حالة من الغضب العارم تشهدها مصر وكل البلدان العربية والإسلامية ضد التصريحات المسيئة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإصراره على السماح بنشر تلك الرسوم المسيئة للرسول تحت دعوى حرية الرأي .غضب يملأ الصدور ويتم التعبير عنه بكل الأشكال علي جميع وسائل التواصل لتصبح أعلى تريند خلال ساعات فلماذا الآن ؟ عفوا سيد ماكرون : إنكم تلعبون بالنار وتحرقون كل أغصان الزيتون. القصة ليست جديدة فبعد واقعة جريدة شارل إبدو الشهيرة عادت الأمور للاشتعال مرة أخرى بعد ذبح مدرس تاريخ فرنسي علي يد شاب شيشاني مسلم بسبب نشره لصور مسيئة للنبي . ورغم رفضنا جميعا لكل أنواع العنف والتطرف الفكري إلا أن تصريحات الرئيس ماكرون الغاضبة بعد الحادث لم تكن مقبولة علي الإطلاق وجاءت مخيبة للآمال وبعيدة عن كل أدوات السياسة والحكمة خاصة مع حالة التعميم التي انتهجها دون مبرر تجاه واقعة فردية حيث أكد أنه لن يترك المسلمين يهنئون بحياتهم في فرنسا مدعيا أنهم يروجون للإرهاب والتطرف وأن نشر تلك الصور المسيئة يندرج تحت بند حرية التعبير بل وأنه سمح أيضا بنشر تلك الصور على واجهات بعض المباني الحكومية في باريس وغيرها من المدن الفرنسية . مازال ماكرون يصر علي اتهام العرب والمسلمين تحديدًا بالإرهاب، ضاربًا عرض الحائط بما قد يسببه هذا الادعاء الباطل من خسائر هائلة لفرنسا التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية مهمة مع أغلب الدول العربية والإسلامية بل وتعتبر أسواق تلك الدول هي المنفذ الأول لتصريف وبيع أغلب المنتجات الفرنسية التي قد تواجه بعض الركود حال تكرار تلك التصريحات واستمرار حالة الغضب المتنامي ضد ماكرون وحكومته وربما ضد كل دولته . ليس هكذا تدار الأمور فحين تتعامل مع كتلة إنسانية تتخطى المليار ونصف المليار مسلم يجب أن تكون واعيًا لما تقول فحرية الرأي التي تتشدقون بها لا تعني أبدًا سب الأديان والرسل وإلصاق التهم الباطلة بجموع المسلمين . أين كانت تلك الحرية وأنتم تقتلون مليون مواطن في الجزائر العربية منذ عقود ؟ إلا رسول الله .. صرخة غضب تدوي من صدور كل المسلمين حول العالم لعلها تصل إليهم هناك في بلاد الغرب وشعوبها ليعلموا من الذي يزرع بذور الإرهاب ويحرض علي العنف والكراهية ثم يتحدثون كذبًا عن الحرية والسلام واحترام الآخر وتلاقي الحضارات . فداك روحي يا رسول الله ولا يبقى في النهاية إلا أن نذكر قوله تعالي ( إنا كفيناك المستهزئين) . صدق الله العظيم .