تفقد مصر سنويًّا ما يقرب من 38% من إجمالي كمية المياه النقية للشرب؛ بسبب تهالك شبكات المياه وتسريبات المواسير، وهو ما يشكل خطرًا مستقبليًّا على كميات المياه المنتجة من جانب، كما يشكل هذا التهالك خطرًا على الصحة بسبب إمكانية دخول مياه الصرف على شبكات المياه من جانب آخر. الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كشف أمس في تقرير له أن نسبة الفاقد من الشبكات 37.6% من إجمالي كمية المياه النقية المنتجة على مستوى الجمهورية في 2015/2016، وأرجع ذلك إلى تهالك وتقادم شبكات التوزيع والتسرب من المواسير. ارتفاع الفاقد خلال 3 أشهر.. ووضع الشبكات صعب قبل 3 أشهر كان الفاقد من المياه 30% حسبما أعلن المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، خلال ورشة عمل نظمتها إدارة معارض برلين، في اطار الاستعدادات للمؤتمر الدولي للمياه والصرف بالعاصمة الألمانية. وأضاف أن هناك تنفيذ خطط للحد من الفاقد في شبكات مياه الشرب؛ لتقليل الخسائر الناجمة عن ذلك، وتحسين الخدمة بما يرفع كفاءة الاستخدام، لافتًا إلى أن تكلفة حل مشاكل تهالك شبكات مياه الشرب تصل إلى 8 مليارات جنيه، وتحتاج إلى تكنولوجيات خاصة مرتفعة التكاليف؛ للحد من الفاقد، وشدد على أن الوضع الحالي لمنظومة إدارة شبكات المياه والصرف الصحي صعب، موضحًا أن التغطية الحالية لخدمات الصرف الصحي بالقرى تصل إلى 15% فقط، ونستهدف زيادتها إلى 50%، وتكلفة الوصول إلى هذه النسبة تحتاج اعتمادات مالية تصل إلى 160 مليار جنيه، ويستغرق تنفيذها 9 سنوات لتحقيق هذه الأهداف. تهالك الشبكات والأضرار الصحية لا يقتصر تهالك الشبكات على فقد كميات من المياه المعالجة، وإنما قد يكون له أضرار صحية تنتج عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف، التي تحتوى على أكثر من 15 مرضًا نتيجة احتوائها على أنواع كثيرة من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والطفيليات والفيروسات، بالإضافة للمعادن الثقيلة والمواد السامة المستخدمة في الغسيل والنظافة، مما يهدد بكارثة صحية وبيئية لا علاج لها. ويؤدي اختلاط مياه الصرف بالشرب، بحسب الدراسات، إلى الأمراض التي تصيب كل الأجهزة بالجسم، فهي تؤدي إلى إسهال وآلام في البطن وجفاف في الجسم خاصة الأطفال، والتهاب في عضلة القلب وأمراض بالجهاز التنفسي، وقد تؤدي إلى فشل في التنفس وإصابة بالدرن.. كما أنها تسبب التهابًا بالجلد والحلق، واتضح من عمليات الاستقصاء الوبائي أن النساء والأطفال والمسنين أكثر الفئات عرضة لهذه الأمراض. نسبة الفقد تشكل أزمة.. وإحلال الشبكات يحتاج مليار جنيه وقال العميد محيي الصيرفي، المتحدث باسم شركة مياه الشرب، إن فقد هذه النسبة يشكل أزمة ضمن عملية الإنتاج من مياه الشرب، الذي يصل إلى 25 مليون متر مكعب من مياه الشرب.. حيث إن 38% مفقودة بسبب تهالك الشبكات، بجانب أن هذه النسبة المفقودة بتم إنفاق أموال عليها عمالة وكلور وكهرباء وتنقية، وعندما يتم فقد جزء منه فهي خسارة، الأمر الذي نعمل على تقليله، وهو ما يجعلنا نحتاج إلى ميزانية كافية وتقليل الفاقد التجاري. وأوضح في تصريحات خاصة ل«البديل» أن الجهاز المركزي للتعبئة حدد نسبة فاقد 38% في المطلق، ولم يحددها بأنها فاقد تجاري أو طبيعي، ونقوم حاليًّا بالعمل على الفاقد التجاري بتركيب عدادت للاشتراكات والوصلات الخلسة لتقنين أوضاعها، والفاقد الطبيعي موجود بكل دول العالم بسبب الكسور المفاجئة في المواسير أو تهالك الشبكات وعدم الإحلال والتجديد، لافتًا إلى أن قيمة الشبكات تتخطى المائة مليار جنيه. وتابع أن المعدل الطبيعي في العالم من فقد مياه الشرب نسبته 10% تجاري وطبيعي، موضحًا أن الميزانية المخصصة للشبكات لا تكفي لعملية الصيانة كاملة، وبالتالي نقوم بما هو أولى في عملية الصيانة.