أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية حاجة العالم الماسة إلي التعاليم الصحيحة للقرآن الكريم ولسنة نبي الإسلام، مشددا علي ضرورة تمييز هذه الرسائل السامية عن تلك التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام المغرضة. وحث فضيلته - في مقاله بصحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية والذي وزعته دار الإفتاء الأربعاء - المسلمين علي عدم الاستجابة لتلك المواد الاستفزازية التي يتم تصميمها بوضوح للإساءة إلي المشاعر المترسخة لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم للرسول عليه السلام والتي تساهم في تصعيد التوترات دون طائل ملحوظ , وأن يردوا عليها بشكل سلمي وقانوني كما حددت لهم أحكام شريعتهم . وأوضح مفتي الجمهورية - في مقاله بعنوان 'النبي محمد.. رحمة للعالمين'، ضمن سلسلة مقالات تنشرها دار الافتاء في كبريات الصحف والمجلات العالمية - أن السبب وراء حب المسلمين للنبي 'صلي الله عليه وآله وسلم' وتوقيرهم له أن النبي محمد يمثل المثل الأعلي لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم ، وهو المرجع النهائي بالنسبة لهم، وهذا ورد في القرآن الكريم في توضيح مكانة النبي عند المسلمين . وقال "إن الأنبياء يجب توقيرهم لمكانتهم كما أن المسلمين يسعون دائما إلي التأسي بقدوتهم المتمثلة في شخص النبي في كل أمور حياتهم وغرس تلك القيم وتعميقها في النفوس، والتي منها القدرة علي التصدي للاستفزازات والأعمال الحمقاء السيئة بالصبر والعمل الإيجابي وبالتالي فإن هذا يمثل للمسلمين قيما روحانية في غاية الأهمية تتمثل بوضوح جلي في حياة النبي محمد نفسه ". وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية إن الرسول 'عليه السلام' غض الطرف عن الإساءة لشخصه الشريف ولأبشع أشكال العنف من قومه، وأن شخصه وخلقه الكريم جعلته يقابل ذلك بالصفح والرحمة، منوها بأن الأمر الواضح هو أن تعلق الناس بشخص النبي الكريم لا يتزعزع. وأكد أن الإهانات الموجهة للنبي بل لجميع الأنبياء تفوق تلك الموجهة للوالدين أو الأسرة أو للشخص ذاته, لأن النبي محمدا 'صلي الله عليه وسلم' هو شخص له قدسيته، وهو من أنشأ حضارة عظيمة ساهمت في تطور الحياة الإنسانية، وكان وجوده في الدنيا هبة مهداة من رب السماء للعالمين، لذا فإن أية إهانة تؤخذ علي محمل الجد ويجب أن نأخذ كافة الإجراءات القانونية في سبيل ذلك ". وأشار الدكتور علي جمعة إلي أن المؤسسة الدينية الإسلامية في مصر، التي تمثل المرجعية الدينية في مصر والعالم، وكذلك الكنسية القبطية المصرية، قد تشاركتا في الدعوة إلي تهدئة الأوضاع وعدم السماح بمزيد من العنف واتخاذ كافة الإجراءات السلمية والقانونية. ويأتي مقال مفتي الجمهورية استجابة للحملة التي أطلقتها دار الإفتاء المصرية أمس للتعريف بالنبي 'صلي الله عليه وآله وسلم' في أمريكا وأوروبا.