الحكومة تبعث برسالة اطمئنان لجميع المستثمرين| مدبولى: إزالة أي تحديات تواجه مشروعات القطاع الخاص    قبل موسم الحج .. سعر الريال السعودي اليوم في البنوك المصرية    هذا هو مستقبل مصر المشرق    مديرية العمل بجنوب سيناء تعلن عن دورات تدريبية على مهن صيانة الحاسب الآلي والمحمول    ألمانيا «تؤكد» دعمها لحل الدولتين بعد اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بفلسطين    الصحة العالمية: ثلثا مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب أوامر الإخلاء والحرب    خبراء أمريكيون: تراجع حملة بايدن لجمع التبرعات عن منافسه ترامب خلال أبريل الماضى    «محاط بالحمقى».. محمد صلاح يثير الجدل برسالة غامضة    سام مرسي يتوج بجائزة أفضل لاعب في «تشامبيونشيب»    تعليم كفر الشيخ: لا شكوى من امتحان الشهادة الاعدادية اليوم    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    القبض على طالب دهس سيدة بسيارته فى منطقة مصر الجديدة    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    وزيرة التضامن تدشن مرحلة جديدة لبرامج الحماية من المخدرات بالمناطق المطورة    هلا السعيد تكشف تفاصيل جديدة عن محاوله التحرش بها من سائق «أوبر»    وزير الرى: 70 % من استهلاك المياه في الزراعة وإنتاج الغذاء    إقبال السياح على مكتبة مصر العامة بالأقصر (صور)    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    الأهلى يرفع راية التحدى أمام الترجى كولر يحذر من لدغات الخصم المفاجئة.. ويطالب بالحسم المبكر    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    صحيفة عبرية توضح عقوبة إسرائيل المنتظرة للدول الثلاث بعد اعترافهم ب«دولة فلسطينية مستقلة»    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    أحمد أيوب ل"هذا الصباح": ثبات موقف مصر تجاه فلسطين أقوى رد على أكاذيب إسرائيل    مصدر رفيع المستوى: ممارسة مصر للوساطة جاء بعد إلحاح متواصل للقيام بهذا الدور    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    تباين مؤشرات البورصة في ختام تعاملات الأربعاء    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    "لحصد المزيد من البطولات".. ليفاندوفسكي يعلن البقاء في برشلونة الموسم القادم    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة في مديريات الشئون الصحية ب6 محافظات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    سيدة «المغربلين»    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    5 نصائح غذائية للطلاب خلال فترة الامتحانات من استشارية التغذية    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على طلبات أمريكية لتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النص الكامل لحوار السيسي للواشنطن بوست: مرسي لم يكن رئيساً لكل المصريين

انتقد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونائب رئيس الوزراء، الإدارة الأمريكية بحدة، وأكد علي استيائه من تعاملها مع الأزمة الراهنة بمصر، واتهم إدارة الرئيس أوباما بتجاهل الإرادة الشعبية المصرية، وتقديم دعم غير كاف للمصريين، وسط تهديدات الحرب الأهلية.
جاء ذلك في الحوار الذي أجرته صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية، مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ونشرت مقتطفات منه منذ أيام، قبل أن تنشر الزميلة الوطن نص الحوار كاملا علي صفحات موقعها الإلكتروني، وفي مستهل الحوار أكد الفريق السيسي أن الجيش المصري لم يقم بانقلاب عسكري، وأن الانقلاب الأخير كان في خمسينات القرن الماضي، كما أكد علي أن هناك علاقة خاصة جدا تربط الشعب المصري بجيشه، كما أشار إلي أن الأزمة التي وقعت بين الشعب المصري والرئيس السابق، نشأت من اعتماد الإخوان المسلمين في بناء الدولة علي محاولة إعادة الإمبراطورية الإسلامية، وكان دائما ما يستقر في تفكيرهم أنهم يملكون الحقيقة الخالصة، كما اعتقدوا أن لهم كل الحقوق في ذلك، 'وهذا ما جعلهم يقودون البلاد فقط لإرضاء القاعدة الشعبية التي يمثلونها فقط، وهذا ما لم يجعل مرسي رئيسا لكل المصريين'.
