تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد عدة اجتماعات لاستعراض آخر التطورات الخاصة بتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وجهود توفير المناخ الجاذب للاستثمار، ومتابعة مستجدات خطة وزارة التعليم العالي في تطوير منظومة الجامعات المصرية، وخطة وزارة المالية لتطوير الأداء الضريبي والجمركي، واستقبل وزير الخارجية السوداني، ووفدا من مجلس النواب الأمريكي، ومسئولا بارزا بالحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام، وتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي، وأجرى اتصالا هاتفيا مع نجم المنتخب المصرى لكرة القدم محمد صلاح للإطمئنان على حالته الصحية. واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة، بحضور اللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة. وعرض الفريق مميش آخر التطورات الخاصة بتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشيرا إلى تزايد الاهتمام من كبرى الشركات العالمية بالاستثمار في المنطقة، كما عرض الموقف التنفيذي للأنفاق الجديدة الجاري إنشاؤها بالمنطقة، وكذا موقف الإنشاءات بمينائي شرق بورسعيد والسخنة. وأكد الفريق مميش أن سياسة الهيئة في تشجيع الاستثمار في منطقة قناة السويس تقوم على توفير الحوافز وتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين، مع التركيز على الصناعات التي توفر المزيد من فرص العمل، مشيرا إلى توقيع عدد من العقود مع شركات عالمية للاستثمار بالمنطقة الاقتصادية. كما عرض الفريق مميش خلال الاجتماع سير العمل في هيئة قناة السويس، موضحا الاتجاه الحالي لرفع كفاءة القناة وامتلاك مصر لأسطول من سفن الخدمات البحرية، يعبر بهذه المنطقة إلى مصاف المناطق الأكثر جذباً للاستثمار في العالم. ووجه الرئيس السيسي بمواصلة هيئة قناة السويس والهيئة العامة الاقتصادية لمنطقة القناة بذل الجهود من أجل تطوير وتعزيز قدرات هيئة قناة السويس، مؤكدا أهمية تضافر جهود مؤسسات الدولة للعمل على نجاح المشروعات الجاري تنفيذها في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والإسراع من الانتهاء من مشروعات البنية التحتية اللازمة لهذه المنطقة بما يضمن زيادة الفرص الاستثمارية وتوفير المزيد من فرص العمل، وذلك في إطار عملية التنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة حاليا. وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، التي عرضت خلال الاجتماع الجهود التي قامت بها الوزارة خلال الفترة الماضية من أجل تحفيز الاستثمار وتوفير المناخ الجاذب له، لاسيما في ضوء حزمة الإصلاحات التشريعية والقانونية وخاصة قانون الاستثمار الجديد الذى يسهم بشكل كبير في تبسيط الاجراءات أمام المستثمرين ووضع حد أقصى للفترة الزمنية لإنهائها، ونوهت الدكتورة سحر نصر في هذا الإطار إلى شهادات الثقة التي نالها الأداء الاقتصادي المصري مؤخراً من المؤسسات الدولية. وعرضت الدكتورة سحر نصر كذلك الاتصالات الجارية مع عدد من مؤسسات التمويل العربية والدولية لتنفيذ برنامج تنمية سيناء، والذي يتضمن تنمية البنية الأساسية بها في مجالات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والتوسع في مشروعات الإسكان والتعليم والخدمات، ومشروعات التنمية الزراعية. ووجه الرئيس السيسي بمواصلة جهود الحكومة لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مختلف قطاعات البنية الأساسية في ضوء ما تساهم به في تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل، وذلك من خلال الاستمرار في تحسين مناخ الأعمال في مصر وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين وإزالة أية معوقات قد تواجههم. كما وجه الرئيس بالاستمرار في تطوير آليات الترويج للفرص المتاحة للاستثمار في السوق المصري، خاصة في إطار المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مختلف أنحاء الجمهورية، وكذلك في المشروعات ذات الصلة بدعم القدرات