ما يحدث في المنطقة عبارة عن خيوط متشابكة ودسائس في دهاليز السياسة وتبادل للأدوار وكل ذلك لإعادة ترتيب الأوراق في منطقة الشرق الأوسط ويبدو أن الأخطبوط الأمريكي قد نجح في توريط تركيا لتصبح عميلا مخلصا له في تنفيذ مؤامرته ضد سوريا. وأكبر دليل علي ذلك شهادة ضابط في الاستخبارات الأمريكية كشف خلالها النقاب عن التنسيق الاستخباري بين أمريكا وتركيا بهدف إسقاط النظام في سوريا، وأن هناك خمسين عميلا استخباريا يرابطون حاليا علي الحدود التركية مع سوريا من بينهم أمريكيون وفرنسيون وبريطانيون وألمان، وأن عددا وافرًا من الجواسيس يعملون تحت جناحهم، وأن هناك ما بين 15 و20 عميلًا يعملون في تركيا علي ملف النزاع السوري وحده وهناك عملاء آخرون شبه عسكريين يتمركزون في القنصلية بأضنة أو قاعدة 'انجرليك'. الجدير بالذكر أن هؤلاء العملاء يقومون بتوجيه عمليات استخبارية مباشرة من داخل تركيا بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الوطنية التركية، وأن كلا من الاستخبارات الأمريكية والتركية تعملان معا بشأن الأزمة السورية، وفي هذا المجال زودت واشنطنأنقرة بصور التقطت عبر الأقمار الصناعية بالإضافة إلي معلومات تقنية حساسة، وأن ضابط مخابرات تركيا يقوم بمرافقة عملاء 'السي آي إيه' خلال معاملاتهم مع مسئولين من الجيش السوري الحر، الأكثر من هذا تقوم الاستخبارات التركية بتنسيق أنشطتها في جمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بسوريا مع وكالات الاستخبارات الألمانية والفرنسية والبريطانية. الضابط المذكور قال إن تركيا لو لم تكن في المشهد لاضطلعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالمهمة وقامت بإدارة العمليات الاستخبارية. تركيا لم تعدم سبيلا إلا طرقته، فهي أشبه ما تكون بالعراب المخلص الذي يقوم بكل المهام تنفيذا للأجندة الأمريكية ويكفي أنها كانت معبرًا لتمرير المحاربين والمرتزقة للقتال في سوريا وممرًا لإيصال السلاح إلي المتمردين الإرهابيين الذي فجروا وقتلوا الأبرياء ولقد أوردت صحيفة بريطانية في السابع عشر من سبتمبر الحالي كيف أن سفينة أسلحة ليبية محملة بالصواريخ المضادة للطائرات من نوع 'سام' أفرغت حمولتها في ميناء 'الأكسندرون' التركي ووصلت بالفعل إلي الجيش السوري الحر ومقاتلي حركة الإخوان المسلمين، ولا شك أن وصول صواريخ 'سام' إلي المعارضة سيعني شل فاعلية طيران النظام جزئيًا أو كليًا وحرمانه من قصف تجمعات الجيش السوري الحر والفصائل الأخري المقاتلة خاصة في المناطق الشمالية. منذ بدء الأحداث في سوريا وتركيا تصب الزيت علي النار.. تسلح وتسهل مرور المقاتلين وتستضيف أقطاب المعارضة ومؤتمراتهم.. تركيا سمحت للقاعدة أن تتسلل إلي سوريا وساهمت في إشعال حرب طائفية في سوريا. والغريب أن يأتي هذا بعد أن فتح الرئيس 'بشار' أسواق سوريا أمام البضائع التركية. تركيا تبارك اليوم الدور القذر الذي لعبه الصهيوني الفرنسي 'برنارد ليفي' في سوريا ودعوته إلي التدخل الخارجي.. ويرد التساؤل؟ لماذا سمح 'أردوغان' بمرور قوافل السلاح والمقاتلين والبلاك ووتر إلي سوريا؟ لقد ارتكبت تركيا الخطأ وأصرت عليه والتاريخ لم ولن يرحم من يصب الزيت علي النار في أرض الجيران.