أدانت سوريا قيام آليات تركية محملة بالذخائر والأسلحة والوسائط المادية باجتياز الحدود السورية التركية مؤخرًا والدخول إلى مدينة سراقب فى طريقها إلى خان شيخون لنجدة إرهابيى جبهة النصرة المهزومين مشددة على أن ذلك يؤكد مجددًا استمرار الدعم اللامحدود الذى يقدمه نظام أردوغان الثعبان للمجموعات الإرهابية. ولهذا بادر الجيش العربى السورى بتنفيذ قصف جوى لوقف تقدم رتل ضخم للجيش التركى باتجاه جنوب إدلب ولقطع الطريق عليه فى التوجه إلى خان شيخون وأجبره على التوقف فى مدينة معرة النعمان. وكان الرتل التركى مكونا من عدد كبير من العربات المدرعة والآليات العسكرية والشاحنات وصهاريج الوقود. إنه التدخل التركى السافر والانتهاك الفاضح لسيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية. الأمر الذى يشكل انتهاكا سافرا لأحكام القانون الدولى. بيد أن السلوك العدوانى للنظام التركى لن يؤثر على عزيمة وإصرار الجيش العربى السورى على الاستمرار فى مطاردة فلول الإرهابيين فى خان شيخون وغيرها حتى يتم تطهير كامل للتراب السورى من الوجود الإرهابى. ولقد كان غريبا أن ترسل تركيا رتلا عسكريا يضم خمسين آلية مصفحة ودبابات وناقلات جند محملة بالذخائر لدعم مقاتلى النصرة الذين خسروا العديد من مواقعهم فى ريف شمال حماة فى محاولة لمنع استعادة الجيش العربى السورى لبلدة خان شيخون الاستراتيجية. وكان الرتل متوجها إلى جنوب إدلب ولكن القصف الجوى دفعه إلى التوقف فى مدينة معرة النعمان. إنه تدخل عسكرى تركى صريح قد يؤدى إلى صدام سورى تركى، ولهذا جاء القصف الجوى السورى على هذا الرتل فى التاسع عشر من أغسطس الجارى عملا مشروعا دفاعا عن السيادة السورية. كانت وحدات لجبهة النصرة قد قامت بقصف قاعدة حميميم بالصواريخ فى مايو الماضى ونجحت فى اسقاط طائرة سورية مقاتلة. ويعتبر أمن القاعدة الجوية خطا روسيا أحمر، وبالتالى فأى قصف للقاعدة لا يمكن أن يمر دون رد سريع يقضى على مصدره والجهات التى تقف خلفه. ومن ثم سيواصل الجيش السورى تقدمه وبدعم روسى حتى عودة سيادة الدولة السورية إلى إدلب كخطوة تمهد للتعاطى مع الوجود الأمريكي، وقوات سوريا الديموقراطية فى شرق الفرات وإحباط المخطط الرامى إلى سلخ هذه المنطقة الغنية بالغاز والنفط من سوريا الأم. أدلة جديدة ظهرت مؤخرًا تفضح تورط النظام التركى بدعم التنظيمات الإرهابية فى سوريا تسليحا وتدريبا لتضاف إلى عشرات الوثائق الدامغة التى أكدت ارتباط الإرهابيين بالنظام التركى وآخرها كشف عن تورط الاستخبارات التركية باستخدام ضباط أتراك سابقين من الشرطة والجيش متورطين فى انتهاكات قانونية وجرائم مختلفة وتكليفهم بتدريب إرهابيى داعش والنصرة وإرسالهم إلى سوريا، ويجرى ذلك من خلال مكتب خاص شكلته الاستخبارات التركية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى سوريا. وهى الأدلة التى تبين حجم ومدى ارتباط النظام التركى بالتنظيمات الإرهابية المدرجة على لائحة الإرهاب الدولى وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة. لقد حقق الجيش السورى انتصارات عملياتية ضريت القواعد الأساسية للإرهابيين فى مناطق جغرافية بالغة التعقيد خاصة بعد وصوله إلى بلدة» الهبيط» التى تعد من أكثر المناطق تحصينا وتعقيدا وهو ما يفتح بوابة ريف إدلب بشكل كامل ليستمر الجيش السورى بالتقدم نحو مناطق تمركز قيادات الإرهابيين فى معرة النعمان وخان شيخون القاعدة الرئيسية التى تؤمن دعما لوجستيا لكل المحاور المتقدمة والجبهات. واليوم نقول يخطئ الثعبان أردوغان إذا اعتقد أن مخططه سيمر مرور الكرام ويخطئ أكثر إذا اعتقد أن سوريا لن تتصدى له وهو الذى راهن على اسقاط نظامها ولكن رهانه باء بالفشل الذريع. وبالتالى بات يتعين علييه اليوم أن يسلك منطق العقل ويبادر فيغير من سياسته العقيمة التى أوصلته إلى هذا المنحدر الذى سيشكل بدوره خطرا على حزبه وعلى بقائه فى الحكم......