كشفت حالة الطقس السيئ ونشاط الرياح الشديد التي تعرضت له محافظة سوهاج أواخر الأسبوع الماضي عن عَوار وفشل استعدادات الوحدات المحلية بمختلف المراكز والمدن والأحياء، رغم إجراء المحافظة العديد من تجارب محاكاة الأزمات والسيول خلال الشهور الماضية للوقوف على مدى استعدادات الأجهزة التنفيذية لمواجهة الأزمات المختلفة. فالبرغم من انتهاء موجة الطقس السيئ التي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من القرى والنجوع مدة تزيد على 4 أيام بسبب اقتلاع الأعمدة الكهربائية وسقوطها على الأرض أو تهالك شبكات الأسلاك الكهربائية الهوائية غير المعزولة، لا تزال الوحدات المحلية وشركة الكهرباء مكتوفة الأيدي وتنظر للأزمة بكل تراخٍ وعدم جدية رغم استغاثات المواطنين المتكررة وتقديمهم العديد من الشكاوى. من تلك القرى التي مازالت دون كهرباء رغم انتهاء أزمة الطقس السيئ، عنيبس ونزلة علي بمركز جهينة، وخلوة محفوظ والشيخ مسعود ونزلة خاطر بمركز طهطا، وجزيرة الشورانية بمركز المراغة، والشيخ عمار بمركز طما، وغيرها العديد من القرى، على سبيل المثال لا الحصر، وذلك لرفض مسؤولي الكهرباء بشركة كهرباء سوهاج الإفصاح عن الأعداد الحقيقة للقرى التي انقطع عنها التيار نتيجة انقطاع الأسلاك الكهربائية الهوائية، إما بسبب تهالكها، وإما بسبب سقوط الأشجار والنخيل على الأسلاك. انقطاع الكهرباء في تلك القرى أدى إلى توقف المخابز وضعف المياه وانقطاع خدمات الإنترنت، ما أثار حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين، خاصة مع الارتفاع النسبي في درجات الحرارة وزيادة احتياجات المواطنين للكهرباء في ظل اقتراب امتحانات نهاية العام الدراسي. الأهالي اعتبروا أن الأجهزة التنفيذية بسوهاج غير قادرة على مواجهة الأزمات، وأن ما تقوم به المحافظة من سيناريوهات محاكاة لا تتجاوز كونها "شو إعلامي" لا تأثير له على أرض الواقع، بدليل عدم عودة التيار الكهربائي واستمرار وجود الأشجار والنخيل التي سقطت بفعل الرياح الشديد على الطرق الزراعية الرئيسية والفرعية. مصدر بشركة الكهرباء بسوهاج، فضل عدم ذكر اسمه، قال ل"البديل" إنه رغم انتهاء موجة الطقس السيئ التي ضربت المحافظة ما زالت قرى ونجوع بالمحافظة في أكثر من مركز دون تيار كهربائي بسبب انقطاع الأسلاك الهوائية وعدم صيانتها وكذلك اقتلاع العديد من الأعمدة الحاملة للأسلاك الكهربائية الهوائية. من جانبه رفض المهندس مدحت عيد، رئيس قطاع كهرباء سوهاج الرد على "البديل" للتعليق على الأزمة وذكر أسماء القرى التي انقطع عنها التيار، وعدد القرى التي تمت إعادة التيار لها وعدد وأسماء القرى التي ما زالت دون كهرباء رغم انتهاء الأزمة، وكذلك توضيح مجهود الشركة خلال فترة الأزمة. فيما قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج إنه فور إعلان هيئة الأرصاد الجوية توقعاتها بسوء الأحوال الجوية منتصف الأسبوع الماضي تم رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المديريات والوحدات المحلية للمراكز والمدن والأحياء والقرى، مضيفا في تصريحات ل"البديل" أنه فور إبلاغ إدارة الأزمات بالديوان العام للمحافظة بسقوط أشجار ونخيل علي الطرق الزراعية الرئيسية والفرعية وكذلك شريط السكة الحديد ما نتج عنه توقف حركة القطارات وإعاقة حركة مرور السيارات تمت مخاطبة الوحدات المحلية وتم الدفع بمعداتها ومعدات الحماية المدنية ورفع كافة المعوقات واستئناف حركة القطارات في الاتجاهين وكذلك حركة مرور السيارات على الطرق المختلفة، مؤكدا أنه كلف شركة الكهرباء بسرعة إعادة التيار للقرى التي لم تصلها الخدمة حتى الآن.