في الوقت الذي يحضر فيه البيت الأبيض مهمة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة ترامب ليُعيد الحديث حول مسألة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وسط أنباء متضاربة تشكك في نية ترامب إعلان نقل السفارة أثناء تواجدة في تل أبيب. جدد رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، دعوته للدول بنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدسالمحتلة، حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه قبل 10 أيام من زيارة ترامب لإسرائيل، صرح نتنياهو خلال اجتماع لحزب الليكود الذى يتزعمه، أمس الخميس: مدينة القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي وهي عاصمة إسرائيل، ويجب على كل دول العالم نقل سفاراتها للقدس وفي مقدمتها سفارة حليفتنا الولاياتالمتحدة. الدعوة الصهيونية جاءت في الوقت الذي تتردد فيه أنباء متضاربة حول احتمالية إعلان الرئيس الأمريكي عن نقل سفارة بلاده إلى القدس خلال تواجده في تل أبيب، حيث نشرت وسائل إعلام عبرية نقلًا عمن من وصفتهم ب"مصادر مطلعة" أن الرئيس الأمريكي قرر عدم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدسالمحتلة، وبحسب صحيفة "معاريف" فإن ترامب قرر توقيع الفيتو الرئاسي الذي يحول دون نقل السفارة لمدة ستة أشهر قادمة، اعتبارًا من نهاية الشهر الجاري موعد انتهاء الإرجاء السابق الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق، باراك اوباما. قرار ترامب الذي نقلته وسائل إعلام عبرية أثار إحباط وصدمه كبيرة في المجتمع الصهيوني، بعدما قطع على نفسه خلال حملته الانتخابية هذا الوعد، لكنه لم يتخذ أي خطوات باتجاه تنفيذه، بل أظهر لهجة منخفضة بشأن مسألة نقل السفارة بعد تنصيبه، حيث كان يرد على التساؤلات بهذا الشأن بقوله: الحديث عنه سابق لأوانه، الأمر الذي أرجعه البعض إلى محاولات أمريكية للتراجع عن التعهدات التي قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية، لكن زيارة ترامب المقررة إلى الأراضي المحتلة نهاية الشهر الجاري، جددت الآمال عند الصهاينة، خاصة بعد أن أكد السيناتور الأمريكي الجمهوري، رون دي سانتيس، في نهاية إبريل الماضي، أن الرئيس ينوي الإعلان خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل عن نقل سفارة الولاياتالمتحدة من تل أبيب إلى القدس. الأنباء التي أثارت إحباط الكيان الصهيوني، سارع مكتب رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلى نفي علمه بها، حيث علق المكتب على الأنباء بقوله: لم يتم إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بقرار تمديد وقف نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وشدد على موقف إسرائيل وحكومة نتنياهو بضرورة وجود جميع سفارات الدول فى مدينة القدس وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. في السياق، يوجد العديد من التخوفات الصهيونية بشأن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فبعد أن كان ترامب من أعداء الحديث عن مفاوضات سياسية وحل الدولتين، عاد ليتحدث عن العودة إلى طاولة الحوار ومسار تفاوضي سياسي، وظهر ذلك في لقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وبعد أن أكد مرارًا خلال حملته الانتخابية عزمه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فور انتخابه، عاد ليماطل في تنفيذ هذا الوعد، الأمر الذي أرجعه البعض إلى ضغوط عربية مورست على ترامب لتحجيم الفكرة خاصة من الأردن ومصر، وهو ما يثير قلق ومخاوف إسرائيلية من أن يعرقل هذا التوجه الآمال التي كان يبنيها الصهاينة على ترامب، أو أن تكون هذه التراجعات مقدمة للاعتراف الأمريكي بالقدسالغربية فقط عاصمة لإسرائيل.