جاءت زيارة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، مطلع الأسبوع الجاري إلى القاهرة؛ من أجل إجراء عدد من المباحثات المتعلقة بالوضع الحالي للمواطنين في قطاع غزة. وتأتي الزيارة التي طلبتها الحركة ووافقت عليها السلطلات المصرية، في محاولة من الأولى لاقتراحها مبادرة من أجل الوصول إلى حلول جذرية للصراع الفلسطيني، حتى وصف بعض السياسيين الفلسطينيين، بأن للحركة دورا سياسيا مهما ومكملا لدور الحكومة الفلسطينية بجانب دورها المسلح في مقاومة المحتل الإسرائيلي. وقال زياد النخالة، نائب الأمين العام للحركة، والمشارك في المباحثات الجارية، إنه من الواجب على كل الفلسطينيين طرق جميع الأبواب الموصدة؛ للوصول إلى حلول حتى لو كانت بسيطة من شأنها تخفيف الحصار عن الفلسطينيين في قطاع غزة. وأكد النخالة أن أهم القضايا التي تتطرق لها الزيارة تتمثل في فتح معبر رفح أمام حركة المواطنين وإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة والتي لم يتم إعمال أكثر من 40% مما دمره الاحتلال. وغادر أمس الأربعاء، وفد من حركة الجهاد الإسلامي يترأسه عضو المكتب السياسي للحركة، محمد الهندي، إلى القاهرة عبر معبر رفح البري، بحسب ما أكده المتحدث باسم الحركة، داوود شهاب؛ للالتحاق بمن سبقوهم من أعضاء وقادة الحركة. وأشار شهاب، إلى أن مغادرة الوفد جاءت بدعوة مصرية تلقتها الحركة لبحث الوضع الفلسطيني بغرض تطوير العلاقات بين مصر وقطاع غزة وتخفيف الحصار عن القطاع، بحسب ما جاء من تصريحات على لسانه. وقال القيادي في الحركة خالد البطش، إن الزيارة تأتي لبحث سبل جديدة لتطوير العلاقات وتعزيزها بين الفلسطينيين والمصريين، حتى يتثنى تخفيف وطأة الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذين يشهدون حصارا وإغلاقا للمعابر، إضافة إلى بحث اعتداءات الكيان الإسرائيلي ضد المقدسات الدينية في القدسالمحتلة. وأوضح البطش خلال منشور له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الزيارة تأتي كجزء من مسؤولية الحركة تجاه شعبها، مشيراً أنه سيتخللها مناقشة لإجراءات التهويد والعدوان على الأسرى والمساجد والكنائس في شتى الأراضي المحتلة. وتسعى حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس في قطاع غزة إلى محاولات عديدة شأنها إرجاع العلاقة التاريخية بين مصر وقطاع غزة، خاصة في ضوء ما حدث في الفترات الأخيرة من توتر بين الجانبين. وأكد عدد من المحللين، أن الزيارة تثبت شمولية حركة الجهاد الإسلامي وتطرقها للقضايا الإنسانية المهمة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني. الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب، قال إن الزيارة تأتي في وقت مهم وحساس بالنسبة للفلسطينيين في قطاع غزة؛ لتناولها القضايا الحياتية للمواطن، ويرى أن حركة الجهاد تحاول إنهاء الأزمة بين مصر وقطاع غزة، استناداً على ثلاث ركائز أساسية، تتمثل في (إدارة الأزمة وعدم تصعيدها، احتواء التداعيات، وإيجاد حل شامل لأزمات غزة خصوصا فيما يتعلق بالمعبر)، حيث يعد منفذا فلسطينيا مصريا لا غنى للمواطن عنه، كذلك لا يمكن تهميش قضيته بشكل يخنق الفلسطينيين.