في الوقت الذي ترتعد فيه إسرائيل خوفًا من انتهاء الأزمة في سوريا والعراق، وتعيد حساباتها بشأن التنسيق الأمني والعسكري والاستخباري غير المسبوق بين الجيشين السوري واللبناني، ومع استدارة العديد من الدول نحو المحور الفائز "الإيراني الروسي السوري"، وتعاظم قدرة حزب الله اللبناني عسكريًا في لبنانوسوريا، وتمدد نفوذ إيران السياسي في الدولتين أيضًا، ظهرت محاولات صهيوأمريكية لتجنيد قوات جديدة لحفظ الأمن الأمريكي والإسرائيلي، خاصة بعد فشل المراهنات على الجماعات المسلحة الإرهابية في الحفاظ على أمن الحليفين، ويبدو أن قوات السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنوبلبنان "اليونيفيل" ستكون الاختيار القادم. مخطط صهيوأمريكي قادت الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرًا، بتحريض من الكيان الصهيوني، مساعي لتغيير مهمة قوات "اليونيفيل" من قوات داعمة للجيش اللبناني ومراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عام 2006 إثر الحرب بين إسرائيل وحزب الله، إلى ذراع سياسي وعسكري يعمل وفقًا للتوجهات الصهيوأمريكية، حيث استغلت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، نيكي هايلي، مناقشة دول مجلس الأمن الدولي ال15 مسألة التجديد للقوة الدولية في جنوبلبنان التي تنتهي ولايتها في نهاية الشهر الحالي، لتحاول انتزاع قرار بتشديد التكليف المعطى للقوة الدولية بقصد منح القوات المزيد من الصلاحيات التي تخول لها مواجهة حزب الله عسكريًا. اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، الجمعة الماضية، أن قوة السلام الدولية "يونيفيل" لا تقوم بعملها بالشكل المناسب لوقف وصول الأسلحة المرسلة إلى حزب الله اللبناني، وقالت السفيرة الأمريكية: إن قوة الأممالمتحدة لا تقوم بعملها بالشكل الفاعل لمنع التزود الكثيف لحزب الله بالسلاح، وغالبيته بواسطة عمليات تهريب من إيران، واعتبرت هايلي أن هذه الأعمال لا تدخل في عداد الوقاية من الحرب بل الإعداد لها، وأضافت السفيرة الأمريكية، أنه من المفترض أن تعمل القوة الدولية مع القوات المسلحة اللبنانية لوقف هذه الخروقات أو على الاقل التنديد بها، داعية هذه القوة الدولية إلى أن تكون أكثر فاعلية. في ذات الإطار، سعت هايلي، إلى التوضيح بأن واشنطن لا تسعى إلى تعديل كامل مهمة القوة الدولية بجنودها العشرة آلاف و500 الموجودين على الأرض في جنوبلبنان، قائلة إنها تسعى عبر التجديد للقوة الدولية إلى دعوتها بشكل واضح للقيام بما كان يفترض بها أن تقوم به منذ سنوات، وتابعت هايلي: حزب الله منظمة إرهابية مزعزعة جدًا للاستقرار في المنطقة وتهدد بشكل واضح إسرائيل، كما هاجمت هايلي، بعنف، قائد القوة الدولية الجنرال مايكل بيري، الذي اتهمته بأنه يتخذ موقف الأعمى أمام عمليات تهريب السلاح إلى الجنوباللبناني. على ضوء الدعوة الأمريكية جاءت نظيرتها الإسرائيلية، فدعا مندوب إسرائيل الدائم لدى الأممالمتحدة داني دانون، مساء أمس السبت، مجلس الأمن الدولي إلى إسناد صلاحيات أوسع لقوات حفظ السلام المرابطة في جنوبلبنان "اليونيفيل"، لتكون قادرة على التعامل مع ما أسماها "التهديدات التي يشكلها حزب الله"، وأكد دانون على ضرورة أن تقوم هذه القوات بالمهام الملقاة على عاتقها وتضع حدًا لانتهاكات "حزب الله" لضمان استتباب الهدوء في جنوبلبنان، وألا تتجاهل التسلح الخطير لحزب الله في المنطقة، حسب قوله. المساعي الإسرائيلية لم تقتصر على دعوة دانون فقط، فقد ذكرت وسائل إعلام عبرية أن وفدًا عسكريًا إسرائيليًا وصل قبل أيام إلى الأممالمتحدة، وضم ضباطا من الجيش شرحوا لسفراء الأممالمتحدة الموقف الإسرائيلي مما يجري في الجنوبياللبناني، كما استعرض النشاط الذي يقوم به حزب الله، وبالمقابل ما تقوم به قوات حفظ السلام، فيما زارت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة، قبل نحو شهرين، الحدود اللبنانية شمال فلسطينالمحتلة، وذلك بترتيب من الإسرائيليين، وبرفقة ضبّاط كبار في جيش الاحتلال، لإطلاعها على النشاط الزائد للمقاومة على الحدود والتهديدات الأمنية لإسرائيل. رفض روسي فرنسي إيطالي المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لاقت رفضًا واضحًا من روسياوفرنسا وإيطاليا، وأكدت الدول الثلاث أنها لن تضع قواتها في مواجهة مع حزب الله، ولن تتورط في حرب بالوكالة عن أمريكا أو إسرائيل، على اعتبار أن فرنسا وإيطاليا يشاركان بعدد كبير من الجنود في القوة الدولية، فيما أكد المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، أن الأممالمتحدة تثق تمامًا بعمل القوة الدولية في جنوبلبنان. مساعدة مندوب فرنسا لدى الأممالمتحدة آن غيغين، أكدت أن بلادها ترفض تغيير التفويض الحالي لجنود القوة الأممية في لبنان "يونيفيل"، مشيرة إلى أن باريس تريد تمديد التفويض بالوضع الذي هو عليه حاليًا، فيما قال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فاسيلي نيبينزي، إن حكومته ترى بدورها أنه لا حاجة لتغيير تفويض القوة الأممية، لافتًا إلى أن هذا الموقف عبر عنه أطراف عديدون خلال المناقشات، وأضاف "نعتقد أنه ينبغي تمديد هذا التفويض في شكله الحالي". ما هي قوة اليونيفيل؟ قوة تابعة للأمم المتحدة، ومن المفترض أن وجودها مؤقت في لبنان، حيث تنتشر في جنوبلبنان منذ عام 1978، وتضم نحو 10 آلاف و500 جندي، مهمتهم الرئيسية التأكد من تنفيذ القرار 1701، الذي اتخذ على خلفية الحرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006، والذي ينص على مراقبة وقف إطلاق النار، ومساعدة الحكومة اللبنانية على حماية حدودها وبسط سلطاتها.