«لا للتسرب من التعليم».. شعار رفعه المجلس القومي للأمومة والطفولة لمواجهة ظاهرة التسرب من التعليم، حيث سبق أن عانت وزارة التربية والتعليم من وضع خطط لمواجهة التسرب،وتسبب عدم وجود إحصائية حقيقية لأعداد الطلاب المتسربين في تفاقم الأزمة؛ لاستمرار ارتفاع نسب الأمية في المجتمع نتيجة ارتفاع التسرب. وتقدمت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والسكان، ورئيس المجلس القومي للأمومة والطفولة، بمشروع قانون لوزير الصحة والسكان لرفعه إلى مجلس الوزراء لمناهضة التسرب من التعليم، موضحة أن من أهم أسباب التسرب من التعليم الزواج المبكر وعمالة الأطفال، وعدم قدرة الأسر الفقيرة على تغطية مصاريف الانتقال من وإلى المدرسة، إضافة إلى الظروف المناخية الطاردة للطفل من المدارس، والعنف ضد الأطفال. وأكدت أن دور المجلس القومي للأمومة والطفولة يقتصر على أن يطلع لجان حماية الطفل على البلاغات التي ترِدْ إليهم بأماكن تواجد أطفال الشوارع حتى تتواصل معه، وتبحث آليات إعادة دمجه مع الأسرة والمدرسة والمجتمع، وأن منع تواجد الطفل بالشوارع يكمن في التركيز على التربية الإيجابية ومناهضة العنف ضد الأطفال ومنع التسرب من التعليم ومنع الهجرة غير الشرعية والزواج المبكر، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى الاستقرار الأسري وحماية الأطفال من الشوارع. ويعتبر انخفاض أعداد المدارس بالعديد من المحافظات أحد أسباب تسرب الطلاب من التعليم، فبحسب بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2015/2016 أدى انخفاض أعداد المدارس مع التقدم في المراحل التعليمية، إلى ارتفاع نسبة التسرب التعليمية خلال مرحلتي التعليم الابتدائي والإعدادي، حيث بلغ إجمالي عدد الملتحقين بالتعليم الحكومي قبل الجامعي 16 مليون 817 ألفًا و448 طالبًا موزعين على 410 آلاف و705 فصول بإجمالي 428 ألفًا و33 مدرسة. وطبقًا لآخر إحصائيات صادرة عن وزارة التربية والتعليم، وصلت أعداد الطلاب المتسربين فى المرحلة الإعدادية إلى 159 ألف و540 طالبًا، منها 77 ألفًا و412 طالبة و82 ألفًا و128 تلميذًا، وذكر جهاز التعبئة والإحصاء أن نسبة التسرب في المرحلة الابتدائية بلغت 0.6% ونسبة التسرب فى المرحلة الإعدادية 4.5% في حين بلغ معدل الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية 95.1%.، وذكر الجهاز في تقرير له قبل 8 أشهر، أن معدل الأمية في مصر 29.7%، من واقع تعدادات السكان «للأفراد من 10 سنوات فأكثر» وفقًا لتعداد 2006، و27% هو معدل الأمية في الدول العربية، بما يعني أن نسبة الأمية في مصر تخطت الدول العربية. وقال الدكتور محمد فوزي، الخبير التربوي: ارتفاع نسب التسرب من التعليم يزداد عامًا بعد الآخر؛ نتيجة ظروف اجتماعية من جانب، وعدم وجود الأماكن التي تستوعب الطلاب بالمدارس، خاصة في بعض المناطق النائية، موضحًا أن الإحصاءات التي تخرج من وزارة التربية والتعليم والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ليست دقيقة، حيث إنه يتم الاعتماد على حصر التسرب بطرق تقليدية نتائجها غير دقيقة. وأضاف أن استمرار التسرب من التعليم دون وضع علاج له يسبب أزمة على المدى البعيد بارتفاع نسب الأمية بالمجتمع، وهو ما ينتج عنه خلق أجيال لا تستطيع مناهضة العصر الحديث علميًّا، الأمر الذي يتسبب في تأخر المجتمع، موضحًا أن هيئة محو الأمية ووزارة التربية والتعليم حاولت على مدى سنوات عديدة حل أزمة التسرب، ومازالت تتحدث عن حلول، إلَّا أنه لم يكن هناك أي نتيجة حتى الآن، مع استمرار ارتفاع نسب التسرب.