حذر فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة - مفتي الجمهورية- من نشر المذهب الشيعي في مصر،ناصحًا عقلاء الشيعة من أن نشر التشيع في غير بيئته أي في الدول السنية يؤدي الي الفتنة وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي، :قائلاً للشيعة "خططكم لتحويل أهل السنة إلي شيعة في مصر لن تفلح أبدًا..اتقوا الله فينا وفي أنفسكم". جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها فضيلة المفتي اليوم الثلاثاء ضمن سلسلة المحاضرات التي ينظمها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر للتحذير من الفكر الشيعي، بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر. وأوضح مفتي الجمهورية أن المصريين نشأوا ودرجوا ولا وجود لمذهب الشيعة في مصر، مؤكدًا أننا "نحب آل البيت" وأن الشيعة هم من أهل القبلة ما داموا يتوجهون إلي قبلتنا ويؤدون الفرائض، مشيرًا إلي أن المذاهب قد يصل عددها 80 مجتهدًا، ولكن ما وصل إلينا محررًا ومضبوطًا أربعة مذاهب، بالإضافة إلي المذهب الجعفري الشيعي والإباضي والزيدي. وأضاف المفتي: "نحن نبحث عن المشترك الذي يوحد الأمة، ويطفئ الفتنة، إلا أن ذلك لا يجب أن يكون علي حساب الثابت من الدين"، مؤكدًا أن أهل السنة قلوبهم مفتوحة، ويبحثون عن الحق حيثما كان، ولا يضرهم أنا يأخذوا الحق ممن ينتمي لقبلة المسلمين. ولفت فضيلة المفتي إلي أن هناك خمس نقاط رئيسية نختلف فيها مع الشيعة، أولها العقيدة حيث يعتقد الشيعة بعقيدة "البداء" والتي تعني أن الله سبحانه وتعالي قد قضي شيئًا ثم غير رأيه وتراجع عن قضائه، وهو ما نرفضه نحن أهل السنة؛ لأن أهل السنة تعتقد أن الله كشف الغيب انكشافًا تامًّا وعلمه علم تام، وأنه سبحانه وتعالي عظمته لا تدركها العقول. وأضاف فضيلته أن الأمر الثاني الذي نختلف فيه مع الشيعة هو قضية تحريف القرآن، حيث قام أحد علماء الشيعة ويدعي الشيخ النوري بتأليف كتاب أسماه "فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب"، ليثبت فيه تحريف القرآن الكريم، وهو الأمر الذي نرفضه نحن أهل السنة، كما هاجمه الشيعة المعاصرون وحاولوا إخفاءه، مشيرًا إلي أنه حينما قرأ الكتاب وجد فيه تحريفًا لآيات الله، حيث بدأ الكتاب بآية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وحذف منها كلمة "نحن"، فاستشف فضيلة المفتي عدم حفظ النوري لآيات الله، فكيف يتكلم في تحريفه. وشدد فضيلة المفتي علي أن قول الشيعة بتحريف كتاب الله أمر لا يقبله مسلم، وأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد علي وجه الأرض الذي يحفظه العربي والأعجمي بكل اللغات وهي معجزة كبري. أما عن القضية الثالثة التي نخالف فيها الشيعة فقال الدكتور علي جمعة هي قضية عدالة الصحابة وسب الشيعة للصحابة الكرام، حيث إن في كتبهم شتائم علي الصحابة لا يتلفظ بها مسلم، مشيرًا إلي أن أحد مرجعيات الشيعة ألف كتابًا يتكون من 110 مجلدًا يحتوي خمسة منهم علي سب الصحابة، وقام الشيعة بحذف الأجزاء الخمسة بعد أن اجتمعوا وارتأوا حذفها حتي لا ينكر أحد عليهم هذا الأمر. وعن القضية الرابعة التي نخالف فيها الشيعة هي مبدأ التقيَّة، أشار المفتي إلي أن الشيعة يلجأون إلي الكذب للخروج من أجل نصرة مذهبهم، مؤكدًا أننا نحن أهل السنة لا نكذب لا في ضغط ولا غيره. أما عن قضية عصمة الأئمة، فقال فضيلة المفتي: "إن أهل السنة لا يقرون بعصمة أحد إلا الأنبياء، أما الأئمة من أهل البيت فهم محفوظون لعلمهم وتقواهم، ولكنهم ليسوا معصومين وليسوا مصدرًا للتشريع". وقال مفتي الجمهورية: إن محاولات كثيرة حاولت التوفيق بين السنة والشيعة كان علي رأسها محاولة عدد من مشايخ الأزهر منهم الشيخ محمود شلتوت، والشيخ منصور رجب، والشيخ عبد العزيز عيسي، والشيخ عبد الله المشد، والشيخ محمود المدني، والشيخ الباقوري، حيث اجتمعوا مع عدد من مرجعيات الشيعة ليناقشوا الفكر بالفكر، وأصدروا مجلة أسموها "رسالة الإسلام" وصدرت بداية من أغسطس عام 1964 ولمدة 15 عامًا كان يتم فيها نشر المناقشات بين علماء السنة والشيعة إلي أن توقفت.