عرفت مصر دوما بأنها بلد القرآن الكريم ترتيلا وتجويدا، فهي البلد الوحيد التي غزى قرائها أصقاع الدنيا، لا بل أنها ذكرت في القرآن تصريحا وتعريضا مرات عديدة ، فقد أنجبت مصر أفذاذا مثل الشيخ رفعت والحصري ومصطفى إسماعيل وعبد الباسط عبد الصمد والبنا والمنشاوي والصياد وغيرهم مما لا يسع المجال لذكرهم من جيل العظماء ، هؤلاء سمعنا منهم القرآن الكريم كما ينبغي تجويدا وترتيلا، لا بل أن الكثير أسلم على أيديهم، وعندما تذهب إلى أى بلد من بلدان العالم تسمع هذه الأصوات وكأنها دليل على خلود مصر ، منذ أيام قليلة ذهبت لأداء واجب العزاء وعلى مدار ساعة ونصف جلس المقرئ يتخبط في القرآن الكريم لا هو الذي يعرف أحكام التجويد من مدود وإخفاء وقلقلة وغيرها من الأحكام التي تعلمناها ونشأنا عليها ، ولا هو الذي أراحنا واقتصر في القراءة على قصار السور التي لا تحتاج جهدا كبيرا ، فوق هذا وذاك عمل على تعلية التردد فزاد الطين بلة في كثرة تردد النهايات فمثلا حرف الميم يتردد مممممممم وهكذا أخرج القرآن عن مقصوده . ياسادة من سمح لهؤلاء المتسلقين بقراءة القرآن الكريم على مسمع ومرئى من الناس ؟ لا بل إنهم يتقاضون أجورا خرافية وفيها الكثير من المبالغة ، يقيني أن الذي يعنيني هو القرآن الكريم وقراءته بصورة صحيحة، أما موضوع الأموال فهذا أمر لا يعنيني من بعيد أو قريب، وعلى رأي المثل (إلى عنده مال محيره يجيب حمام يطيره ) ، التساؤل الذي يطرح نفسه يا أهل القرآن الكريم أين نقابة قراء القرآن الكريم في جمهورية مصر العربية، وفروعها في المحافظات ؟!.. أين شيخ عموم المقارئ المصرية من هذا الذي يحدث ؟! هل حصل هؤلاء القراء على تراخيص مزاولة قراءة القرآن الكريم أم لا ؟ ومن يملك مراجعة هؤلاء حالة ارتكابهم للأخطاء ؟ وهل يمكن منح الضبطية القضائية لنقابة المقرئين للسيطرة على هؤلاء المهرجين . يا سادة إنني أوجه صرخة لمن بيدهم الأمر ، أوجه صرختي لبلد علم العالم جميع العلوم ومنها علوم القرآن الكريم ، صرختي هي بضرورة تفعيل نقابة القراء وإعطائها الضبطية القضائية حتى نتلقى القرآن الكريم بطريقة منضبطة وميسرة ، إن كان الأمر تحت سلطان الإمام الأكبر شيخ الأزهر فإننا نطالبه بالتحرك ووضع حد لهؤلاء ويقيني أن فضيلته ممن يهتمون بشأن القرآن الكريم كونه دستور الأمة ومصدر عزها وفخرها ،وإن كان الأمر يهم وزير الأوقاف فأرجوا من سيادته وضع ضوابط لهذه المشكلة، فإذا كان الأمر يحتاج سن قانون من مجلس النواب فالأمر بسيط وسهل للسيطرة على هؤلاء القراء، لأن قراءتهم وأصواتهم وصلت خارج البلاد ، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.