تعيش منطقة شرق إفريقيا أزمات متعددة، ولكن تطفو أزمة الغذاء على السطح كأعقد الأزمات التي تمر بالمنطقة بأكملها، حيث أدى الجفاف إلى حرمان 3 ملايين شخص من الغذاء في جميع أنحاء الصومال، ويقدر برنامج الغذاء العالمي أن هناك 363 ألف طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 71 ألفا يعانون من سوء التغذية الشديد ويواجهون مخاطر عالية من المرض والموت. موقع إن بي سي نيوز، أشار، الأسبوع الماضي، إلى إعلان السلطات الصومالية عن وفاة 110 أشخاص خلال 48 ساعة وفي منطقة واحدة جراء الأزمة، حيث لقوا حتفهم نتيجة الجوع. وأعلنت الأممالمتحدة أن العالم يواجه أكبر أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وتأسيس المنظمة، وأن المجاعة تحاصر أكثر من 20 مليون شخص في 4 دول منها 3 دول إفريقية هي الصومال، وجنوب السودان ونيجيريا. في جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، منعت الحرب الأهلية القرويين من زراعة المحاصيل وكذلك حصاد الأراضي المنزرعة، مما نجم عنه انهيار إقتصادي، ومما دفع الأممالمتحدة إلى الإعلان رسميا أن المنطقة تعاني من المجاعة، وتعتبر تلك هي المرة الأولى التي تعلن فيها الأممالمتحدة ذلك، منذ إعلانها عن مجاعة الصومال في عام 2011. ويحذر المسؤولون من أن هناك نحو 5.5 مليون نسمة، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، لن يكون لهم مصدر موثوق من الغذاء بحلول يوليو القادم. وأن هناك حوالي 100 ألف شخص في جنوب السودان معرضون حاليا للخطر بسبب المجاعة. وأضاف الموقع أن العالم لم يواجه من قبل أزمة كتلك التي تمر بها شرق إفريقيا حاليا، سواء من حيث عدد المحتاجين، أو شدة الحاجة للغذاء، وذلك لأن الاحتياجات الإنسانية نمت بسرعة بدرجة تفوق الموارد المتوفرة للوفاء بها. وذكر الموقع أن الخيط الذي يربط بين كل الأزمات هو الصراع، كما في جنوب السودان، وكما في غيرها من البلدان المتضررة، إذ يمثل العنف عقبة رئيسية أمام جهود الإغاثة، التي تفشل في الوصول إلى الذين يحتاجون المساعدات، كما يعجز السكان عن الوصول إلى مقر المساعدات، وهو ما يعتبر أكبر التحديات التي تواجه المنطقة. أما المشكلة الكبرى التي تواجه مؤسسات الإغاثة هي أنها لا تتمكن من تقديم مساعداتها بسبب انعدام الأمن على أرض الواقع في مناطق الصراع، وتعمل وكالات المعونة على الوصول إلى المناطق الصعبة، أو في أضعف الإيمان إلى تأمين التمويل، فيما تدق ناقوس الخطر بسبب مستويات الكارثة. ففي جنوب السودان، يحذر عمال الإغاثة من أن موسم الأمطار الذي يلوح في الأفق سيتسبب في مزيد من التحديات للوصول إلى الضعفاء، وفي الصومال، فإنه ولو لم تسقط الأمطار كما هو متوقع، فإن الجفاف الذي تعاني منه البلاد سوف يصبح أكثر حدة.