تعتبر نجمة إبراهيم إحدى الفنانات اللاتي تركن بصمة مهمة في تاريخ السينما المصرية بأدوارها الشريرة التي قدمتها خلال رحلتها الفنية بمصر. ونعرض في "حكاية صورة" طلب إشهار إسلامها الذي تقدمت به إلى شيخ الأزهر وقتها حيث جاء في الطلب: "إنه في يوم 4-7-1932.. وفي حضوري أنا وكيل شياخة الأزهر والواضح ختمي وتوقيعي أدناه وبحضور الشهود الواضعين أختامهم وتوقيعهم أدناه، قامت السيدة بوليني أوديون بنطق الشهادتين وإشهار إسلامها واختيار اسم جديد لها وهو نجمة داود إبراهيم". وأضاف الطلب: "وطلبت توثيقه ويحق لها التوقيع به، وقد قدمنا الطلب إلى السيد شيخ الأزهر وقد حدد لها 40 يومًا للمراجعة والتأكد قبل أن توثق لها الشهادة ويصدر لها التوقيع وصحته من قبل المحكمة وإخطار الحاخامية بذلك". وبدأت نجمة إبراهيم حياتها في الفن من مسرح الريحاني، كمغنية وراقصة وملقية مونولوجات، وظهرت بالتزامن مع منيرة المهدية وأم كلثوم، وأطلق عليها لقب «اليهودية المتصوفة»، وكانت أولى زيجات نجمة إبراهيم من عبد الحميد حمدي، الملقن بفرقة بديعة مصابني، استمرت معه في الزواج لمدة 9 سنوات، وانفصلت عنه بعدها لتتزوج من الممثل والملحن عباس يونس عام 1944. لنجمة إبراهيم مواقف وطنية كثيرة، أبرزها أنها كانت من الفنانين المؤيدين لثورة يوليو 1952، كما أنها قررت أن تتبرع بإيراد حفل افتتاح فرقتها المسرحية لتسليح الجيش المصري خلال حقبة الخمسينيات، بعد قرار الرئيس الراجل جمال عبد الناصر كسر احتكار السلاح واستيراد مصر لسلاحها من دول الكتلة الشرقية؛ بسبب رفض الغرب إمداد مصر بالسلاح، حيث حضر الرئيس الراحل أنور السادات وقت حفل الافتتاح باعتباره أحد قادة مجلس الثورة. المرض لم يمهل نجمة إبراهيم، فقد عانت من ضعف شديد في البصر، الأمر الذي دفع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى علاجها على نفقة الدولة، حيث سافرت إلى إسبانيا للعلاج في مارس 1965، وشفيت وعادت إلى مصر من جديد لتواصل حياتها، لكن المرض داهمها من جديد بشلل أجبرها على اعتزال الفن بشكل نهائي، حيث ظلت لمدة 13 عامًا مختفية عن الأضواء حتى رحلت عن عالمنا في 4 يونيو 1976 وأوصت بأن تدفن في مصر.