تشهد حملات انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري أواخر شهر نوفمبر القادم 2020صراعا محموما بين الرئيس الحالي دونالد ترامب مرشح الجمهوريين وجو بايدن مرشح الديمقراطيين وذلك بعد أن فاز بايدن رسميا بترشيح الحزب الديمقراطي له في الخامس من شهر يونيو الماضي ليصبح في مواجهة عنيدة وغير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع وجود رئيس ومنافس قوي أمامه بحجم الرئيس ترامب للفوز بالمقعد الرئاسي . ويعتبر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما بالنسبة إلى مؤيديه خبيرا في مجال السياسة الخارجية وصاحب عقود من الخبرة في واشنطن ، وهو متحدث مقتدر وصاحب لسان فصيح وبمقدوره الوصول إلى الناس العاديين ورجل واجه بشجاعة مآس شخصية كبيرة عديدة، كما يعتبره الكثير من الأمريكيين المدافع عن حقوق الأقليات والعرقيات والديانات المختلفة وحقوق النساء والمساند لحقوق الفقراء والمهمشين في الويلات المتحدة ، والمنتقد الأكبر لسياسات الرئيس ترامب وبخاصة السياسة الداخلية ومنها اتهام الرئيس ترامب بالتقصير في إدارة أزمة وجائحة كورونا وتحميله المسئولية عن الأعداد الكبيرة للمصابين والضحايا، وأزمة مقتل جورج فلويد، ولهذا قد يكون جو بايدن هو الرجل الذي قد يحول دون بقاء دونالد ترامب في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أخرى، ولكنه بالنسبة لمعارضيه يعتبر ابن مؤسسة الحكم في واشنطن وصاحب زلات لا تصدق ، كما يعتبرونه غير ملم بمسائل الاقتصاد والأعمال فهل يملك ما يلزم لطرد ترامب من البيت الأبيض ؟ وبخصوص هذا الصدد يري كثير من المحللين أن بايدن يملك أوراق كبيرة لانتقاد ترامب والتأثير علي شعبيته ومنها أزمة فيروس كورونا وتداعياتها على الاقتصاد، والاضطرابات والاحتجاجات المدنية الأخيرة التي قام بها الأمريكيين من أصول إفريقييه ستلقي بظلالها على الانتخابات. ومع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي للرئاسة الأمريكية المقرر في 23 نوفمبر القادم ولكل تلك التداعيات فقد أظهر استطلاع للرأي بأن جو بايدن يتقدم على الرئيس دونالد ترامب بثماني نقاط مئوية. وبحسب الاستطلاع فإن 46% من الناخبين المسجلين مؤيدون لجو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي، بينما حصل ترامب الجمهوري على 38% ، وهو الأمر الذي يجعل فرص بايدن اقوي للفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة ، فقبل شهور قليلة من الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة تحتدم المعركة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن وذلك بعد أن حذر الرئيس ترامب من أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة يمكن أن يؤدي إلى انهيار سوق الأوراق المالية، مقابل جو بايدن الذي يهاجم ترامب ويتهمه بالتقصير في مواجهة وباء كورونا وغيرها من المشكلات الاجتماعية والعنصرية المتفاقمة داخل المجتمع الأمريكي وانتقاده أيضا لسياسته الخارجية، فهل يتمكن بايدن من الفوز علي هذا الخصم العنيد ؟ ر