أعلن مسئول سابق في حركة طالبان الأحد أن مفاوضين يمثلون حركة طالبان بدأوا في قطر محادثات أولية مع مسؤولين أمريكيين تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان. وقال مولوي قلم الدين الذي كان قائدا للشرطة الدينية خلال حكم حركة طالبان (1996-2001): “لم تبدأ بعد محادثات السلام الفعلية – ولكنهم بدأوا عملية لبناء الثقة وسيستغرق ذلك بعض الوقت”. وقلم الدين حاليا عضو في المجلس الأعلى للسلام الذي عينته حكومة الرئيس حميد كرزاي. وكانت حركة طالبان التي أطيح بها من السلطة في غزو قادته الولاياتالمتحدة أواخر 2001، أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها تعتزم إقامة مكتب سياسي للحركة في قطر قبل بدء المحادثات مع واشنطن. وقال قلم الدين إن وفد طالبان يتواجد حاليا في قطر ويضم محمد طيب أغا الحليف المقرب والسكرتير لزعيم طالبان الملا عمر، وشهاب الدين ديلاوار، سفير طالبان السابق في الرياض. ويضم الوفد كذلك شير محمد عباس ستانيكزاي، النائب السابق لوزير الخارجية في حكومة طالبان، وعزيز الرحمن الدبلوماسي السابق لطالبان في دبي، بحسب قلم الدين. وأضاف “في الوقت الحالي يجري الوفد محادثات أولية. وهذه العملية هي في مراحلها المبكرة للغاية. نحتاج إلى بناء بعض الثقة قبل بدء المحادثات”. ومن بين خطوات بناء الثقة التي تطالب بها طالبان الإفراج عن خمسة من عناصرها المحتجزين في معتقل جوانتنامو الأمريكي في كوبا، فيما تطالب واشنطن المسلحين بنبذ العنف. وقال قلم الدين إنه “من الواضح” أن وفد طالبان ذهب إلى قطر من باكستان، في إشارة إلى أن الجارة الجنوبية لأفغانستان التي تتهمها كابول بعرقلة محاولات سابقة لإجراء محادثات سلام، ربما بدأت المشاركة في العملية. وفي مؤشر آخر على تحسن العلاقات بين البلدين، تم الإعلان عن أن وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار ستزور كابول الأربعاء. وقال جانان موسى زاي المتحدث باسم الخارجية الأفغانية أن الزيارة تعتبر مؤشرا على “مرحلة جديدة” في التعاون بين البلدين مشيرا إلى أن خار ستجري محادثات مع وزير الخارجية الافغاني زلماي رسول والرئيس حميد كرزاي. وأضاف أن “الجانبين سيناقشا القتال ضد الإرهاب ودعم باكستان الضروري لعملية السلام في أفغانستان”. وقال إن “باكستان تلعب دورا رئيسيا في عملية السلام الأفغانية، وأفغانستان تحتاج إلى الجهد المخلص من الدولة المجاورة في مفاوضات السلام”. وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الباكستانية بعد بادرات باكستانيةلأفغانستان بشان استئناف المحادثات بشأن طالبان والتي توقفت في أعقاب اغتيال كبير مفاوضي السلام الأفغان برهان الدين رباني في هجوم انتحاري في سبتمبر الماضي، بحسب مسئولين. واتهم كرزاي باكستان بالمسئولية عن مقتل رباني، وقال الشهر الماضي إن إسلام أباد تخرب جميع المحاولات للتفاوض مع طالبان. وفي البداية، خشي كرزاي من تهميشه في محادثات قطر، وبعثت واشنطن مبعوثها الخاص مارك جروسمان إلى كابول الأسبوع الماضي لطمأنته بأن حكومته ستلعب دورا رئيسيا في أية مفاوضات مهمة مقبلة. وفي مسعى آخر لتهدئة شكوك كرزاي، يتوقع أن يصل وفد من الحكومة القطرية إلى كابول لتوضيح دورها في المحادثات، بحسب ما أفاد سكرتير المجلس الأعلى للسلام أمين الدين مظفري. وقال مظفري “نتوقع حضور وفد من قطر إلى كابول ليناقش معنا دور الأفغان في محادثات السلام ومتى وكيف ستجري وتتواصل محادثات السلام في قطر”.