أبرزت الحلقة ال 13 من حلقات برنامج (مع الصائمين)، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط /أ ش أ/ منزلة ترتيل وقراءة القرآن الكريم وتعلمه وتعليمه والعمل به وكيف يضاعف الله تعالى الأجر والثواب والحسنات جراء مشقة التلاوة والترتيل والقراء في رمضان. وأكدت فيروز حسين مصطفى، الواعظة بالأوقاف، خلال كلمتها الليلة في الحلقة الثالثة عشر من البرنامج الذي تقدمه /أ ش أ/ على موقعي الوكالة على (فيس بوك) و(يوتيوب) على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن من أهم ما في القرآن الكريم أن عطاءه العلمي والروحي والإيماني والإنساني لا ينفد إلى يوم القيامة، يعطي كل قوم على قدر عطائهم لله (عز وجل)، وتعلقهم به، وإخلاصهم لله فيه وأوضحت مصطفى، رمضان شهر القرآن، وكلام الله (تعالى) كتاب رحمة وشفاء، حيث يقول الحق سبحانه: " وَنُنَزِّلُ مِنَ 0لْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ " (آية 82 سورة الإسراء )، وكتاب نور، حيث يقول سبحانه: "يَٰٓأَيُّهَا 0لنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَٰنٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا" (آية 174 سورة النساء)، كما أنه كتاب مبارك ومبين وفرقان وهدى وهداية وكتاب عزيز، وهو أعذب الكلام، وأفصحه، وأبلغه، فمن أحسن من الله قيلًا، ومن أحسن من الله حديثًا، فهو أحسن الحديث. وأضافت مصطفى: وقد جمع الحق (سبحانه وتعالى) في آية واحدة بين شهر رمضان ونزول القرآن، وكونه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فقال سبحانه: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر"َ (آية 185 سورة البقرة ). ولقد جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) بين الصيام والقرآن في شفاعتهما للعبد يوم القيامة يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ للْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُه ُالطَّعَامَ وَالشَّهَوَات ِبِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُول الْقُرْآنُ: مَنَعْتُه النَّوْم باللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ "، وكان جبريل (عليه السلام) يدارس القرآن للنبي (صلى الله عليه وسلم) في رمضان، ويقول سيدنا عبد الله بن عباس (رضى الله عنهما): " كَانَ رَسُول ُالله (صلى الله عليه وسلم) أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِين يلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاه ُفِي كُلّ ِلَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَان َفَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُول ُالله (صلى الله عليه وسلم) أَجْوَدُ بالخَيْرِ مِن َالرِّيحِ المُرْسَلَةِ"( ). وتابعت مصطفى قائلة: كما جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) تعليم القرآن وتعلمه من أفضل الأعمال، ولما سمع أعرابي قول الله تعالى: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" آية 44 سورة هود) قال: أشهد أن هذا كلام رب العالمين، فمن يقدر أن يأمر الأرض أن تبلع، والسماء أن تقلع إلا رب العالمين؟، وقال الأصمعي لجارية: ما أفصحك! قالت: وأية فصاحة بعد قوله (تعالى): وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ َّ( آية 7 سورة القصص )، فقد جمع الله جلا وعلا في آية واحدة بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين، كما أن الجن حينما سمعت القرآن:قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ( آية 1، 2 سورة الجن َّ ). وقالت الواعظة: علينا أن نعتني بالقرآن الكريم حفظًا وتلاوةً وتعلمًا وتعليمًا ومدراسة وفقهًا، مع إدراكنا أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، حيث يقول نبينا: "إِنَّ لله أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: " هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ الله وَخَاصَّتُهُ "، ولا شك أننا حين نفقه القرآن حقًّا ينير الله به طريقنا، ويهدينا سبل الرشاد.