بين مكتبات العالم كانت رحلة بحث وتوثيق إثبات مصرية جزيرتي تيران وصنافير، حيث اعتمد المحامي خالد علي في قضيته أمام المحكمة الإدارية العليا، على "تقادم الخطيب"، الباحث المصري بجامعة برينستون بولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدةالأمريكية، الذي طاف مكتبات العالم؛ للبحث عن الخرائط والمخطوطات التي تثبت مصرية الجزيرتين. وكانت المحكمة الإدارية العليا، بعد نزاع استمر لأكثر من 3 أشهر، أنهت الجدل القانوني حول جزيرتي تيران وصنافير، وقضت برفض طعن الحكومة المصرية في حكم بطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، وأيدت مصرية الجزيرتين، بعد أن كانت محكمة القضاء الإداري، في يونيو الماضي، أصدرت حكمًا ببطلان الاتفاقية، لكن هيئة قضايا الدولة – وهي الجهة الممثلة للحكومة – طعنت في الحكم أمام المحكمتين الدستورية والإدارية العليا، وقدّمت هيئة قضايا الدولة استشكالين لوقف حكم البطلان أيضًا. وقالت المحكمة الإدارية العليا في حكمها التاريخي قبل 4 أيام برئاسة أحمد الشاذلي إن "مصر ليست نقطة في خرائط الكون أو خطًّا رسمه خطاط، إنما من أكبر البلاد وأقدمها حضارة، وجيش مصر حديثًا وقديمًا لم ولن يحتل أرضًا ليست تابعة له؛ حيث ثبت واستقر في وجدان المحكمة سيادة مصر مقطوعًا بها على الجزيرتين، وأن الحكومة لم تقدم وثيقة تثبت أن الجزيرتين سعوديتان، ولهذه الأسباب قضت المحكمة برفض الطعن". من بين الخرائط التي حصل عليها الباحث تقادم الخطيب، ونشرها على صفحتة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" خريطة معتمدة من المخابرات المركزية الأمريكية ضمن خرائط مكتبة برلين، بها تيران وصنافير داخل الأراضي المصرية، وقدمها خالد علي للمحكمة، كذلك خريطة روسية رسمها الروس لمصر بمكتبة برلين ومدون عليها كود جزيرتي تيران وصنافير رقم10، بالإضافة إلى خريطة للجزيرتين ترجع إلى عام 1826، تغطيان درجة 27-30شمالًا، ودرجة30-30شرقًا، وهو ما يعد إثباتًا تاريخيًّا لمصرية الجزيرتين. ومن أهم الخرائط التي تم العثور عليها الخريطة الموجودة بمكتبة برلين، والتي يتم نشرها لأول مرة، وكان المحامي خالد علي قد استعان بها أمام المحكمة في إثبات مصرية الجزيرتين، وعلق الخطيب على خرائط مكتبة برلين بقوله "إن القيمة الحقيقية لوثائق مكتبة برلين أنها ليست فقط ذات مصداقية أمام القضاء الإداري،بل إذا تم الذهاب للتحكيم الدولي. سلطة المعرفة غلبت سلطة النفط . وأضاف الخطيب أنه في حال ذهاب السعودية إلى التحكيم الدولي، كما يقال، فإنه قد تم تجهيز ملف وترجمته للإنجليزية والألمانية بالوثائق الموجودة بمكتبة برلين، سيتم الاستعانة بها، وتابع أن "تجربة جمع وثائق تيران وصنافير من مكتبة برلين بالنسبة لي كان تطبيقًا للمعرفة والسلطة لدي ميشيل فوكو، والتنوير كنقيض البربرية عند مدرسة فرانكفورت". لم يفوت الخطيب، خلال رحلته في البحث عما يثبت مصرية الجزيرتين، التقاط الصور التي توثق الرحلة مع من قاموا بالتعاون معه في الحصول على الخرائط، حيث التقط صورًا مع رئيس قسم الخرائط بمكتبة برلين، الذي كان قد زار سيناء ضمن بعثة علمية، وقال الخطيب عنه "بمجرد سؤالي عن الجزيرتين قال لي مصريتان، وأخرج لي كل الخرائط".