تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول رعايا 7 دول إسلامية «السودان وليبيا والصومال وسوريا وإيران والعراق واليمن»، السفر إلى الولاياتالمتحدة إلَّا في حالة وجود البطاقة الخضراء «إقامة دائمة» أو بجوازات سفر حكومات أجنبية، وذلك لمدة ثلاثة أشهر، في أزمة كبيرة لرواد مهرجان الأوسكار حول العالم. وكان أول المتأثرين بهذا القرار هو المخرج الإيراني أصغر فرهادي، المرشح للفوز عن فيلمه البائع المتجول the salesman، حيث لن يتمكن من حضور حفل تسليم جوائز الأوسكار في الولاياتالمتحدة. وأعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأمريكية المنظمة لمسابقة الأوسكار في بيان رسمي عن انزعاجها الشديد بسبب منع المخرج الإيراني أصغر فرهادي من دخول أمريكا، لحضور الحفل وتوزيع الجوائز، وذلك بعد قرار ترامب من أجل حماية أمريكا من الإرهاب، وقالت: تحتفل الأكاديمية بالإنجاز فى فن صناعة الأفلام، التي تسعى إلى تجاوز الحدود والتحدث إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن الاختلافات القومية أو الدينية، ونجد أنه من المقلق للغاية أن أصغر فرهادي، مخرج الفيلم، الحائز على جائزة الأوسكار من قبل، يمكن أن يمنع من دخول البلاد بسبب دينه أو وطنه". وأكدت الأكاديمية أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول مواطني بعض الدول تحول دون حضور بعض المرشحين لحفلها السنوي، بينما جاء رد المخرج الإيراني أصغر فرهادي على هذا القرار بمقاطعة حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته ال89 لعام 2017. أثار هذا القرار أيضًا ردود أفعال عدد كبير من الفنانين على المستوى الإيراني والأمريكي، حيث قالت الممثلة الإيرانية ترانه عليدوستي، بطلة فيلم «البائع المتجول» على صفحات على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، إنها تعتزم مقاطعة حفل توزيع جوائز الأوسكار؛ احتجاجًا على القرار العنصري الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحق المهاجرين المسلمين، وأن حظر دخول الإيرانيين لبلاده أمر عنصري، وبغض النظر عما إذا كان هذا الحظر سيشمل حدثًا ثقافيًّا أم لا. فيما عبَّر المخرج الأمريكي، مايكل مور، عن أسفه البالغ جراء هذا القرار العنصري، حيث قال على موقع تويتر، إلى جيراننا المسلمين في كل أنحاء العالم، أنا وعشرات الملايين الآخرين آسفون للغاية، أغلب الأمريكيين لم يصوتوا لصالح هذا الرجل، ونحن لا نتفق مع السياسة التي يتبعها". ورأى مخرج فيلم arrive، دينيس فيلنوف، أن الاستجابة لهذا القرار وعدم حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار ينفذ رغبة ترامب، وهذا يعد استسلامًا للفشل، وجاء هذا التعليق عقب إعلان عدد من النجوم مقاطعة الأوسكار هذا العام. جدير بالذكر أن أصغر فرهادي سبق له الفوز بجائزة أوسكار في دورتها ال84 لعام 2012 عن فيلمه «فراق»، كما حصل على جائزة «سيزار» و«الدب الذهبي» من مهرجان برلين، ويعتبر من أبرز المخرجين الإيرانيين، اختير فيلم البائع المتجول من قِبَل اللجنة الإيرانية المكلفة ليمثل دولة إيران في حفل جوائز الأوسكار، وفقاُ لتصريح الناطق باسم اللجنة المكلفة باختيار الفيلم الذي سيحمل الراية الإيرانية في حفل الأوسكار، أمير اسفندياري، وهو الفيلم الذي حصل على جائزتين في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، أفضل سيناريو وأفضل ممثل للإيراني شهاب حسيني، وحقق 1.5 مليون دولار خلال أسبوعين من عرضه، هو أعلى العائدات في تاريخ السينما الإيرانية. يدور فيلم البائع المتجول حول زوجين شابين وهما عماد ورعنا يمثلان في مسرحية «موت بائع متجول» للمؤلف آرثر ميلر، حيث تتأثر حياتهما وعلاقتهما الزوجية بالظروف الاجتماعية، عماد مدرس وممثل في الوقت ذاته داخل فرقة مسرحية تقدم مسرحية الكاتب الأمريكي موت بائع متجول، وتدور الأحداث وينتاب هذا الزوج نزعة الانتقام من الشخص الذي يعتدي مصادفة على زوجته بعد انتقالهما إلى شقة جديدة للسكن، حيث سكنتها قبلهما امرأة سيئة السمعة ليواجه بعد ذلك تغيرًا دراماتيكيًّا في حياتهما، الفيلم من بطولة الممثل شهاب حسيني والممثلة ترانة عليدوستي. ووفقًا لموقع The A.V. Club فقد أكد أن هناك محادثات تجرى داخل البيت الأبيض باستثناء المخرج الإيراني أصغر فرهادي من هذا القرار، لكي يتمكن من حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار المقرر إقامته في 28 من فبراير المقبل.
