يخوض نتنياهو معركة الانتخابات العامة التى تعقد غدًا باعتبارها معركة مصيرية لكونها تمثل له جبهة إنقاذ من الاتهامات التى تحاصره حيث يوجه له اتهام بالرشوة والخداع وخيانة الأمانة فى ثلاث قضايا وهى التى قد يشرع فى محاكمته فيها بعد جلسة استماع أولى مقررة فى بداية أكتوبر القادم، ومن ثم فهو يأمل فى الفوز فى الانتخابات لأنه عندئذ يكون بإمكانه سن تشريع يحول دون محاكمته. أما فيما إذا خسر فسيكون معرضا للمحاكمة فضلا عن أن الخسارة ستعنى القضاء على مستقبله السياسى لا سيما وهو على قناعة بوجود من يسعى للتخلص منه كزعيم لليكود من داخل الحزب نفسه. استبق نتنياهو عقد الانتخابات وبذل مساعى محمومة من أجل تعزيز فوزه فيها من خلال استقوائه بالعلاقات الخارجية كى يضمن الفوز على منافسه فى الحكم» أزرق أبيض»، ولهذا جاء حرصه على الالتقاء بالرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» الخميس الماضى حيث يشكل الصوت الروسى فى الانتخابات الإسرائيلية عاملاً حاسمًا، ولهذا ظهر حرص نتنياهو على تعزيز العلاقات مع كل من روسيا والولايات المتحدة بهدف إظهار نفسه كزعيم عالمى يستطيع أن يجمع فى علاقته بين أمريكاوروسيا معا. قادة ومحللون ومختصون إسرائيليون أعربوا عن قلقهم من أن اعتبار نتنياهو الانتخابات هذه معركة مصيرية قد يدفعه نحو سلوك عنيف على أرض الواقع فيما إذا رفض النتائج التى قد تأتى بها لا سيما فى ظل إظهار استطلاعات الرأى فشله فى تشكيل الحكومة لعدم توفر 61 مقعدا لكتلة اليمين التى يقودها من أصل (120) بعد أن رفض ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الانضمام إليها. ولهذا حل الكينيست نفسه فى مايو الماضى وتوجه إلى انتخابات مبكرة. والآن ورغم حل الكينيست إلا أنه يبقى مثل الجكومة قائما لتسيير شئون الدولة المعنى بها. جاء حرص نتنياهو على المطالبة بإقرار الحكومة مشروع قانون لنصب الكاميرات أثناء إجراء التصويت فى الانتخابات ضمانا لنزاهتها، إلا أن منافسه «بيتى غانتس» زعيم حزب «أزرق أبيض» بادر فحذر فى تغريدة له من أن إقرار الحكومة مشروع قانون الكاميرات هو مسعى من نتنياهو للمس بشرعية نتائج الانتخابات بل ويمهد لنشر الفوضى. وفى نفس الوقت اعتبر «غابى أشكنازى» القيادى فى حزب «أزرق أبيض» أن خطوة نتانياهو هى هجوم غير لائق على المستشار القضائى للحكومة وعلى رئيس لجنة الانتخابات المركزية. كما أن صحفا إسرائيلية حذرت من رفض نتانياهو لنتائج الانتخابات فى حالة خسارته والادعاء بتزويرها عندئذ ومن ثم تحريضه لأنصاره بالاحتجاج فى الشوارع للمطالبة بإعادتها. وقال ليبرمان بأن مصادر فى الليكود حذرته من إمكانية أن يفتعل أنصار نتنياهو أعمال عنف فى مراكز الاقتراع بالمناطق التى يحصل فيها حزب «إسرائيل بيتنا» على نسبة عالية من الأصوات. وقال ليبرمان: (إن حالة العنف والفوضى التى سيحدثها ناشطو الليكود سيكون هدفها إلغاء نتائج التصويت فى تلك المراكز). وشدد فى الوقت نفسه على أن قادة الليكود لا يمكن أن يقدموا على تلك الخطوة من دون موافقة المستويات العليا فى إشارة واضحة إلى نيتنياهو. لقد وضح بأن مشروع قانون الكاميرات من شأنه أن يمس بخصوصية الناخبين وبنزاهة الانتخابات وهو ما قاله المستشار القضائى للحكومة الذى رفض مشروع القانون. الجدير بالذكر أن نتنياهو الذى يتطلع إلى الفوز فى هذه الانتخابات ويبذل كل جهد من أجل إحرازها يعد أول رئيس وزراء يتفوق على «ديفيد بن جوريون» أول رئيس وزراء لإسرائيل من ناحية مدة الحكم، فرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يحكم منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا أى ما يشكل نسبة تزيد على 19% من تاريخ إسرائيل التى قامت على أراض فلسطينالمحتلة عام 1948....