موهبة فنية شاملة من لحن إلى تمثيل إلى إخراج إلى تصميم استعراضات غنائية راقصة، كانت ألحانه علامة بارزة في تاريخ الموسيقى المصرية، حيث ألف الفنان منير مراد أكثر من 3000 لحن خلال مشوار فني مليء بالنجاحات، تعاون خلاله مع أكبر الأسماء الفنية اللامعة في الزمن الجميل، إلا أنه لم ينل المكانة التي يستحقها خلال مشواره. وفي ذكرى ميلاده ال 97 نحاول أن نذكر لمحات عن حياته وأبرز أعماله. داخل بيت موسيقي داخل بيت الملحن الشهير زكي موردخاي، ولد "موريس" يوم 13 يناير عام 1920، والذي اشتهر في الوسط الفني ب منير مراد، وهو شقيق الفنانة ليلى مراد، والتي كانت أحد الأسباب في دخوله عالم الفن، فكان دائمًا ما يشاهد أخته ذاهبة للغناء بالإذاعة المصرية، وكان مراد فى ذلك الوقت بالكلية الفرنسية، وبعد أن تخرج فيها، عمل ببعض الأعمال البسيطة في السينما. حيث عمل بوظيفة "كلاكيت"، ثم تدرج حتى أصبح مساعد مخرج مع كمال سليم في 24 فيلمًا خلال فترة الأربعينيات، وكان يعمل مساعد مخرج دائمًا مع الممثل والمخرج أنور وجدي زوج أخته، وشارك فى التمثيل لأول مرة عام 1953 أمام الفنانة شادية في فيلم "أنا وحبيبي"، والذى ظهر فيه كفنان موهوب يجد العديد من الصعوبات لكي يثبت نفسه، حتى يقع فى غرام المغنية المشهورة شادية؛ لتبدأ رحلتهما سويًّا، و تلا هذا فيلم "نهارك سعيد" مع سراج منير، ثم دور صغير مع كريمان في "موعد مع إبليس". علامة مميزة في تاريخ الموسيقى بدأ منير رحلته في التلحين، وكان متأثرًا بالغرب، وخاصة موسيقى الجاز، وذلك أثناء تواجده في رحلاته لأوروبا، ووجد صعوبة بالغة للترويج لأعماله في مصر وإقناع المنتجين بهذه الألحان. ولكنه نال شهرة واسعة عندما رافق الموسيقار محمد عبد الوهاب فى أوروبا، وكان يترجم له الأعمال الأوروبية بلغاتها المختلفة الإنجليزية والفرنسية، وساعده في التعرف على هذا الفن، وعندما تم إنتاج فيلم "ليلة الحنة" بطولة شادية وأنور وجدي؛ طلب من مراد منير تلحين أغنية "واحد.. اتنين"؛ لتفتح له الأبواب في عالم التلحين. بلغ رصيد ألحانه أكثر من 3000 أغنية لأشهر الفنانين والمطربين، وكان أحد رواد الموسيقى الراقصة والاستعراضية، فقام بتصميم أشهر الرقصات التي أدتها كل من: تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف، ولحن لشادية، حتى ارتبط صوتها بألحانه على مدى سنوات طويلة. كما غنى عبد الحليم حافظ من ألحانه، بالإضافة إلى "دويتوهات" عبد الحليم وشادية، وكانت السيدة أم كلثوم دائمًا ما تشيد بألحان منير مراد، إلا أنها لم تتعامل معه في أي عمل غنائي، وعند سؤاله في أحد الحوارات الإذاعية عن سر نجاحه، قال: "أنا معجون بالفن". شائعات حول حياته الشخصية تزوج مراد منير ثلاث مرات، ولم ينجب سوى ولد ويدعى "زكي"، يعيش الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانت الزيجة الأولى من فتاة يهودية إيطالية، والتي أسفرت عن هذا الابن، وفي الأربعينيات أشهر إسلامه، وغير اسمه من "موريس زكي مراد" إلى "منير محمد مراد"، وبعدها تزوج الفنانة سهير البابلي خلال الفترة من 1958 وحتى 1967، لتستمر علاقتهما تسعة أعوام. وحين سئلت عنه قالت "إنه إنسان بالمعنى الصحيح الذي تحمله الكلمة، وقد تزوجته وعمري 17 عامًا، فكان زوجًا وأبًا وأستاذًا، إذ كان يوجهني، ويرشدني في كل مراحل حياتي الفنية". وخرجت العديد من الشائعات وقتها بأنه أسلم لكي يتزوج من سهير البابلي، ولكنه بعد ذلك انفصل عنها لأسباب تتعلق بالعمل والنجومية والفن وغيرها من المشكلات، ليتزوج ميرفت شريف شقيقة الفنان الحالي تامر حسني من طرف الأب المطرب حسني شريف أحد فناني السبعينيات. تعاون مع أشهر فناني عصره من أبرز ألحان منير مراد مع شادية "إن راح منك يا عين، آلو آلو، اوعى تسيبني، اسم الله عليك، الدنيا ما لها، تعالى أقول لك، حاجة غريبة، دور عليه، سوق على مهلك، شبك حبيبي، ما اقدرش أحب اتنين، يا سارق من عيني النوم، يا دبلة الخطوبة، لسانك حصانك، يا دنيا زوقوكي، وعد ومكتوب، منايا أغني"، ومع الفنانة صباح "اللى اتمنيته لقيته". ومع العندليب عبد الحليم حافظ "تعال أقول لك، حاجة غريبة، إحنا كنا فين، ضحك ولعب، وحياة قلبي وأفراحه، بكرة وبعده، بأمر الحب، باحلم بيك، قاضي البلاج، أول مرة تحب يا قلبي"، و"شغلوني عيونك" لفايزة أحمد، و"يعني وبعدين" لنجاح سلام، و"آه من الصبر" شريفة فاضل، و"غلاب الهوي" لمها صبري، و"قسمة ونصيب" لهاني شاكر، و"من يوميها" لوردة الجزائرية، و"أنا أحبك" لعايدة الشاعر، و"ابعد عن الحب" لعادل مأمون، و"شفت الحب" لمحرم فؤاد، و"مرجيحة الحب" لليلى جمال، و"كعب الغزال" لمحمد رشدي، و"تسلم لقلبي" لهدى سلطان، و"ابعد يا حب" لعفاف راضي. رحيل في هدوء تام في 17 أكتوبر من عام 1981 توفي منير مراد، إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز الستين عامًا، ولم يحضر جنازته سوى أولاد شقيقته ليلى مراد، وهم زكي فطين عبد الوهاب وأشرف أباظة. ونشر خبر رحيله فى جريدة الأهرام بعد يومين من وفاته؛ فقد تناسوه وسط الأحداث السياسية آنذاك؛ نظرا لأن الرئيس الراحل أنور السادات قد اغتيل قبلها بيومين.