مرسي سمح لعناصر أفغانية بالذهاب إلي سيناء.. وفي عهده اختفت إجراءات الأمن المتبعة لمنع دخول الإرهابيين والأسلحة للدولة
- واشنطن بوست: متي أصبح ذلك واضحا لك؟
- السيسي: 'منذ يوم التنصيب، وقد بدأ بالإساءة إلي القضاء، وكانت تجربة حكم الإخوان المسلمين متواضعة جدا إن لم تكن غائبة، حيث أن جزءا كبيرا من ثقافة الجماعة هو العمل سرا وبشكل خفي. وقد تعامل الجيش باحترام مع الرئيس الذي اختاره المصريون، وكنا صادقين ومخلصين في كل التقييمات التي قدمناها له، خلال الفترة التي قضيتها في مكتبي كقائد عام للقوات المسلحة'.
'نحن نفهم تماما أن تدخل القوات المسلحة لدعم الشعب المصري لم يكن مفاجئا، ويمكن العودة من خلال بياناتي، بداية منذ دعوتي للقوي السياسية، للجلوس علي مائدة المفاوضات وإجراء مصالحة وطنية في نوفمبر الماضي، وحتي مهلة الثمانية وأربعين ساعة التي أعطيتها للرئيس والقوي السياسية لحل الأزمة'.
- واشنطن بوست: هل كان ذلك قبل وجود الدستور؟
- السيسي: 'كل هذا تم من قبل وجود الدستور، وكانت هناك نصائح مخلصة قدمها الجيش للرئيس حول تطورات الأوضاع في الشارع، والتوصيات المقترحة لكيفية التعامل مع تلك التطورات'.
- واشنطن بوست: إذن هل قدمت النصح للرئيس في قضايا إثيوبيا وسد النهضة وسيناء، وتجاهلها؟
- السيسي: 'الجيش كان حريصا علي نجاح مرسي، وإن لم نكن نرغب في وصول مرسي أو جماعة الإخوان المسلمين للحكم، كنا تلاعبنا بالانتخابات، كما جرت العادة بتزوير الانتخابات في الماضي، وللأسف فقد دخل الرئيس السابق في معارك مع كل مؤسسات الدولة، القضاء والأزهر والكنيسة والإعلام والقوي السياسية بل والرأي العام كذلك، وعندما يكون هناك رئيس يدخل في معارك مع كل مؤسسات الدولة، فإن فرص نجاحه تصبح ضعيفة جدا، وفي الجهة الأخري كان الرئيس السابق يعمل علي دعوة أنصاره واختيارهم من الجماعات الإسلامية وحدها'.
- واشنطن بوست: من أين كان يدعوهم؟
- السيسي: 'من داخل مصر بالطبع، كان يدعوهم ويحشدهم كي يظهر أن لديه مؤيدين وأنصارا'.
- واشنطن بوست: ولكن لم يكن يدعو قوي إسلامية من خارج البلاد؟
- السيسي: 'القوي الإسلامية كانت من داخل وخارج البلاد، وكان متاحا في هذا الوقت أن يأتي هؤلاء الناس لإظهار الدعم لمرسي من داخل وخارج البلاد'.
- واشنطن بوست: هناك تقارير تقول إن مرسي سمح لبعض العناصر الجهادية الأفغانية للقدوم إلي مصر والذهاب إلي سيناء.
- السيسي: 'هذه الأقاويل صحيحة، لقد سمح مرسي لأشخاص من أفغانستان بالقدوم إلي مصر، وربما الذهاب إلي سيناء كذلك، وازداد تأثير السلفية الجهادية مع الوقت، كما اختفت في عهد مرسي الإجراءات الأمنية المتبعة لمنع العناصر الإرهابية والأسلحة من الدخول إلي الدولة، وهكذا وجدوا بئية صالحة للعمل فيها، تذكروا أن مفهوم الدولة لدي جماعة الإخوان المسلمين يختلف عن مفهوم الدولة الحديثة التي يمكننا أن نراها حولنا في العالم، ينظرون للحدود السياسية علي أنها حدود وضعتها قوي الاستعمار والإمبريالية لتقسيم العالم الإسلامي'.
