كان إعلان جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، إغلاق مكتبتي الكرامة بدار السلام وطرة، ونشره فيديوهات وصورة لعملية "تشميع" المكتبات، بداية لحالة من الغضب بين أوساط المثقفين والمهتمين بالثقافة والنشطاء الحقوقيين، وإثارة التساؤل عن كيفية إغلاق أماكن تستهدف نشر الوعي والثقافة والقراءة بين أطفال المناطق العشوائية. من جانبه، قال المحامي الحقوقي، جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، إنه ليس لديه تعليق على قرار إغلاق فرعي مكتبات الكرامة بدار السلام وطرة البلد، وإن كل ما قيل له إن الأمر يتعلق بتعليمات أمنية عليا، وإنه لا توجد ورقة أو قرار مكتوب يشرح أسباب الغلق، وقال: "الدولة تمارس قوتها". وأضاف ل"البديل": "فعلت ما بوسعي ولكن الدولة أغلقتها، والسؤال الذي يجب توجيهه إلى الدولة هو ما مصير هؤلاء الأطفال؟"، وقال: "أنا أنتظر وجود أوراق رسمية حتى أتمكن من اتخاذ إجراءات قانونية، فأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا الآن في ظل الغموض الذي يحيط بالموضوع، وما حدث هو بلطجة لا أستطيع الرد عليها لأنني ببساطة لست بلطجيا". المعارضون لقرار الغلق دشنوا "هاشتاجا" بعنوان "لا_لغلق_مكتبات_الكرامة"، معبرين من خلاله عن استيائهم ودهشتهم ورفضهم لما قامت به قوات الأمن بإغلاق المكان الذي يعتبر المتنفس الوحيد لهؤلاء الأطفال ومدخلهم إلى عالم الثقافة. الكاتب عمر طاهر، علق على الحدث عبر صفحته على الفيسبوك، بقوله: "يؤسفني أن ألفت النظر لأساسيات لا تخفى على جاهل، وهي أن هذه المكتبات لا تخدم عيد، ولكنها تخدم عقول أهل منطقة مهجورة حكوميا وثقافيا، وآخر خدمة تنويرية حصلت عليها كانت عربة متنقلة لبيع لمبات الإنارة الموفرة. هو عمل يقدم خدمات تفتح في عقول أهل المنطقة طاقات للفن والإبداع والحب والتسامح، ومع كل طاقة يتم فتحها يُغلق أمامها طاقة للجهل والبؤس الاجتماعي والنظرة الناقمة إلى الحياة والمجتمع والناس". وأضاف طاهر: "أمر مؤسف أن يحتاج الواحد لأن يشرح هذه البديهيات للداخلية، التي كان أولى بها أن تتوجه إلى مكاتب وزارة الثقافة ربما أوقظ صوت سارينة البوكس أموات هذا الكيان الذي يعشش عليه عنكبوت ليس لديه ما يخسره، والفرصة عظيمة لفتح الموضوع مع الداخلية كونها باتت تعرف طريق المكتبات، فهناك مكتبات من نوع آخر هي التي تحتاج للشمع المهدر في تشميع مشاريع خدمية جادة". فيما قالت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، عبر صفحتها على الفيسبوك "انتم متخيلين إحساس الشباب والأطفال، اللي كانوا بيروحوا مكتبات "الكرامة" التي أنشأها جمال عيد، بفلوس الجائزة الدولية التي حصل عليها، بدل ما يغير عربيته أو يجيب فيلا في الساحل؟ متخيلين إحساسهم بعدما كانوا لقوا مكتبة في منطقتهم الشعبية يتثقفوا فيها ويرسموا ويذاكروا مجانا، لما يعرفوا إن الحكومة قفلتها؟". وأضافت "مفيش نظام مستبد يستحمل يحكم شعب متعلم أو مثقف. المكتبات بتعمل فزع للمستبدين، خصوصا لما تكون في مناطق شعبية". وأكد الإعلامي باسم كامل، عبر حسابه على تويتر، أن "جريمة جمال عيد، الكبرى أنه حاول أن ينير ما أطفأه النظام على مدى عقود، نظام أكبر أعدائه العلم والتنوير". يذكر أن "مكتبات الكرامة" هي مبادرة لإنشاء مكتبات عامة للقراءة والإطلاع والاستعارة عبر قاعة مجهزة تخدم الأطفال والكبار في الأحياء الشعبية بالقاهرة والأقاليم، وذلك ضمن مبادرة الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وأشرف على إنشائها المحامي جمال عيد، رئيس الشركة، وبدأت في مايو 2012، بمنطقة دار السلام بالقاهرة، أعقبها افتتاح فرع آخر بالزقازيق بمحافظة الشرقية في نفس العام، ثم افتتاح 3 فروع فى 3 مناطق مختلفة في العام التالي بمناطق طرة البلد بحلوان، وبولاق الدكرور، والخانكة.