بفرحة غامرة، استقبل شباب وشيوخ القبائل التي تعمل بمهنة الصيد حول جزيرتي تيران وصنافير، قرار المحكمة الإدارية العليا برفض طعن الحكومة على حكم من القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة مع السعودية، وأكدت على استمرار السيادة المصرية على جزيرتي تيران وصنافير. وأكد بعض الشباب أن الحكومة كانت تتعنت معهم قبل اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية في أبريل الماضي، ووصل الأمر إلى أنها أحرقت "العشش" الخاصة بالصيادين الموجودة على الجزيرة أثناء المؤتمر الاقتصادي في مارس عام 2015، كخطوة أولى لطرد الأهالي من الجزيرة وتسليمها للسعودية. مصطفى علي، أحد شباب قبيلة بني واصل، ملأت الفرحة وجهه عندما سمع قرار محكمة القضاء الإداري اليوم بتأكيد تبعية جزيرتي تيران وصنافير لمصر، قائلا إن آخر رحلة صيد لهم حول الجزيرتين كانت منذ شهرين، وبعدها منعتهم هيئة المسطحات المائية من الدخول إلى قلب جزيرة تيران، مضيفا: "كل الصيادين أكل عيشهم من الجزيرة، وكثيرون اتقطع عيشهم بعدما تنازلت الدولة عنهما السنة الماضية للسعودية"، مستبشرا بقرار المحكمة لعودة الأمور كمان كانت قبل الاتفاقية. جمعة أحمد، أحد أبناء قبيلة المزينة ويعمل صيادا على الجزيرة منذ عشر سنوات، قال ل"البديل": "أجدادنا بنوا عشش جنب بعضها هنا في الجزيرة عشان نقيم فيها، والحكومة للأسف حرقتها قبل المؤتمر الاقتصادي في مارس 2015، عشان كانوا بيرتبوا بيعها للسعودية". وتابع: "آخر مرة اصطادنا على الجزيرة منذ شهرين، بعدها هددتنا المسطحات المائية أكثر من مرة ما نروحش الجزيرة تاني، وقالوا إنها بقت تبع السعودية خلاص، وبعدما بنينا عشش جديدة جاءت قوات من الشرطة مرة أخرى قبل زيارة الملك سلمان لمصر، وأحرقتها تاني، دلوقتي عيشتنا كلها في المراكب بتاعتنا، نصطاد ونطبخ وناكل، ونفرش أي حاجة على شط الجزيرة ننام عليها". وأوضح عبد الله السيد، صياد: "كل مركب كان يعمل عليه 5 أو 6 أفراد من القبائل في الصيد، والحمد لله إن المحكمة حكمت بمصريتها النهاردة ده خير جميل لينا كلنا، احنا أشغالنا واقفة، كل العائلات هنا بتشتغل عالصيد من الجزيرة، ومنذ شهر أبريل اللي فات مش بنعرف نشتغل زي الأول"، مضيفا: "تيران وصنافير مصريتان طول العمر، واحنا مصريين وعايشين فيها من يوم ما وعينا عالدنيا وبنيجي ونعيش هنا، عمرها ماكنت سعودية". ويوجد ما يقرب من 50 مركب صيد يعملون في جزيرة تيران، حيث يعيش على مهنة الصيد قبائل المزينة وبني واصل والعليجات والمساعيد والمتواجدين في محمية نبق.