في تصاعد لحملة الإساءة للإسلام في أوروبا، خصصت مجلة تيتانيك الألمانية الساخرة، عددها الجديد، لنشر رسوم ساخرة جديدة. ونشرت مجلة دير شبيجل الألمانية غلاف العدد الذي يظهر فارسا عربيا ملتحيا علي رأسه عمامة وبيده سيف، وهو يحتضن قرينة الرئيس الألماني السابق. ودافع رئيس تحرير 'تيتانيك' ليو فيشر عن نشر الرسوم المسيئة للرسول معتبرا أنها تمثل 'ردا حقيقيا علي الاحتجاجات غير المتصورة في العالم الإسلامي ضد الفيلم'. وقال إن السخرية مشروعة بلا حدود، ولا أفهم اتهامنا بأن عددنا القادم سيزيد حدة الاحتجاجات الحالية. وقال في مقابلة مع مجلة 'دير شبيجل' إن الغلاف الساخر أمر طبيعي، فقد نشرت المجلة في عدد يوليو الماضي صورة تسخر من بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان وتظهره وكأنه يتبول علي نفسه، وذلك تعليقا علي فضيحة 'فاتيليكس'، كما نفي فيشر أن يكون هدف 'تيتانيك' السخرية من الأديان، قائلا: علي العكس، فهي تقف إلي جانب أتباع الديانات، ولا تهدف إلي إثارة المسلمين، ففي عدد آخر سخرت المجلة من اليهود رغم أنها مسألة حساسة في ألمانيا. وكانت المجلة نشرت كاريكاتيرا يشير إلي أن الطلب المتزايد علي مشاهدة المقاطع المسيئة للرسول هو سبب انتشاره. 'بونيفاس': 'شارلي إبدو' تلجأ لاستفزاز المسلمين كلما تعرضت لخسائر.. و'شيفر': لا يمكننا منع نشر الرسوم في ألمانيا ويظهر علي غلاف عدد 'تيتانيك' الذي سيطرح في الأسواق في 28 سبتمبر الجاري، عنوان 'الغرب في حالة اضطراب: بيتينا فولف تدير فيلم محمد'، وتحته صورة 'بيتينا فولف' زوجة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف، في أحضان محارب إسلامي يرتدي عمامة ويشهر سيفا، وعندما سئل رئيس تحرير المجلة الشهرية الساخرة، عما إذا كان الموضوع يتعلق بتصوير فيلم جديد عن الرسول. ضحك فيشر وقال إن الموضوع يتعلق بقيام زوجة الرئيس السابق بدور في بيئة عربية. وأضاف: يجب علي المسلمين مثل غيرهم من الجماعات الدينية الأخري أن يتقبلوا إطلاق النكات عليهم، فهم أنفسهم يطلقون النكات علي الأديان الأخري، وأضاف: يجب أن يكون الرد بنفس السلاح. وقالت مديرة معهد المسئولية الإعلامية زابينا شيفر، لا يمكن لأي جهة سياسية منع 'تيتانيك' من نشر الرسوم بسبب استقلالية وسائل الإعلام في ألمانيا. قال ناشر مجلة 'شارلي إبدو' الفرنسية ستيفان شاربونييه، التي نشرت رسوما مسيئة للرسول، إنه سيواصل التهكم علي الإسلام حتي تصبح 'السخرية منه أمرا شائعا مثل المسيحية'. وأضاف في حوار لصحيفة 'لوموند': يمكن رسم بابا الفاتيكان في أوضاع مخلة دون أي رد فعل، وفي أسوأ الأحوال يتم اللجوء إلي القضاء. في الوقت الذي اتهم مدير المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والاستراتيجية 'إيريس' باسكال بونيفاس المجلة 'بأنها تلجأ لاستفزاز المسلمين بالسخرية من رسولهم، كلما تدنت معدلات توزيعها، وأكد أن المجلة باعت75 ألف نسخة للمرة الأولي منذ فترة طويلة بفضل هذه الرسوم، وقررت طرح طبعة ثانية بعد نفاد الطبعة الأصلية بالكامل من الأسواق. وقال الكاتب الفرنسي حسن الحسيني، في اتصال من باريس ل'الوطن' إن كسب الشهرة وتحقيق المبيعات كان الهدف من النشر، وأضاف: في 2006 نشرت المجلة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول، ووصلت مبيعاتها إلي 400 ألف نسخة، والآن تحاول أن تستفيد من وضع استثنائي في العالم الإسلامي، كي تروج لنفسها، مشيرا إلي أن المجلة تسخر من كل الأديان وليس الإسلام وحده، لكنها تمارس انتهازية باسم حرية الصحافة في اختيار توقيت السخرية، حسب قوله.