رعب يجتاح الكيان الصهيوني من احتمال استهداف المقاومة الإسلامية اللبنانية لمستودعات الأمونيا الإسرائيلية، ففي خطاب للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بمناسبة الذكرى السنوية للقادة الشهداء قبل عام، قال فيه "حاويات الأمونيا في حيفا نتيجة استهدافهم، نتيجة قنبلة نووية"، ومنذ تحذيرات حزب الله للكيان الصهيوني وتأكيده على قدرة صواريخه من استهداف المستودعات الكيميائية له، وهواجس الفاجعة النووية لا تفارق مخيلة العدو الإسرائيلي، وهذا ما تبين في التقرير الإسرائيلي الأخير. التطور الجديد قالت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس، إن وجهة نظر أعدها خبير دولي له شهرته في مجال الكيمياء، تكشف أنه في حال إصابة السفينة التي تنقل غاز الأمونيا إلى إسرائيل، قد تؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف، بسبب رد فعل امتزاج الأمونيا السائلة بالمياه المالحة. البروفيسور إيهود كينان من كلية الكيمياء في معهد تخنيون في حيفا، أكد أن استهداف سفينة تحمل الأمونيا على ساحل المدنية من شأنه أن يتسبب بمقتل عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف نتيجة تفاعل الأمونيا السائلة، كما حذر من أن انفجار أحد الحاويات على متن السفينة سيؤدي إلى كارثة أخطر من التي نجمت عن إلقاء قنابل نووية على هيروشيما وناجازاكي، في الحرب العالمية الثانية. ويؤكد كينان أن إصابة إحدى الحاويات على السفينة ستؤدي إلى تغطية منطقة حيفا بسحابة فتاكة من الأمونيا لثمان ساعات على الأقل، تتسبب باختناق كل من يكون في مجالها حتى الموت خلال أقل من ساعة. تداعيات التقرير على الداخل الإسرائيلي مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أكد تحويل نسخة عن التقرير إلى هيئة الأمن القومي، وتم مناقشتها بشكل مهني مع الجهات المختصة. فيما أكد وزير حماية البيئة، ذئيف إلكين، أن التقرير يدعم موقف وزارته التي تطالب بإبعاد خزان الأمونيا عن المنطقة في أقرب وقت ممكن. كما تم تقديم وجهة النظر هذه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية في إطار إجراء قضائي بين مصانع "حيفا كيميكاليم" وبلدية حيفا، بشأن مستودع الأمونيا القائم في خليج حيفا، حيث ينقسم استهلاك الأمونيا بين "حيفا كيميكاليم" وهي شركة أمريكية تستهلك 70% من الأمونيا التي تصل البلاد، وبين مصنع "دشانيم" الذي يستهلك 30% منها. وعقدت بلدية حيفا الثلاثاء الماضي، مؤتمرا صحفيا لكشف تقرير آخر وأوسع حول هذا الموضوع، أعده عشرة أساتذة في الكيمياء من أربع مؤسسات أكاديمية، على رأسهم البروفيسور كينان. خطورة التقرير خطورة تحذيرات الخبراء الصهاينة من الاستهداف البحري لخزنات الأمونيا من قبل حزب الله، تتعزز مع اعتراف كبار قادة جيش الاحتلال بتوافر القدرات الصاروخية لدى حزب الله، قائد قاعدة حيفا التابعة لسلاح البحر الإسرائيلي، العميد دود ساعر سلما، كشف في مقابلة تعد الأولى له مع صحيفة "إسرائيل هيوم" قبل أيام، "حزب الله هو التهديد الأساسي على سلاح البحر، وأنه أشبه بجيش لا يجب الاستخفاف به، وبنواياه ووسائله، وأن لديه مجموعة كاملة من الصواريخ وبكميات أكبر بكثير مزودة برؤوس حربية مختلفة ولمدايات مختلفة، وأنه يجب الافتراض أن لديهم كل شيء"، وأضاف "أن إصابة سفينة "أخي-حانيت" في حرب تموز كانت "نداء مؤلماً للاستيقاظ المبكر حول قدرات حزب الله ودوافعه في الساحة البحرية أيضاً". وتصل سفينة غاز الأمونيا الى إسرائيل مرة كل شهر تقريبا، وترسو في ميناء "كيشون" في حيفا، ليتم تفريغ شحنتها في المستودع القائم في خليج حيفا، وتحمل السفينة 16.700 طن من الأمونيا السائلة، ويتم تفريغ 10 آلاف طن منها في حيفا، وهي تصل إلى المدينة في أوقات محددة ومعروفة مسبقا. حماس على خط التهديد نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مصدر مطلع على محاولات إيجاد بدائل، أنه تمت مناقشة نقل الحاويات إلى أسدود، إلا أن الاقتراح رفض بسبب الخطر الكامن على سفن الأمونيا بينما ترسو في ميناء أسدود القريب من قطاع غزة. ففي عام 2004، نفذ فلسطينيان عملية استشهادية في ميناء أسدود، كانا يعرفان أن فيه مخازن للوقود وغاز الأمونيا والبروم، وقالت السلطات الإسرائيلية حينها، إن مرسليهما يعرفون بالضبط إلى أين قاموا بإرسالهما. الجدير بالذكر أن تلويح حزب الله بامتلاكه لقنبلة نووية عن طريق استهداف مستودعات الأمونيا، قابله تأكيدات صهيونية، فأحد الخبراء الإسرائيليين قال إن سكان حيفا يخشون من هجوم قاتل على حاويات مادة الأمونياك، التي تحتوي على أكثر من 15 ألف طن من الغاز والتي ستؤدي إلى موت عشرات الآلاف السكان، الشعور هناك صعب جدًا والحكومة الإسرائيلية تهمل 800 ألف شخص، هذا الأمر كقنبلة نووية تماما، أي أن لبنان يمتلك قنبلة نووية اليوم. في مطلع العام الجاري، أكد التقرير السنوي "تقدير استراتيجي لإسرائيل لسنة 2017" الصادر عن معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن حزب الله بات يشكل التهديد التقليدي الأخطر على إسرائيل أكثر من حركة حماس وإيران.