- واشنطن بوست: هل لدي الإخوان المسلمين اتصالات بالجماعات الإسلامية الأخري في بلدان العالم؟
- السيسي: 'الجماعة لها تواجد في أكثر من ستين دولة، الفكرة التي جمعتهم سويا لم تكن القومية ولا الوطنية، بل كانت أيدولوجيا ترتبط تماما بمفهوم المنظمة، وفي مصر، بدأ الاستياء من مرسي وجماعته في الارتفاع، كان المصريون خائفين ويشعرون بالإرهاب وهم في منازلهم، صحيح أن مرسي أتي للحكم بنسبة 51% من أصوات الناخبين، لكن هؤلاء الناخبين أنفسهم شعروا بأنهم وضعوا حياتهم وحياة أطفالهم في اليد الخطأ، ولم يتخيلوا مطلقا أن تلك القيادة ستعاملهم بهذه الطريقة طوال العام السابق. الإخوان المسلمين لديهم قيمهم الخاصة، لكنهم تعاملوا مع تلك القيم بأنها يجب أن تُتبع وتُفرض علي بقية المصريين، كما وجدنا أن تواجدهم وتمثيلهم في الشارع المصري يتراوح ما بين 5% إلي 10% علي أقصي تقدير'.
- واشنطن بوست: في أمريكا تحظي الإدارة بتأييد نسبته 30% أو ما شابه.
لست بطلا ولا أسعي للسلطة وأهم إنجاز في حياتي هو المرور بمصر من الظرف الراهن
- السيسي: 'الأمريكيون يعتمدون في تقديراتهم علي نتائج الانتخابات، بينما الغالبية من نسبة تواجد الإخوان في الشارع المصري تتألف من الناخبين المصريين المتعاطفين مع الجماعة وأفرادها الذين تعرضوا للإهانة والاضطهاد علي يد النظام السابق، وكانوا يؤمنون بنواياهم الحسنة، ومظهرهم الديني فأعطوهم أصواتهم'.
- واشنطن بوست: بالنسبة للكثير من المصريين أنت 'بطل'، فهل ستترشح للانتخابات الرئاسية؟
- السيسي: 'لست بطلا، بل مجرد رجل يحب بلده وشعبها وشعرت بالحزن لأن المصريين تم التعامل معهم بهذه الطريقة، البسطاء كانوا يبكون في منازلهم، فالبطولة تأتي من المشاعر المشتركة، حيث أن ما جري لم يكن ملحمة'.
- واشنطن بوست: هل شعرت بخيبة أمل من رد فعل الولايات المتحدة علي أحداث الثالث من يوليو؟
- السيسي: 'إن الولايات المتحدة لم تكن بعيدة بأي حال من الأحوال عما يجري هنا، وكنا حريصين علي أن نمد مسؤوليهم بإحاطات كافية حول الوضع الراهن، ومنذ شهور أخبرتهم بأنه هناك مشكلة كبيرة في مصر، وطلبت دعمهم للمشورة كشريك استراتيجي وحليف لنا'.
- واشنطن بوست: منذ شهور؟
- السيسي: 'نعم، منذ شهور'.
- واشنطن بوست: وهل أخبرتهم قبل رحيل مرسي بأنه سوف يُعزل؟
- السيسي: 'لا'.
- واشنطن بوست: ولا قبل يوم واحد من رحيله؟
- السيسي: جاء في بياننا خلال مارس الماضي، وبوضوح تام، أن التعقيدات والتطورات علي الساحة ستقود إلي حرب أهلية، وهو ما جعل الولايات المتحدة تتساءل: لماذا يقول وزير الدفاع هذا الكلام؟. أعداد من كانوا يعارضون القيادة السياسية ازدادت بإطراد، وتوالت في التزايد حتي أصبح لدينا هذه العدد الضخم من المواطنين في الشوارع، وخلال مراحل مختلفة كانت لدينا مقترحاتنا وقدمنا النصيحة لمرسي، كانت هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يقوم بها، علي سبيل المثال، تكوين حكومة ائتلافية دون المساس بمنصب الرئيس نفسه'.
- واشنطن بوست: وماذا لو تعاون مرسي؟
- السيسي: 'يتعاون مع الشعب وليس معي'.
