استيقظ مواطنو طنطا اليوم الأحد، على صوت انفجار مدوٍّ بمحيط كنيسة مارجرجس بشارع علي مبارك، والتي تعد أكبر المزارات القبطية بالمدينة ونتج عن الانفجار، حسب تصريحات لمصادر بمرفق إسعاف الغربية، 15 قتيلًا على الأقل وإصابة العشرات، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى لتزامن العمل الإرهابي مع أحد الشعانين، وهي مناسبة دينية يكون فيها المكان مكتظًّا بالأقباط. «البديل» التقى بعدد من أهالي الضحايا الذين احتشدوا أمام المستفيات العامة «المنشاوي الجامعة» ومستشفى الأمريكان الخاص، في محاولة لاستلام جثث ضحاياهم، بينما فرض الأمن كردونًا أمنيًّا لمنع أي شخص من الدخول، في الوقت الذي احتشد فيه عدد من الأقباط أمام مقر الكنيسة رافعين الصليب ومنددين بالحادث. وقالت رقية ميخائيل: فقدت أمي بسبب عمل إرهابي متخلّف ومخز، استغل وجود الكثير للاحتفال بمناسبة أحد الشعانين لينفذ جريمته القبيحة، مضيفة في حزن: نحن نعيش في كابوس. وأشار جمال صليب إلى أن والده، 45 عامًا، سقط في التفجير، متهمًا الدولة بالعجز عن حمايتهم أو التوصل اإلى مرتكبي هذا العمل الإجرامي والانتقام منهم. وأعربت الدكتورة نفين صالح عن ثقتها في أن الوطن لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء، مضيفة أن دماء القتلي تصرخ أمام الديان العادل الذي لا يغفل ولا ينام، وسيجازى كل أحد عما صنعته يداه، ونصلي إلى الله أن يحفظ مصر ووحدتها، وأن ننعم بالسلام في ربوع البلاد. وكشف شهود عيان أن شخصًا يتراوح عمره بين 30 و35 عامًا كان يرتدي جاكت بني اللون ورابطة عنق وحذاء أسود، تقدم من الخلف حتى الصف الأول في كنيسة مارجرجس بطنطا، وفور وصوله ضغط على الحزام الناسف مفجرًا نفسه، وتحفظت قوات الأمن على جثة الإرهابي مفجر الكنيسة. وقال الدكتور محمد الشبينى، مدير مستشفى الطوارئ الجامعي بطنطا، إنه تم استقبال 15 متوفيًا و30 مصابًا من ضحايا ومصابي تفجير قنبلة كنيسة مار جرجس بطنطا، مضيفًا أن تلك هي الأعداد، بخلاف ما وصل من ضحايا ومصابين لمستشفى المنشاوي التابع لمديرية الصحة بطنطا. من جانبها أعلنت مديرية أمن الغربية أن عدة انفجارات متتالية وقعت في كنيسة مار جرجس بشارع علي مبارك بطنطا، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، فيما فرضت القوات طوقًا أمنيًّا حول المنطقة للبحث عن قنابل أخرى محتملة، ولتمشيط المكان بحثًا عن الجناة. كما أغلقت الأجهزة الأمنية جميع الشوارع المؤدية إلى الكنيسة أمام حركة السيارات، حيث تم نصب الحواجز المعدنية وتعزيزها بالخدمات الأمنية بالشوارع الفرعية المؤدية إلى الكنيسة، والسماح فقط بعبور المشاة بعد الاطلاع على بطاقاتهم الشخصية.