لم ينتظر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز طويلًا لتنفيذ رغبات رئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حيث قال الأخير مخاطبًا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي كان قادمًا حينها من السعودية "سيدي الرئيس، لقد طرت من الرياض إلى تل أبيب، آمل أن يأتي يوم ورئيس وزراء إسرائيل يستطيع الطيران من تل أبيب إلى الرياض". كما أضاف في تصريح آخر "ليت زيارتكم الأولى لمنطقتنا تشكل معلمًا تاريخيًّا في الطريق نحو تحقيق المصالحة والسلام". ويبدو أن رحلة ترامب من الرياض إلى تل أبيب مهدت للتعاون الجوي بين الرياض وتل أبيب، حيث وصفت الصحافة الإسرائيلية الرحلة الجوية المباشرة لطائرة الرئيس ترامب، "إير فورس 1″، من الرياض إلى "تل أبيب"، بأنها "أول طائرة تقيم رحلة مباشرة بين السعودية وإسرائيل، مع العلم أن الطائرة حطت لوقفة قصيرة في قبرص". وبعد أن استضاف الملك سلمان ما يسمى بالقمة الإسلامية الأمريكية في الرياض، والتي تهدف في المقام الأول لضرب جميع حركات المقاومة بشقيها الفلسطيني واللبناني والدول الداعمة لهم ضد العدو الإسرائيلي، ها هي المعلومات الإعلامية تشير إلى أن هناك تنسيقًا سعوديًّا إسرائيليًّا فيما يتعلق بالمجال الجوي وتسيير الرحلات الجوية بينهما. الأمر الذي يدق ناقوس الخطر للأمن القومي المصري، بعد تنازل الحكومة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، والتي باتت ترتبط مع تل أبيب بمخططات ملاحية برية وجوية وبحرية. الرحلات الجوية بين السعودية وتل أبيب تحدثت صحيفة إسرائيلية عن خطوة سعودية نحو تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية بعد نشر أخبار عن اتصالات سرية بين دولة الاحتلال والولاياتالمتحدة وأطراف عربية لتنسيق رحلات حج للفلسطينيين من "تل أبيب" إلى المملكة العربية السعودية. وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، "وجود اتصالات سرية بين الولاياتالمتحدة والسعودية والأردن وإسرائيل، لتنسيق رحلة جوية من إسرائيل إلى السعودية، مخصصة لنقل الحجاج الفلسطينيين إلى مكة"، وفق ما أورده موقع "المصدر" الإسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن "الطائرة ستهبط في الأردن لوقفة قصيرة؛ لأن الدولتين، أي إسرائيل والسعودية، لا تقيمان علاقات مكشوفة"، موضحة أن "الأمريكيين يتوسطون لإنجاز الخطة، علمًا بأن الفكرة طرحت خلال زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمنطقة". وأكد مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على الخطة السرية أن "الاتصالات بين الأطراف وصلت مرحلة متقدمة"، مضيفًا: "الرحلة الجوية ستكون على يد شركة أجنبية، وستتيح هذه الرحلة للفلسطينيين الحج إلى مكة والمدينة في السعودية عبر رحلة جوية، بعد أن كانوا يسلكون السفر الأرضي"، وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن المفاوضات وصلت الآن لمرحلة متقدمة، حيث ستنفذ الرحلات عبر خطوط طيران أجنبية في هذه المرحلة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي سيستطيع الحجاج الفلسطينيون زيارة الأماكن المقدسة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية. وفيما يتعلق بالخطط السعودية الإسرائيلية البحرية والبرية فقد عرض وزير المواصلات والاستخبارات في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، في وقت سابق، على المبعوث الأمريكي خطة سكة حديد للسلام الإقليمي، حيث تقوم الخطة على أساس ربط إسرائيل بالأردن ومنه إلى السعودية ودول الخليج الأخرى، وبالتالي تخلق هذه السكة ممرًّا لدول الخليج إلى البحر الأبيض المتوسط. التبادل السياحي بين دول الخليج وإسرائيل العلاقات الخليجية الإسرائيلية وفيما يتعلق بالسياحة والرحلات المتبادلة موجودة بالأصل من قبل الحديث عن رحلات جوية مباشرة تربط بين العواصم الخليجية ودولة الاحتلال، فالسلطات الإماراتية فتحت الشهر الماضي منشآتها السياحية أمام السياح الإسرائيليين، وبات بإمكانهم قضاء إجازتهم فيها دون الحصول مسبقًا على تأشيرة دخول. وكانت قناة "اليوست" و"الني فور" الصهيونيتان قد نشرتا تقريرًا قالتا فيه إن 250 ألف خليجي يزورون إسرائيل سنويًّا، من خلال فقط دول الخليج، دون الدول العربية الأخرى، باستثناء عرب ال 48 الفلسطينيين والمصريين. الحملة الإعلامية التي حملت عنوان "خليجيون يفضلون تل أبيب على لندن"، المستمرة منذ أكثر من عام، تؤكد أن أغلب السواح يدخلون الأراضي الفلسطينية الإسرائيلية من باب السياحة بغطاء سري، بينهم إماراتيون وسعوديون وقطريون وعُمانيون ومغاربة. وتشير التحركات الأخيرة بين تل أبيب والدول الخليجية والعربية إلى أنه لا حاجة للدول العربية والخليجية لاتباع خطط ملتوية للوصول إلى تل أبيب، فالناشط المقرب من السلطة الفلسطينية، محمد الفرا، يقول "إن نسبة 80% من الخليجين يدخلون الأراضي الفلسطينية عبر مصر ومن ثم إلى تل أبيب"، مضيفًا "نسبة كبيرة منهم يطلبون من موظفي الحدود والمعابر عدم الإشارة على جوازات سفرهم بحجة أنهم قدموا إلى شرم الشيخ". يذكر أن السعودية كانت ترفض أي مظاهر للتطبيع مع دولة إسرائيل، حيث كان الحجاج الفلسطينيون يغادرون من الأراضي المحتلة عام 48 عبر الأردن برًّا، ثم يتابعون سفرهم جوًّا أو برًّا إلى أراضي الحجاز، باستخدام جوازات سفر أردنية. ويرى مراقبون أن الدول العربية والإسلامية باتت تستغل القضية الفلسطينية للتقارب مع العدو الصهيوني، فتركيا قالت إن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل يأتي لفك الحصار عن غزة، وحدث التطبيع ولم يفك الحصار عن غزة، بل زادت وتيرته مؤخرًا عن طريق تقليل الكهرباء، كما أن المعلومات التي تشير عن تعاون جوي بين الرياض والكيان الصهيوني بذريعة الحجاج الفلسطينيين حجة واهية، فالسعودية كانت قد أصدرت قرارًا يحظر على الفلسطينيين المقيمين بالدول العربية تأدية مناسك الحج والعمرة، مبررة القرار بأنه صدر لمنع دخول عناصر إرهابية إلى المملكة، كما أنها باتت تعتبر حركات المقاومة في فلسطين إرهابية.