- واشنطن بوست: في حالة بقائه كرئيس، كان يتحتم عليه الموافقة علي شيء ما؟
- السيسي: 'مرسي اعتاد أن يستمع إلي النصائح والمقترحات ثم لا ينفذ أي منها، وأثق تماما أنه لم يكن وحده من يصنع القرارات، كانت خلفه جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد، وقد شعر المصريون بذلك أيضا، حيث كان مرسي رئيس لفصيل محدد، ولم يمكن هو القائد أو يمارس دوره القيادي، بل كانت القيادة في يد الإخوان، وهذا هو أكبر أسباب فشله كرئيس'.
- واشنطن بوست: الولايات المتحدة تشعر قلق بالغ نحو الاعتصامات أمام مسجد رابعة العدوية وميدان النهضة.
- السيسي: 'نحن حقا نتساءل عن دور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والقوي الدولية المهتمة بأمن وسلامة مصر، أين هو هذا الدور؟ هل قيم الحرية والديمقراطية تطبق فقط في بلادكم، بينما في البلاد الأخري ليس لها الحق في أن تطبق نفس القيم والمفاهيم وتتمتع بهذا المناخ السياسي؟ هل رأيتم الملايين من المصريين في التحرير ينادون بالتغيير؟ فما هو ردكم علي ذلك؟ لقد تركتم المصريين وأدرتم لهم ظهوركم، والمصريون لن ينسوا ذلك، فهل تريدون أن تستمروا الآن في إعطاء المصريين ظهوركم؟ المصالح الأمريكية وإرادة الشعب المصري لا يجب أن يدخلا في صراع، وقد طالبنا مسؤولي الولايات المتحدة دائما أن يوجهوا النصائح للرئيس السابق كي يتغلب علي مشاكله'.
- واشنطن بوست: وماذا فعلت الولايات المتحدة؟
- السيسي: 'النتيجة واضحة تماما، أين هو الدعم الاقتصادي الأمريكي لمصر؟ حتي خلال السنة التي كان لا يزال فيها مرسي رئيسا، أين كان دعم الولايات المتحدة لمساعدة البلاد كي تستعيد اقتصادها وتتغلب علي احتياجاتها الضرورية. الديناميكية في الشارع المصري سريعة للغاية، وإرادة الشعب المصري تتحرك وتتغير كل ساعة، فقبل عزل مرسي بعشرين يوما فقط، كانت المطالب تتمحور حول إعادة تشكيل الحكومة، وبعد عشرة أيام تغيرت المطالب نحو انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد خمسة أيام كانت المطالب تنادي برحيل مرسي'.
'أريد أن أذكر بأني قد أعطيت مهلة سبعة أيام لكل المصريين قبل الثلاثين من يونيو، مهلة للاعبين الأساسيين في السياسة، وبنهاية هذه المهلة وانتهاء يوم الثلاثين من يونيو، منحتهم مهلة إضافية لمدة 48 ساعة، ونوهت إذا لم يحدث أي شيء فإن هناك خارطة طريق سوف يعلنها الجيش بالاتفاق مع القوي السياسية'، وقد دعوت للقاء مع عدد من القوي السياسية علي رأسها شيخ الأزهر والدكتور محمد البرادعي والبابا تواضروس، ودعوت ممثلين عن حزب الحرية والعدالة'.
- واشنطن بوست: وهل جاءوا؟
- السيسي: 'لم يأتوا. وفي الاجتماع وافق جميع الحضور علي خارطة الطريق، بداية من تعيين المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للجمهورية، وانتهاء بالانتخابات الرئاسية، وذلك خلال فترة تسعة شهور'.
- واشنطن بوست: هل سترشح نفسك في انتخابات الرئاسة؟
لو رغبنا في عدم وصول مرسي للحكم كنا زورنا الانتخابات كما في الماضي
- السيسي: 'أهم إنجاز في حياتي هو التغلب علي الظرف الراهن، وضمان أننا نعيش في سلام، وأن نعمل معا علي خارطة الطريق، وأن نكون قادرين علي إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة دون إراقة نقطة دم مصرية واحدة'.
- واشنطن بوست: ولكن هل ستترشح؟
- السيسي: 'أنتم فقط لا تصدقون أن هناك أشخاص لا يسعون للسلطة'.
