اتسم معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين بعدم مصادرة أي من الكتب السياسية أو الفكرية أو الثقافية علي الرغم من.. حدة النقد التي اتسم بها العديد من الكتب والإصدارات التي تركت لجمهور المعرض الذي تدفق علي اقتنائها. هذا التنوع المهم في منارة مصر الثقافية والمتمثلة في معرض الكتاب هو واحد من أبرز ملامح الحياة الثقافية في مصر حيث تتوافد دور النشر العربية والأجنبية والمفكرون والمبدعون العرب والأجانب علي معرض القاهرة في كل عام لينهلوا من الثقافة المصرية التي كانت ولا تزال برغم تراجع الدور المصري السياسي تمثل أحد تجليات الحياة المصرية في القرن الحادي والعشرين. وعلي الرغم من هذا فإن الكثيرين ممن تعايشوا مع معرض الكتاب في دوراته السابقة وخاصة خلال ترؤس الراحل الدكتور سمير سرحان للمعرض لايزالون يتحسرون علي تلك الدورات التي شهدت فعاليات سياسية وفكرية وحالة من الجدل جذبت إليها مئات الآلاف من الشباب والمثقفين في ندوات حية وأمسيات كانت تشكل أحد أبرز ملامح معرض الكتاب. لا أحد ينسي هذا الزخم الكبير الذي كان يمثله الأستاذ محمد حسنين هيكل حين سمح له بالمشاركة وغيره من كبار الكتاب والمثقفين .. ولا أحد ينسي تلك الحالة من الفوران الثقافي والفني والتي جسدتها حفلات وندوات شعرية وفنية وغنائية لا تمحي من الذاكرة. وكل ما نتمناه أن يهل علينا معرض الكتاب في دورته الثالثة والأربعين في العام المقبل وقد عاد إلي شبابه بقيادته الجديدة المتميزة ممثلة في الدكتور محمد صابر عرب رئيس المعرض والزميل الصحفي حلمي النمنم نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب .. أمل يتمناه كل المصريين حتي يعود لمصر ذلك الدور الفاعل الذي افتقدته في معرضها المتميز علي مدي السنوات الماضية.