في الوقت الذي توجه فيه الناخبون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية بدولة جامبيا، أمس الخميس، قطعت الحكومة الاتصالات عبر الهواتف وشبكة المعلومات الاجتماعية قبيل بدء التصويت بساعات، فى محاولة منها لمنع اندلاع أي أعمال شغب أو عنف خلال العملية الانتخابية. كما منعت الحكومة الجامبية مشاركة المراقبين التابعين للاتحاد الأوروبي أو المراقبين الأفارقة التابعين لمجموعة دول غرب إفريقيا، في متابعة سير العملية الانتخابية في هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 1.9 مليون شخص. وقال موقع أوول أفريكا، الرئيس يحيي جامع البالغ من العمر 51 عامًا الذي تولى حكم جامبيا الواقعة في غرب إفريقيا عام 1994 أي منذ 22 عامًا، يوم الثلاثاء، إنه مطمئن لفوزه في الانتخابات، وحذر المعارضة والمحتجين من ارتكاب أي أعمال تؤخر الديمقراطية. وتبرر الحكومة الجامبية سير انتخاباتها بالسيطرة والقمع بأن المظاهرات ما هي إلَّا ثغرات تستخدم لزعزعة استقرار الحكومات الإفريقية، وأنها لا تريد تدخل أي دولة أخرى، خاصة بعد ابتكار طريقة الانتخاب، من خلال استخدام الرخام، ووضعه في براميل الاقتراع الخضراء والفضية والأرجوانية، والتي ستحسب على الفور باستخدام الألواح الخشبية. وتابع الموقع، رغم منع جامع المراقبين الدوليين من الإشراف على الانتخابات، إلَّا أن الاتحاد الإفريقي أرسل عددًا قليلًا من المراقبين. ويواجه جامع منافسة أداما بارو، وهو رجل أعمال سابق وزعيم الحزب الديمقراطي المتحد، الذي برز كمرشح للتحالف من ثمانية أحزاب المعارضة، ونائب الحزب الحاكم السابق ماما كانديه، المرشح عن اللاكونجرس الديمقراطي بجامبيا. الوضع في جامبيا قبيل الانتخابات استعدادًا للانتخابات في جامبيا، اعتقلت قوات الأمن العشرات في شهري أبريل ومايو، بعد احتجاجات تدعو إلى إجراء إصلاحات انتخابية وسياسية، وقتل اثنان من أعضاء أحزاب المعارضة في موجة الاعتقال بعد الاحتجاجات، ويقضي 15 من أنصار المعارضة الآن أحكامًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات. وأضاف الموقع، جاء جامع إلى السلطة في انقلاب في عام 1994، ثم اكتسح الانتخابات في 1996 و2001 و2006 و2011، بعد إزالة التعديل الدستوري لسنة 2002 وإلغاء القيود على فترات الرئاسة حتى يخول له مد فترته إلى ما لا نهاية. ورغم أن المراقبين يقولون، إن تلك الانتخابات لم تكن حرة ونزيهة، ويتهمون نظامه بالفساد وانتهاكات لحقوق الإنسان، إلَّا أن جامبيا شهدت رحيل عدد كبير من مواطنيها من الذين يحاولون الهجرة إلى أوروبا على الطرق المائية الخطيرة في السنوات الأخيرة هربًا من الواقع المؤلم، ورد جامع على قضية الهرب والهجرة قائلًا، إنها مسألة اختيار وإن جامبيا لم تترك بسبب الفقر. استبداد النظام في الوقت الذي يثني أنصار الرئيس جامع على جهوده لتعزيز التنمية الاقتصادية في هذا البلد الصغير الذي يعتمد على السياحة والزراعة، ويعددون جهودة مثل بناء المطارات والمدارس والمرافق الطبية والمباني، إلَّا أن أنصار المعارضة يقولون، إنه حان الوقت للتغيير، فجامبيا تحكم بالاستبداد والقمع الذي لا يبني دولة محترمة، وعلى مدى ال22 عامًا الماضية كثرت الاعتقالات والتوتر والتعذيب، وكثير من شعبنا قد ذهب إلى المنفى، حتى أدركنا أن جامبيا تحولت إلى سجن، وهذا يدل على طغيان النظام، ونحن ذاهبون لإعطاء الناس حرياتهم، وهذا هو أكثر أهمية من أي شيء آخر.