- واشنطن بوست: هل هذا الشخص هو أنت؟
- السيسي: 'نعم، فآمال الشعب هي أملنا، والأهم لي هو أن أحظي بحب الناس، هؤلاء الناس عانوا وتألموا كثيرا، وأنا الأكثر إدراكا لحجم المشكلات في مصر، ولذلك أسأل: أين دعمكم؟ وعنوان هذا الحوار الصحفي يجب أن يكون: أين دعمكم لمصر ياأمريكا؟ أين هو دعمكم لمواطنين أحرار؟، ودعني أوضح أنني أرسلت رسالة للرئيس السابق يوم الثالث من يوليو، قبل إعلان خارطة الطريق، وطالبته بأن يبادر هو ويطرح بقاءه في منصبه من عدمه في استفتاء شعبي ولنري ما هو رأي المواطنين'.
- واشنطن بوست: وماذا قال؟
- السيسي: 'قال: مستحيل، ليس الآن، ولكن بعد سنتين!'.
- واشنطن بوست: وهل كان يعرف أنه علي وشك الرحيل؟
- السيسي: 'لا. لم يتوقع أحد ذلك'.
- واشنطن بوست: ومتي حسمت أمرك؟
- السيسي: 'لقد قمت بكل الجهود الممكنة لإظهار الاحترام والانضباط الواجبين بمؤسسات الدولة حتي اللحظات الأخيرة'.
- واشنطن بوست: هل كنت تشعر بأنه ستكون هناك حربا أهلية إن لم يتدخل الجيش؟
- السيسي: 'كنت أتوقع إذا لم نتدخل، لكان الأمر قد تحول إلي حرب أهلية. وقد أخبرت مرسي بذلك قبل أربعة أشهر من رحيله، وأخبرته أن الطريقة التي يتعامل بها هو وجماعته مع المصريين تخلق صراعا بينهم وبين مؤيديه، ليس كمعارضين سياسيين، ولكن كأشخاص يحاربون الإسلام، وأخبرته أنه إذا ما وصلت الأمور إلي هذا الحد فإنني كقوات مسلحة لن أتمكن من فعل أي شيء، ما أريد للقارئ الأمريكي أن يعرفه أنه هناك مواطنين أحرار تمردوا ضد حكم سياسي جائر، وأن هذا الشعب الحر يحتاج لدعمك، أنتم تتعاملون مع مؤسسة عسكرية وطنية وشريفة لا تطمح للسلطة، والمصريون يجب أن يُدعموا من قبل الشعوب الحرة في العالم، لأن المصريين لن ينسوا من يد يده لهم بالمساعدة، ومن أدار لهم ظهره'.
- واشنطن بوست: ألم يحذر الأمريكيون الحكومة المؤقتة من المزيد من الاقتتال الأهلي أو إراقة الدماء؟
- السيسي: 'الإدارة الأمريكية لديها الكثير من النفوذ والتأثير علي الإخوان المسلمين، وأود من الإدارة الأمريكية أن يستخدموا هذا النفوذ مع الإخوان لحل الصراع'.
- واشنطن بوست: ما رأيك في المصالحة مع الإسلاميين؟ هل تري أنها مهمة؟
- السيسي: 'بالطبع'.
- واشنطن بوست: وكيف ستقوم بذلك، في الوقت الذي يشعر فيه الإخوان المسلمين بأنهم فازوا بالانتخابات، والآن قياداتهم في السجون؟
- السيسي: 'في رأيك، كم عدد الإخوان المسلمين في السجون؟ 5 آلاف؟ 7 آلاف؟'.
- واشنطن بوست: لا فكرة لدي.
- السيسي: 'إنهم حوالي ثمانية أو تسعة أشخاص فقط! واعتقالهم تم بشكل قانوني بمذكرات قانونية تماما. فقط سعد الكتاتني وخيرت الشاطر الوحيدان في السجن الآن تحت التحقيق، وبقية القيادات خارج السجن، أكثرهم في رابعة يحتمون بالجماهير هناك. وأيا كان من سيفض هذه الاعتصامات فلن يكون الجيش، هناك الشرطة المدنية وتم تكليفهم بالعمل علي ذلك. وفي السادس والعشرين من هذا الشهر، خرج أكثر من 30 مليون مواطن للشوارع لتفويضي في ذلك، وهؤلاء الناس ينتظرون مني أن أفعل شيئا'.
