قالت وكالة الاستخبارات الأمريكية إن روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية لمساعدة دونالد ترامب، ما يوضح أسباب إحباط الكثيرين وعدم رضاهم عن فوز ترامب، بالأحرى يقلق العديد بشكل جدي، خاصة أن عجرفة الرئيس المنتخب تعمق المخاوف المتعلقة بشأن فترة حكمه. عندما كشفت صحيفة واشنطن بوست عن استنتاجات وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن روسيا، رد ترامب بإهانة الوكالة، واتهامها بنشر الأكاذيب للتقليل من حجم انتصاره، وأوضح بيان الإهانة الذي وضع من قبل الفريق الانتقالي لترامب، الغطرسة الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس وفريقه، حيث ذكر: "هؤلاء هم نفس الناس الذين قالوا إن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، كما أن الانتخابات انتهت منذ فترة طويلة لتنتج عن واحدة من أكبر الانتصارات الانتخابية في التاريخ، وقد حان الوقت للمضي قدما وجعل أمريكا عظمى مرة أخرى". قد يلقي ترامب وبكل سعادة مؤسسة المخابرات الأمريكية في القمامة، كما أنها تعد أحد الأجهزة المزعجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالمناسبة، كان هناك منشقون عن الوكالة في العراق، لكنه الآن يتجاهل المخاطر التي يتعرض لها عملاء الاستخبارات على العديد من الجبهات لحماية الأمريكيين. وأعرب النائب الديمقراطي البارز آدم شيف، في كاليفورنيا بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب، عن انزعاجه من تصريحات الرجل المدلل الذي يلقي باللوم على ضباط المخابرات بسبب وجهات نظره السياسية. رد فعل ترامب تجاه الاستخبارات الأمريكية يثير قلقها بشكل بالغ؛ لدفاعه عن بوتين، فعلى سبيل المثال في سبتمبر الماضي، أعلن ترامب علنا إعجابه بالرئيس الروسي، واصفا إياه بالزعيم أكثر من كونه رئيسا. هناك أمر آخر يقلق المخابرات، أن كبار مستشاري ترامب مثل ستيفان بانون، الذي صرح علنا بتأييده القوي لليمين المتطرف في أوروبا وهو الجناح المدافع عن بوتين، وأيضا من المرجح أن يختار ترامب، ريكس تيلرسون، وزيرا للخارجية، وهو رئيس شركة إكسون موبيل ومديرها التنفيذي الذي تفاوض على الصفقات النقطية مع بوتين، ولجهوده منحه الرئيس الروسي رسالة صداقة. لا أحد يعلم مدى التقارب بين تيلرسون وبوتين، ولماذا وضعه ترامب على قائمة وزرائه ليكون أكبر دبلوماسي أمريكي، كما لا توجد شفافية بشأن وضعه المالي والدور الذي لعبه تجاريا مع روسيا. ستحتوي دائرة ترامب على العديد من الجمهوريين الساخرين من الديمقراطيين، الذين قد يطرحون مثل هذه الأسئلة، لكن لن يكون الأمر سهلا لهم لاستبعاد جمهوريين مثل السيناتور جون ماكين وليندسي غراهام، فهم أيضا قلقان بشأن رئاسة ترامب، وربما يكون الأمر أقل قلقا حال انضم الكثير من الجمهوريين للرد على هذه التحديات، ليس بوصفهم حزبيين ولكن وطنيين. حين وصف الرئيس المنتخب بالفاشي، يمكن أن يحمل هذا الوصف العديد من المعاني، وفي كثير من الأحيان يعني أنه شخص غير محبوب، وفي كل الأغراض يستخدم هذا المصطلح للتعبير عن شخص أنت ضده، كما هو الحال مع النازية وهتلر، فغالبا يتم استخدام هذه المصطلحات أثناء الدخول في نقاش والرغبة في التقليل من شأن شخص، لكنه حقا أمر سخيف لاستخدام هذه الكلمات حجة، فقد استخدم هتلر وموسليني هذه المصطلحات ضد معارضيهم في محاولة لإسكاتهم، وتم وصف العديد من السياسيين الديمقراطيين بالفاشيين دون وجود أدنى مبررات مقنعة. منذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، لا أحد يعرف مبادئه السياسية، أو كيف سيعمل رئيسا، يرى بعض المراقبين أنه فاز بالانتخابات نتيجة لاستسلام بعض المجموعات وتضارب اجندتهم، ويرى آخرون أنه رجل السياسية الذي فاز بالانتخابات وأراد أن يصبح رئيسيا للبلاد. لكننا الآن رأينا بعض التصرفات من ترامب توضح أن لديه أجندة محددة يعمل بموجبها، وتشرح إمكانية إرضاء الشركات الكبرى ذات التسليح القوي، وكيف يتعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكيف يفسر أيضا سلوكه تجاه الصين وتايوان، كل ما سبق يصف ترامب بالفاشي. يؤمن ترامب بأن حكومته يجب أن تمزج بالسم والحكومة القوية والتعاون القوي مع العالم، كل ذلك في آن واحد وفي نفس اللعبة. واشنطن بوست