حالة من الجدل سادت بين أهالي قرية فيز، التابعة لمركز صدفا بأسيوط، بعد أن اكتشفت والدة الشهيد المجند حسن جمال حسن، أن الجثمان الذين بصدد دفنه ليس جثمان ابنها، وتعالت صراخات الوالدة والعائلة ومنعوا الجثمان من الدفن، وطالبوا قوات الشرطة بالتحقيق في أمر الجثمان وعودة جثمان ابنهم الشهيد، بعد أن أصروا على حجز الجثمان حتى قدوم جثمان ابنهم، وتدخل الأمن حتى يتم استبدال الجثمان. عند وصول الجثمان إلى القرية طالب أهالي الشهيد رؤية ابنهم للمرة الأخيرة، بعد أن أصرت والدته عن كشف وجهه وتقبيله، فاكتشفت أن الجثمان لشخص آخر غير ابنها، فانتابتها حالة من البكاء الشديد، وسط انتظار الآلاف من أهالي القريه لتوديع الجثمان إلى مثواه الأخير، وتم تأخير مراسم الدفن حتى يتم استبدال الجثمان. وخيمت حالة من الحزن الشديد على أهالي القرية، وعلى أسرته، خاصة أنهم لم يلتقوا نجلهم منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، فلم يحصل على إجازة من القوات المسلحة، كما أنه يعد عائل الأسرة رغم صغر سنه، وكونه أصغر أشقائه. وعلق أحمد لطفي، ابن خال الشهيد، على استبدال الجثمان، بأن الجثمان لشهيد مرسى مطروح، وأنهم تلقوا اتصالًا من مرسى مطروح بأن الجثمان الذي وصلهم ليس لابنهم أيضًا، وتم استبداله بجثمان الشهيد «حسن». بعين تملؤها الدموع، قال أحمد جمال، شقيق الشهيد، إن أخيه في عناء منذ الصغر وهو العائل الوحيد للأسرة المكونة من أربعة أشقاء ذكور وثلاثة إناث، وأنهم يعملون بالأرض، مضيفًا: أخي لم يحصل إلاَّ على الابتدائية، وظل يعمل في زراعة وفلاحة الأرض؛ لحين جاء استدعاء الجيش له، العام الماضي، وتقدم لخطبة إحدى قريباتنا بالقرية، وكان من المقرر عقد قرانه وزفافه بعد شهرين، إلَّا أن يد الإرهاب لم تمهله حتى يفرح، وانطفأت فرحة أسرتنا الفقيرة. وأضاف وصول الجثمان الخطأ زاد من حزننا، وأمه في حالة لا يرثى لها منذ الأمس بعد استغراق وصول الجثمان الخطأ من العريش 15 ساعة؛ لاستخدام سيارة إسعاف في نقله، بخلاف شهداء القوات المسلحة الذين تنقل جثامينهم بالطائرات الحربية. وقال نفادى غندور، ابن عم الشهيد: لم نصدق حتى الآن خبر الوفاة الذي تلقيناه من الشرطة، ولم نستطع إبلاغ والدته بالخبرفي حينه؛ لأنه أصغر أبنائها والأكثر محبة لديها، حيث يمتاز بحسن الخلق والكفاح من أجل أسرته وأخواته، فالجميع كان ينتظر رؤيته بعد غياب كبير، والاحتفال بعرسه بعد شهور قليلة. وأكد جيران الشهيد أن حسن كان شابًّا صالحًا، ومعروفًا عنه الشهامة والرجولة بين أبناء القرية، وأنه كان من الشباب الجادين المقبلين على العمل والتعب من أجل أسرته، وتزويج إخوته ونفسه، والتحضير لمراسم زفافه بداية الصيف المقبل. وسادت حالة من الغضب بين الأهالي بسبب وجود الجثمان الخطأ لابنهم، معبرين عن استيائهم لنقل جثمان الشهيد بسيارات إسعاف خلاف مجندي القوات المسلحة التي يتم نقلها في طائرات حربية، وطالبوا بمراسم جنازة عسكرية لابنهم، محملين الأمن الخطأ الذي حدث في ظل انتظار أكثر من 24 ساعة؛ لاستلام جثمان الشهيد ودفنه، متسائلين: ماذا لو تم دفن الجثمان على الخطأ، ثم طالب طالب أهالي مطروح بجثمان ابنهم، فهل يصح استخراج الجثمان إذا كان قد دفن. وقال مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه: تقرر تأجيل مراسم دفن الشهيد حتى الساعة الخامسة مساء اليوم، حتى يتم استبدال الجثمان، وتأجيل مراسم الجنازة العسكرية، مؤكدًا أن الخطأ من أهل الشهيد الذين أكدوا على الجثمان في المطار قبل تحريكه إلى أسيوط.