سيطر علي قطر نهم الوصاية علي دول المنطقة وبالتالي أذعنت لأمريكا وقبلت أن تكون أداة لها لتنفيذ المخطط الاستعماري الجديد. إنها قطر التي ضلت الطريق عندما وجدت فيما يسمي بالربيع العربي فرصة نادرة لها لدخول الحلبة وإشعال المواقف في دول المنطقة. ولهذا ظهر دورهاالمشبوه التآمري الساعي إلي إسقاط الدول بعد إثارة الفوضي وتقديم الدعم المادي للمرتزقة والإرهابيين ممن جري تصنيفهم علي أنهم ثوار والثورة منهم براء. ووسط هذا حاولت قطر تغييب دول كبري مثل مصر والسعودية ودفعتها عقدة النقص التي تعاني منها إلي أن تحترف أدوارا للتدخل في الشأن الداخلي لأكثر من دولة، ولتظهر هي كدولة عظمي لها بصماتها علي المنطقة وعلي تحريك التغيرات التي قد تطرأ عليها. أما دورها التخريبي في المنطقة فلقد كان نابعا من حرصها علي تنفيذ الأهداف الصهيو أمريكية. ومن ثم رأينا قطر وقد سارعت إلي دعم حزب النهضة في تونس وسارعت بدعم الإخوان المسلمين في مصر، وقبل ذلك ساعدت علي إسقاط حكم القذافي. بل إنها يممت وجهها صوب الكويت وحاولت التدخل في شأنها الداخلي. أي أنها تبذل الجهد للهيمنة علي مجمل الأوضاع في الساحة العربية تعميقا لدورها في تشويه صورة الثورات العربية وحرفها عن التوجهات الوطنية. وهكذا تحولت أموال قطر إلي انفجارات تطال البشر والحجر وباتت هي السم الزعاف لتمرير المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة. إنها قطر المصابة بداء التغريد خارج السرب ومن ثم فهي مستعدة للتحالف مع الشيطان مقابل دور مميز تقوم به في المنطقة عربيا وإقليميا ودوليا. نعم لقد ضلت قطر الطريق عندما خيل لها أن بمقدورها وهي مجرد دويلة أن تحقق الكثير. بل إن عقدة النقص دفعتها إلي أن تثبت أن بالمال وحده يمكنها أن تلعب دور الدولة المحورية والمؤهلة لصياغة الشرق الأوسط الجديد، المشروع الذي تخطط له أمريكا في المنطقة منذ وزير خارجيتها الأسبق 'هنري كيسنجر'، فهل غاب عن قطر أنها بأدائها في المنطقة تخدم الكيان الصهيوني؟، وأن مايعزز هذه الفرضية لهفتها ونهمها علي إسقاط النظام في سوريا دولة الممانعة لاسيما وأنها تدرك أن النظام في سوريا معاد لإسرائيل وأمريكا معا. لقد تضخم الدور القطري بما لايتناسب مع حجم هذه الإمارة الصغيرة وجاء هذا علي حساب دول ذات وزن جيواستراتيجي أكبر مثل مصر والسعودية. إن كل مافعلته وتفعله قطر هو الحرص علي تكريس جهودها في الحفاظ علي تحسين صورة أمريكا بالاضافة إلي الحفاظ علي أمن الكيان الصهيوني ومن ثم مضت في استهداف قوي الممانعة والمقاومة في المنطقة والتي تتصدرها سوريا في محاولة منها لاستئصالها. ولهذا رأينا كاتبا فرنسيا يدعي 'جيل مونييه' يقول:' أمير قطر يسيره الناتو ويحدد له الخطوط، فبعد ليبيا جاءت سوريا وبعدها سيهاجم موريتانيا، وهاهو ينتظر الوقت المناسب لينقض علي السعودية. بل إن طموحاته ستطال المغرب أيضا'. أخشي ماأخشاه أن ينقلب السحر علي الساحر وأن يطال قطر نار الحرائق التي أشعلتها في المنطقة وعندئذ ستتكبد ثمنا باهظا لاقبل لها بدفعه، وسيكون هذا مردودا طبيعيا لدولة ضلت الطريق وسقطت مصداقيتها سقوطا بائنا لارجعة لها بعده. وللحديث بقية....