في الأيام الأولى من عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، على الولاياتالمتحدة التعامل مع الأزمة السورية كأول مشكلة في سياستها الخارجية؛ من خلال محادثات الأستانة بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، والفصائل المتمردة، بوساطة روسياوتركيا ومساعدة إيران، بعدما تم التوصل إلى عملية وقف إطلاق النار بين الطرفين في 29 ديمسبر الماضي، من خلال المساعي الدبلوماسية من روسياوتركيا. الهدف من محادثات الأستانة إضفاء الطابع المؤسسي على عملية وقف إطلاق النار، ووقف جميع الهجمات العسكرية فيما عدا الجماعات المصنفة إرهابيا من قبل الأممالمتحدة، وهي تنظيم القاعدة وجبهة النصرة، وداعش. في حال نجاح المحادثات، فإن وقف إطلاق النار سيكون قاعدة مكملة للمحادثات السياسية في جنيف حول مستقبل سوريا، والمقرر عقده في 8 فبراير. الأزمة السورية ليست المشكلة العالمية الوحيدة والأولى التي تقابلها إدارة ترامب، وعليها التعامل معها، لكن من خلال محادثات الأستانة سيكون لدى الإدارة الجديدة أول فرصة لفرض موقفها ورأيها في السياسة الدولية، وربما يعد اختبارا آمنا إلى حد كبير، وإذا لم يتم تحقيق النتيجة المرجوة في الأستانة، فإن محادثات جنيف ستعقد على أي حال في غضون أسبوعين. هناك بعد آخر، خلال هذه الفرصة الأولى لأحد أكبر الأزمات لدى ترامب في السياسة الدولية، حيث يوجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم أن المسؤول عن المحادثات هو نور سلطان زارباييف، رئيس كازاخستان، الشريك الجيد لبوتين، خاصة خلال العام الماضي، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، فهو من توسط في اتفاق التطبيع مع رجل الأعمال التركي كافيت تشاغلار، بين تركياوروسيا في يونيو 2016، بعد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين والمتعلقة بإسقاط الطائرة الروسية الحربية من قبل الجيش التركي، لانتهاكها الحدود مع سوريا في نوفمبر 2015، والآن تستضيف الأستانة اجتماعا مهما بين الحكومة السورية والمتمردين مع وجود الجهات الفعالة الإقليمية والعالمية. مشكلة سوريا أنها كانت أضعف نقطة لدى إدارة باراك أوباما، لكن بالنسبة لترامب، ربما ستكون الفرصة الصحيحة لإصلاح ما دمره أوباما، بالإضافة إلى بناء جسر من التواصل بين الإدارة والفريق السياسي والأمني، وهم جميعا على استعداد للمساعدة في العمل مع الإدارة الجديدة. من المرجح أن يتخذ ترامب قرارا حاسما بشأن سوريا، خلال المراحل المبكرة لإدارته، سواء للحفاظ على سياسة أوباما، التي كانت تقاتل داعش في سوريا بالتعاون مع غير ممثلي الحكومة، أو العودة للسياسة التقليدية وهي العمل مع شركاء الدولة. إذا اختار ترامب العمل مع الأكراد في سوريا لمحاربة تنظيم داعش، فإن تركيا لن تكون سعيدة بشأن هذا التعاون؛ لأنه يعمق الامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، لكن إذا اختار ترامب العمل مع شركاء الدولة، تركياوروسيا، وربما النظام السوري، أو حتى العراقوإيران، بشكل غير مباشر، وأيضا مع الحلفاء المعتادين مثل المملكة المتحدة والأردن وألمانيا، وإسرائيل، في هذه الحالة، من الممكن لمثل هذا التحالف الحصول على نتائج سريعة ضد الإرهاب المتطرف في الشرق الأوسط، ويمتد الوضع لتسوية سياسية في سوريا، ما ستكون في صالح المنطقة بأسرها. حرييت