تصوير: ريم الهوارى الفضائيات أضاعت مواهب كثيرة وأصوات نادرة عمرو عرفة سبب دخولي مجال الموسيقى التصويرية والدتي اكتشفتني موسيقيًّا ألحانه لها طابع معين يجعلها مميزًا عن باقي المعروض، يرجع الفضل فيما هو عليه الآن إلى والدته الروسية، التي اكتشفت موهبته الموسيقية، وظلت ترعاها حتى وصل إلى قمة نضجه الفني حاليًا، إنه الملحن خالد حماد، الذي ظهر في مجال الموسيقى التصويرية مطلع التسعينيات عندما كان طالبًا في الجامعة، وأسند له تأليف الموسيقى التصويرية لفيلم «ضحك ولعب وجد وحب»، يتحدى نفسه دائمًا، ومنافسه الأول هو ذاته، فهو دائمًا حريص على التعلم من أخطائه السابقة وتطوير الموسيقى التي يقدمها للجمهور، بدأ مؤخرًا التفكير في خوض تجربة الإخراج، بعدما درسه هذا الفن، لكنه لم يحترفه رغم إخراجه بعض الأفلام الروائية القصيرة، وعن كل تلك القضايا «البديل» تحاور الموسيقار خالد حماد.. لماذا اخترت العمل بمجال الموسيقى في البداية دون غيره؟ العامل الأساسي في ده الموهبة، ومش أنا اللي اخترت على أد ما أهلي هما اللي ساعدوني، دور الأسرة مهم في اكتشاف موهبتك وتنميها، إنك تبقى صغير ويبقى عندك موهبة إنك تلحن أي حاجة تسمعها، فأهلي هما اللي أدركوا ده ووجهوني لمجال الموسيقى بداية من دخولي الحضانة حتى وصولي إلى معهد الكونسرفتوار، والموسيقي هي الموهبة الوحيدة التي تحتاج إلى اكتشافها من الصغر، مش زي الإخراج مثلًا اللي بيحتاج إنك يكون عندك وعي وأكبر سنًا شوية. من هو الأكثر تأثيرًا في حياتك.. والدك أم والدتك الروسية؟ والدي والدتي كان ليهم الفضل في كل حاجة، والدي كان موهوب موسيقيًّا، وكان يمتلك أذنًا موسيقية، بس كان زي أي أب مصري عايز ابنه ياخد شهادة جامعية يطلع يلاقي بيها شغل مهندس دكتور محامي، لكن والدتي كانت عندها حتة الاهتمام بالموهبة، لإنهم في روسيا بيقدروا المواهب، فأمي هي اللي اهتمت إني ادخل الكونسرفتوار وأدرس الموسيقى، على عكس الوالد اللي كان متخوف شوية من دخولي المجال ده؛ لإنه مكنش عارف لو دخلته هتطلع إيه، ولإن مكنش فيه حد في العائلة له علاقة بالمجال الفني. متى بدأت علاقتك العملية بمجال الموسيقى التصويرية؟ بدأت من خلال مشاريع معهد السينما، أصدقائي الطلبة في المعهد كانوا بيحتاجوا في مشاريع التخرج لموسيقيين ينتجوا لهم الموسيقى التصويرية لمشاريع تخرجهم؛ ولإن معهد السينما كان قريبًا جدًّا من الكونسرفتوار، فكانوا بيلجأوا لينا لنساعدهم، من هنا بدأت علاقتي العملية بمجال الموسيقى ودي المدرسة الحقيقية اللي الواحد اتعلم فيها. ما هو أول عمل سينمائي قدمته وكيف تم اختيارك له؟ فيلم «ضحك ولعب وجد وحب» وهو الفيلم الوحيد الذي أخرجه مدير التصوير طارق التلمساني، وقتها المخرج عمرو عرفة كان المنتج الفني للفيلم وأقنع فريق العمل بإن أنا اللي أنتج الموسيقى التصويرية للفيلم، رغم إني وقتها كنت في أولى جامعة، عشان كدا أنا مدين بالفضل لعمرو عرفة. تحدثت عن دور عمرو عرفة في تقديمك، وهو منتج فني، فمن هو الموسيقي الذي تدين له بالفضل فيما وصلت إليه؟ مفيش حد عامل شغل كويس إلَّا وله الفضل عليا، حتى لو معلمنيش، لإنك نفسك تعمل حاجة بالجودة بتاعته، قسم التأليف بمعهد الكونسرفتوار تقريبًا كلهم لهم فضل عليا؛ لإنهم علموني، مثلًا الدكتور راجح داود أستاذي، ومن الناس اللي درسوا ليا واتعلمت منه كتير، بجانب إنه زميل في الوسط الفني. من هو الموسيقي الذي تستمع بألحانه؟ كتير جدًّا عمر خيرت راجح داود هشام نزيه وغيرهم، أي شخص طالما موجود في المجال وله إنتاجه الموسيقي وحقق نجاح فيه، يبقى عمل حاجة والحاجة دي هي البصمة بتاعته اللي انت بتستمتع بيها، وفي نفس الوقت بتميزه عن غيره واللي بسببها نجح وأصبح مطلوب في شغله. من هو منافسك الأول في التلحين بحقل الموسيقى التصويرية؟ بالنسبه لموضوع المنافسة، أكتر حد بنافسه هو أنا، ولذلك بكون حريص جدًّا لما يجيلي عمل ببدأ أشوف إيه العيوب السابقة وأحاول أتجنبها في شغلي الجديد، وبكون مبسوط جدًّا لما يجيلي شغل مختلف عن الشغل اللي قبله، زي مثلًا أما أكون شغال في حاجة رومانسية ويجيلي بعدها حاجة أكشن؛ لإن ده بيخلي الواحد يقلب في الأفكار والشغل والأنواع المختلفة للموسيقى. ما هو معيار نجاح العمل الفني من وجهة نظرك؟ احنا دورنا بيجي دائمًا بعد الناس ما تخلص، فبالتالي احنا مش عايشين معاهم في الأجواء، وبنعتمد في شغلنا بشكل كبير على الصورة، لكن أقدر أقول لك إني بستمتع بالعمل الجيد، أنا نفسي ممكن أكون كويس وفي عمل تاني مش مبسوط من نفسي، رغم إني نفس البني آدم، بس لما ترجع تبص على العمل كله لو لقيته جيد من إنتاج وسيناريو وإخراج وفريق عمل هتلاقي المنتج النهائي ممتاز، ولو غير كدا هتلاقي المنتج رديء، من هنا ممكن تلاقيني اشتغلت عملين لفنان بس في واحد منهم متميز جدًّا وفي الثاني مش كويس. أذكر مثالًا على كلامك؟ عمارة يعقوبيان.. فيلم فيه قيمة، أي حد حتى لو عدى من قدام الكاميرا عمل حاجة؛ لإن كل القائمين عليه اهتموا بالتفاصيل كافة فيه، من قصة وسيناريو وإخراج وتصوير وديكور، فإنت كملحن للعمل لما تلاقي كل الناس بتقدم حاجة حلوة بترفع العمل نفسه، فطبيعي إنك تعمل حاجة حلوة. هل ندمت على المشاركة في أي من أعمالك السابقة؟ ممكن أندم ندم جزئي على عمل اشتغلت فيه، لكن بعد فترة بكتشف إني اتعلمت درس جديد؛ لإني لو لم أشارك في العمل ده مكنتش هتعلم ولا هعرف أتجنبه، فأي حاجة الواحد بيشتغل فيها هي طوبة في سلم الدروس اللي بيتعلمها حتى لو كانت سيئة. لماذا لم تتجه إلى احتراف تلحين الأغاني؟ في الأول كنت رافض الموضوع، لإني لم أوفق في تلحين الأغاني من البداية، تقدر تقول عقدة لإني حاولت والناس رفضتني، لكن لما كبرت ودخلت مجال الموسيقى التصويرية اللي بيعتبر الأصعب كملت، وكنت بعامل الأغاني بإجحاف «مش عايزها ومش عاوز ناسها» لكن دلوقت الدنيا اختلفت خالص وعملت تجربة «إحساس بالونس» مع علي الألفي. لماذا اخترت صوت علي الألفي تحديدًا دون أي صوت آخر؟ علي الألفي صديقي وجاري، وبصراحة قعد يشجعني إني ألحن أغاني لمدة سنة، طلبت منه إنه يبعت لي كلام ألحنه فبعت ليا «إحساس بالونس» لسلمى رشيد، فهو له الفضل إنه يرجعني لتلحين الأغاني، بجانب إنه شجعني إني أعمل حفلات. هل ستكرر تجربة تلحين الأغاني؟ طبعًا؛ لإن الأغاني ليها متعة خاصة زي ما الموسيقى التصويرية لها متعة وطريقة معينة، وخد بالك إن أغاني الأفلام والمسلسلات مختلفة عن الأغاني الثانية؛ لإنها مربوطة بالموضوع اللي بتتكلم عليه، والحالة المتعلقة يعني إنت بتبقى «متكتف» الأغنية مربوطة بالفيلم أو المسلسل نفسه، أما الأغنية العادية فإنت مربوط بكلماتها بس. لو طُلب منك تلحن أغنية شعبية هل توافق؟ وأرفض ليه؟!! أنا عامل أغنية ممكن تندرج تحت فئة الشعبي، كانت في فيلم «كلم ماما» في تتر البداية، بجانب إني وزعت لحسن الأسمر في فيلم «رشة جريئة» وكمان لشعبان عبد الرحيم في نفس الفيلم، فكلها تجارب بتستفاد منها، واحنا لازم نفرق بين الشعبي والمهرجانات الشعبي اللي بجد فن راقي جدًّا، بل بالعكس الشعبي بيوصل للعالمية والمودرن بتاعنا لسه. من هو أفضل صوت لحنت له في أعمالك؟ كلمة أحسن حد صعبة؛ لإن كل فنان عنده موهبة معينة في صوته، ولذلك لما تسألني نفسك تلحن لمين من المطربين مش هتخلص من اللسته، وهتلاقيهم مختلفين عن بعض؛ لإن كل واحد عنده حاجة معينة بتجننك ومش موجودة عند غيره، وكل الأصوات اللي اشتغلت معاها مش كتير بس عمالقة، مثل مدحت صالح، ريهام عبد الحكيم، مروة ناجي. هل تعتقد أن هناك ظلمًا لبعض المطربين الموجودين بالساحة الفنية حاليًا؟ مقدرش أقولك حد معين، لإني مش ملم بكل الناس، لكن بسبب الفضائيات اللي طلعت من 10 سنين ازداد المعروض منها، ففي ناس كويسين راحوا في الزحمة دي، بعكس زمان الظهور مكنش سهل، الحد الكويس كان بيبان على طول، وحاليًا فيه ناس مش واخدة حقها؛ لإن المعروض كتير، لكن في الآخر الناس الكويسة هتفضل موجودة وهتكمل، واللي مش كويس هيختفي. هل تشارك حاليًا في أعمال فنية ستطرح قريبًا.. وما هو موقفك من الموسم الرمضاني؟ المفروض فيه كلام حاليًا على أكتر من فيلم، لكن أنا بطبيعتي مبحبش اتكلم عن شغلي غير وأنا بخلصه، وبالنسبه لموسم رمضان حاليًا مقدرش اتكلم؛ لإن لسه بدري على رمضان ومفيش أعمال مؤكدة إنها داخله السباق الرمضاني حاليًا، لكن الحاجة اللي متأكد منها إني مش هكرر اللي عملته في رمضان السابق، بإني أعمل موسيقى تصويرية فقط لأي عمل. لماذ لم تفكر في احتراف الإخراج رغم دراستك له؟ كسل وتأخير مع بعض الخوف، زائد إن المخرج بيحتاج إنه يقرأ كتير ويفكر كتير ويسافر، والواقع العملي ليا لم يساعدني، بجانب إن الحالة النفسية ليا آخر 6 سنين كانت مفرملة الواحد عن كدا، لكن دلوقت بدأت أفكر وطلبت من أصدقائي الموجودين على صفحتي على «فيس بوك» لو عندهم سيناريوهات يبعتوا ليا لإني بفكر جديًّا في خوض التجربة، وخصوصًا إني علاقتي بشركات الإنتاج كويسه. ما هي الجائزة الأكثر قربًا إلى قلبك من الجوائز التي حصدتها؟ طبيعي كل الجوائز، لكن أكتر جائزة هي شهادة تقدير في الموسيقى عن أول أفلامي «ضحك ولعب وجد وحب»، كانت حاجة استثنائية عملوها مخصوص، ومحضرتش تسليم الجوائز؛ لإني وقتها كنت مسافر روسيا، وأول ما وصلت مصر استلمت الجائزة من مخرج الفيلم طارق التلمساني.