- واشنطن بوست: سمعت أن المواطنين قد بدأوا في انتقادك لأنك لم تفعل أي شيء حيال هذه الاعتصامات، هل هذا صحيح؟
- السيسي: 'هل يمكننا أن نضحي بآلاف من المواطنين في الوشارع من أجل التخلص من الانتقادات؟ لا يمكنني أن أفعل ما من شأنه أن يؤدي إلي إراقة الدماء لأتخلص من الانتقادات فقط!'.
- واشنطن بوست: ما مدي تورط حماس داخل مصر؟
- السيسي: 'حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، والإخوان يعتبرون حماس جزءا من العائلة'.
- واشنطن بوست: كيف يمكنك التأكيد للولايات المتحدة بأنك لا تريد للجيش أن يعود للسلطة، وأنه يريد العودة إلي ثكناته؟
- السيسي: 'سجل كلماتي وخذها بجدية تماما: الجيش المصري يختلف عن بقية الجيوش حول العالم'.
- واشنطن بوست: هل تنوي ألا يعود الجيش مرة أخري للحكم وأن تعتمد الديمقراطية في مصر مع الدستور الجديد؟
- السيسي: 'نعم. نحن نتفهم أن آليات الديمقراطية والدساتير حول العالم توفر من الوسائل للشعب ما يسمح له بتغيير أو عزل رؤسائه، إذا كانوا غير راضين عن أدائهم'.
- واشنطن بوست: لكن هل تأمل أن يوفر الدستور القادم وسيلة لعزل الرئيس؟ هل تريد حقا أن يكون هناك رئيس مدني لمصر؟
- السيسي: 'نعم بكل تأكيد'.
- واشنطن بوست: هل كان هذا حلمك في يوم ما؟
- السيسي: 'نعم، وأتمني أن يأتي هذا اليوم قريبا'.
- واشنطن بوست: هل ستقبل مصر بمراقبين دوليين في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
- السيسي: 'نحن جاهزون لاستقبال المراقبين الدوليين علي الانتخابات من كل مكان في العالم. المصريون يتطلعون إليكم، إلي الأمريكيين، فلا تخيبوا آمالهمن لا تولوهم ظهوركم. في الثقافة المصرية، فإن الحديث عن المعونة والمساعدات الأمريكية بكثرة، يجرح كبريائنا وكرامتنا'.
- واشنطن بوست: هل تشير إلي وقف محتمل للمساعدات الأمريكية؟ وهل أنت قلق من ذلك؟
- السيسي: 'إذا أراد الأمريكيون أن يقطعوا المساعدات فليفعلوا، ولكن ليس عليهم أن يجرحوا مشاعرنا، هذا الحديث جرح مشاعر المصريين كثيرا'.
- واشنطن بوست: هل كنت مستاءً من تعليق نقل طائرات 'إف16'؟
- السيسي: 'نعم، فهذه ليست طريقة للتعامل مع جيش وطني'.
- واشنطن بوست: هل اتصل بك الرئيس أوباما بعد الثالث من يوليو؟
- السيسي: 'لا'.
- واشنطن بوست: هل اتصل بك أي من المسؤولين الأمريكيين؟ وزير الخارجية جون كيري أو وزير الدفاع تشاك هاجل؟
- السيسي: 'هاجل، تقريبا كل يوم'.
وفي ختام الحوار، قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي: 'أود التأكيد علي أنكم تتعاملون مع شخص شريف، صادق ولديه نزاهة، شخص لم يكن ليحترم نفسه إذا لم يفعل ما فعله في الثالث من يوليو، كان من الممكن أن أرضي تماما بكوني وزير الدفاع، وأغمض عيني عن المصريين ومشاكلهم وما يعانون منه كل يوم وأترك المشهد المصري ليحترق، لقد قمنا بتغيير المواقع، أعني الجيش والمصريين، أردنا أن نمنحهم الراحة، ونخفف من معاناتهم، وأخذنا تلك المعاناة علي عاتقنا. لقد أرحناهم وتحملنا نحن تلك المسؤولية'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.