كتر الكلام والأفعال الواردة والمستوردة علي شعب مصر خارجياً وداخلياً، تزعزت النفوس بما لها وعليها. يكاد البعض لا يعمل لمصلحة مصر، وهو مجرد ظهور وإعتلاء بأفكار مغلوطة، لا تبني فكرة جيدة أو رأي سديد. لم تشهد مصر بمثل هذه الظواهر علي مدي تاريخها، لم يجرأ أي أحد علي التطاول علي مؤسسات البلد.جاء الاستعمار إلي مصر في الماضي، وكان المصريون يد واحدة، لم يختلف اثنان علي وطنية الآخر، كانت الأيد واحدة، الوطنية واحدة، الدم واحد، الفكر واحد. أنظمة أتت ورحلت عن مصر، ولم تنهض مصر.. نعم.. مازالت البطالة تزداد يوماً بعد يوم، تضاعف الفقراء في البلد، لم يظهر شيئاً واحداً يفرح له القلب، بل بالعكس دمعت العين علي مصر، علي ما هي فيه وعليه. جاء إلي مصر النظام الأخواني. وفرح بعض من الشعب علي أساس أن يكون هناك تغيير، لكن للأسف لم تظهر أي بوادر تسر ولو مصري واحد، ولم تحل مشكلة واحدة علي الأقل، وسنحت لهم الفرصة علي حل أي مشكلة، لكن للأسف تراجعنا في العد التنازلي العالمي علي مكانة مصر. أتي الأخوان.. وتطاول البعض منهم علي مؤسسات الوطن، كالأزهر والقضاء والجيش والشرطة، والتخبط في هذه المؤسسات وزعزة الاستقرار داخلها. هذا لا يمن عن الوطنية المصرية والإنتماء للبلد.علي مدي 7000 حضارة مصرية لم يجرأ أحد أو يلفظ أو يعبث بهذه المؤسسات والتطاول عليها، إنها العمود الفقري للبلد.لم يجرأ أحد علي الوقوف أمام شيخ الأزهر، لم يجرأ أحد بقذف الحجارة علي أي أحد من الجيش أو الشرطة، لم يجرأ أحد بتنحي أي قاضي، هذا هراء وعراء. شاهدوا يامن تطاولون علي هذه المؤسسات، كم من بلد راح.. وضاع.. وفُقد بسبب التدخل في شؤون هذه المؤسسات. يا من تحاربون مؤسساتنا شاهدوا كيف انتصرنا في حرب أكتوبر، بالإيمان الصادق، والعزيمة القوية والوطنية الواحدة والهدف الواحد. يقول رسولنا 'صلي الله عليه وسلم': 'المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمي'. يا من تريدون العبث بمؤسساتنا.. انشروا الأمن والاطمئنان في الأرض، كنوا أبناء الأم والأب الواحد، كونوا علي مستوي الإنسانية الجمعاء. سيظل الأزهر والقضاء والجيش والشرطة تاج علي رؤوس المصريون يفخروا بهما حيثما ذهبوا، وحيثما كانوا. إن الواجب الوطني يحتم عليك أن تخدم وطنك بإخلاص، تعمل علي رفع مستوي حياة الناس، النظر للفقير قبل الغني. شبعوا البطون الجائعة وانشروا الخير والأمان. راعوا ضمائركم مع ربكم وأنفسكم. كونوا العيون الساهرة لحماية الأمن والأمان، ساعدوا مؤسساتكم بدلاً من التخريب فيها، تضامنوا في إظهار أي خطر يهدد الوطن. اعلموا أيها المخربون وتعلموا أن المواطن هو أساس بناء الدولة، فلابد من العلاقة القوية بين الأجهزة الأمنية والمجتمع لمنع الإنحراف والجريمة. وتعاونوا علي مساعدة المؤسسات حتي تقوم بإحداث الاستقرار. يا من تسول لكم أنفسكم بالتجرؤ علي مؤسساتنا، افعلوا شيئاً لمصر، انهضوا بالوطن وكفي ما جري له، خذوا بأيدي شبابنا وعمروا هنا وهناك، ساعدوا الفقراء والمساكين. اعملوا شيئاً يستفيد منه الوطن، ومن خلفه أولادكم وأحفادكم حتي يذكركم التاريخ ولو لمرة واحدة. حماك الله يا مصر كاتب حر [email protected]