين تابعين له، مع مسلحين من حركة "الشباب"، حيث سعت لاغتياله أو القضاء عليه قبل انضمامه إلى الحكومة. تابع الموقع أن ما فشلت فيه قوات حفظ السلام والاتحاد الإفريقي ومناقشات الأممالمتحدة نجح فيه قرار أبو منصور، بالتخلي عن الجماعة الإرهابية، وهو ما يعد مكسبا سياسيا وأمنيا ليس للصومال فحسب، بل للدول المجاورة التي نالها شر هذه الجماعة أيضا، خاصة أن أبو منصور ليس عضوا عاديا في الجماعة بل أحد مؤسسيها مما يعني أن هناك انشقاقات أخرى في الطريق من أتباعه ومن الذين يعانون من مضايقات أمير الحركة أحمد أبو عبيدة، الذي يسير على خطى الزعيم الراحل شيخ مختار أبو زبير. أضاف الموقع، أن المكسب الأكبر من انشقاق أبو منصور هو نجاح الحكومة الصومالية أن تستخدمه في محاربة الجماعة وكشف أسرارهم التي يعلمها جيدا، خاصة أنه تولى مناصب عليا في الهياكل التنظيمية للحركة، مما يضع الحركة في موقف خطير، ربما يؤثر سلبا على كيانها في المرحلة المقبلة التي تخفي في جنباتها مزيدا من التغييرات. وذكر الموقع أن الخلاف داخل حركة الشباب ليس وليد الوقت الحالي بل منذ أعوام، حيث كانت هناك انشقاقات وخلافات مستمرة داخل الحركة حتى تطورت إلى تصفيات داخلية، مما أفضى إلى اغتيال رموز بارزة من بينهم قيادات أجنبية، وآخرون لجأوا إلى الحكومة الصومالية خوفا على حياتهم مثل أبو منصور، ما يعكس أن أفكار الحركة المتشددة بدأت تنحسر، مما قد يدفع أصحابها خاصة القيادات الميدانية إلى مراجعة أفكارهم والتخلي عن الحركة، ولكن كل هذه مجرد آمال وتوقعات، خاصة أن القادة المنشقين عن الحركة قبل أبو منصور لم يتنازلوا عن أفكارهم المتشددة، بل ولم يتعاونوا مع الحكومة، واختار بعضهم المنفى وآخرون يعيشون تحت الإقامة الجبرية كشيخ حسن طاهر أويس، وهذه الطريقة لم تغير من الواقع شيئا، والحركة ليست مبنية على فكرة شخص وجهوده بل هي كيان ذو إدارة فكرية مرتبطة بخارج الصومال، ورغم هذه الانشقاقات والحملة التي شنت ضد الحركة بالصومال فإنها لم تنهزم بشكل نهائي بل تستعيد قواها، وما لم تتخذ، خطوات عاجلة لهدم صفوف الحركة وانتهاز الموقف فلن يكون لانشقاق أبو منصور مكسب واضح في الحرب على الحركة. الجدير بالذكر أن أبو منصور، من الذين تدربوا في أفغانستان وشاركوا في تأسيس حركة "الشباب"، وفي مايو الماضي أعلنت الولاياتالمتحدة عن شطب اسمه من قائمة المطلوبين بتهمة الإرهاب، وسحبت المكافأة التي تقدر بخمسة ملايين دولار التي كانت رصدتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله أو مقتله، وقال أبو منصور إن انشقاقه جاء بسبب سوء الفهم والخلاف حول أمور عقدية لا تخدم الإسلام والشعب الصومالي وأنه الآن يبحث عن السلام.