الواقعة جريمة مكتملة الأركان ضد «جينى» طفلة الأربعة أعوام. الجريمة ارتكبتها الجدة الآثمة عندما عرضت الطفلة لتعذيب شديد الوطأة وفقا للوقائع التى جرت. بيتت الجدة النية وعقدت العزم على ارتكاب الجريمة. جهزت نفسها وأعدت لها العدة.. حبلا وشرشرة وخرطوم وكماشة. قيدت يدى الطفلة وساقيها وشدت وثاقها بالحبل إلى الدرجة التى خلف معها كدمات حول الكاحل ورسغيها. شرعت هذه الشيطانة فى مضاعفة التعذيب فقامت بتسخين الشرشرة على النار لتكوى بها مواضع العفة لدى الطفلة ثم جاءت بالكماشة لكى تقرص بها ما قامت بكيه نكاية بالضحية. وسددت ضربات جزافية لجسد الطفلة بواسطة الخرطوم. لم تتحمل الطفلة الضعيفة كل هذا التعذيب الذى أدى إلى توقف عضلة القلب وبتر الساق اليسرى, وما لبثت أن فاضت روحها وهى تلعن الظروف التى ساقت تلك الشيطانة لكى تسومها شتى أنواع العذاب وتكون ضحية لخسة ودنس هذه الآثمة. الواقعة مؤلمة هزت المجتمع المصرى بأكمله، فالتعدى على طفلة فى الرابعة من عمرها بهذا القدر من البشاعة وهذه الدرجة من القسوة أمر لا يمكن لأى انسان أن يتصوره.ظهرت الجدة الآثمة كنبتة شيطانية، غابت عنها الإنسانية، وتبددت لديها الرحمة المفروض أن تتمتع بها حيال الحفيدة.غيبت الجدة فضيلة القيم وشرائع الأديان عن عمد، فأقدمت على تعذيب الضحية البريئة بعد أن تخلت عن القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاق والتى كانت كفيلة بأن تبعدها عن هذا الرجس، وتجعلها تميز بين ما تفعله وما لا تفعله. ستتعلل هذه الشيطانة بأكثر من عذر.. ستدعى أنها أقدمت على ما فعلته مع ابنة ابنتها من أجل صالحها، وأنها أرادت تقويم سلوكها فلجأت إلى تعذيبها بهذه الوتيرة. غابت عنها الرحمة وسكنها الشر فلم تر أمامها إلا الباطل والاثم وبراثن الشيطان لا سيما وأنها بذلك غيبت وازع الدين والايمان وأسلمت نفسها لأهازيج الطاغوت. لا يمكن للمرء أن يتصور أن تقدم إنسانة على ارتكاب هذا الجرم البشع اللهم إلا إذا كانت مضطربة سلوكيا.. فقدت توازنها وسكنها الهذيان فأطاح بعقلها ودفعها إلى أن تغرق فى مستنقع الآثام، ومن ثم تمارس سلوكا خاليا من القيم والدين والإنسانية. ولربما كانت تعانى من الشعور بالنقص وبالدونية فأرادت تعويضه من خلال إحكام السيطرة على الأحفاد بواسطة العنف والقسوة؛ عنف مغلظ أدى إلى إحداث كسور وشروخ وكدمات فى الجسم بأكمله وصل بالطفلة إلى حد الاحتضار. لا سيما بعد أن ظلت دون علاج لفترة طويلة. إنها الجدة التى نسيت نفسها وغاب عنها أن عقاب الله سبحانه وتعالى سيطولها أينما كانت. واليوم نقول لا بد من ردع هذا الجرم الآثم بعقاب دنيوى باتر لا يقل عن عقوبة الإعدام لكى تكون عظة للآخرين فلا يقدم أحد على اقتراف هذا الاثم من جديد. لو أننى محام لامتنعت عن أن أتولى الدفاع عن هذه الشيطانة، فهى بما أقدمت عليه لا تستحق الدفاع عنها وعن الجرم البشع الذى اقترفته. ليتها تراجع نفسها بنظرة موضوعية، وعندئذ سيتبين لها أنها ضاجعت الخطيئة وانحنت للباطل وأزهقت الحق عن عمد، فحكمت على نفسها بالبترمن هذه الحياة للخلاص من الشر المستطير الذى تملكها إلى الحد الذى لم تعد لديها القدرة على الخلاص منه، ولهذا فإن الحكم بإعدامها اليوم من شأنه أن يقضى على الشر الذى عانقته وتمرغت فى أحضانه.