البشرية، وذلك في إطار استراتيجية الدولة التي ترتكز على الاستثمار في المواطن، باعتباره العامل الأساسي في الازدهار وتقدم الأمم. وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي. واستعرض الاجتماع آخر مستجدات خطة وزارة التعليم العالي في تطوير منظومة الجامعات المصرية، وإنشاء جامعات جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية، حيث أوضح التزام الوزارة بتطبيق معايير الجودة العالمية في الخدمة التعليمية المقدمة، كما عرض خطة الوزارة للنهوض بالتعليم الفني والمهني ليتواكب مع احتياجات سوق العمل. وعرض وزير التعليم العالي رؤية الوزارة بشأن الابتكار وريادة الأعمال، ومستجدات إنشاء وكالة الفضاء المصرية والمدينة الفضائية على أحدث المعايير العالمية في هذا المجال. ووجه الرئيس السيسي بضرورة الالتزام بأعلى المعايير التعليمية في إنشاء الجامعات الجديدة وتطبيق أحدث المناهج التعليمية، والاستعانة بالخبرات الأجنبية المشهود لها بالكفاءة في هذا المجال، وشدد على إجراء اختبارات لطلاب الجامعات لتقييم مستواهم العلمي، بما يساهم في تقييم الخدمة التعليمية المقدمة، وضمان جودتها، كما وجه الرئيس بالإسراع من الانتهاء من المنشآت التعليمية في المدن الجديدة بحيث تواكب وتيرة الإنشاءات في تلك المدن. واستقبل الرئيس السيسي فوفان ثونج عضو المكتب السياسي رئيس لجنة الاتصال والمعلومات بالحزب الشيوعي الحاكم في فيتنام، والوفد المرافق له، حيث أشاد الرئيس بالتطور الإيجابي الذي يشهده التعاون بين مصر وفيتنام، ولاسيما في ضوء زيارته لهانوى في شهر سبتمبر 2017. كما أشار الرئيس إلى ما شهدته الفترة الماضية من عقد الاجتماع الأول للجنة التعاون التجاري والصناعي المنبثقة عن اللجنة الوزارية المشتركة في القاهرة في أبريل الماضي، والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، وهو ما يؤكد حرص مصر على تطوير العلاقات الثنائية مع فيتنام على مختلف الأصعدة. واستعرض الرئيس جهود الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها مصر والمشروعات القومية الجاري تنفيذها، معربا عن التطلع إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة وتنشيط السياحة الفيتنامية إلى مصر. وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتم خلال الاتصال التطرق إلى سبل تعزيز الشراكة القائمة بين مصر وفرنسا والزخم الذي يشهده التعاون بينهما في المجالات المختلفة، وكذا التنسيق المستمر بين البلدين إزاء مختلف القضايا والموضوعات، حيث ناقش الرئيسان أخر التطورات المتعلقة بعدد من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها التطورات على الساحة الليبية. وأشاد الرئيس الفرنسي في هذا الإطار بالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لاستعادة الاستقرار في ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. وأكد الرئيس السيسي عزم مصر على الاستمرار في دعم جهود التسوية السياسية في ليبيا، مؤكداً أهمية الإعداد الجيد للانتخابات الليبية القادمة وعقدها خلال العام الحالي، كما ناقش الزعيمان مستجدات الأزمة السورية، حيث اتفقا على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل الدفع بمسار التسوية السياسية بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة عن هذه الأزمة. واتفق الرئيسان على الاستمرار في التشاور والتنسيق المكثف بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأجرى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا مع نجم المنتخب المصرى لكرة القدم الكابتن محمد صلاح للإطمئنان على حالته الصحية بعد إصابته، وأكد الرئيس أن محمد صلاح أصبح رمزا وطنيا للأخلاق الرياضية والبطولة والإرادة، وأن الحفاظ عليه ودعمه أمر لا شك فيه، وأن ما قدمه لمصر يمثل قيمة ورمزا يُحتذى به، كونه أصبح نموذجا للشباب المصرى ومُلهما لكل شباب العالم، كما تمنى الرئيس له الشفاء العاجل، مشددا على وضع كافة إمكانيات الدولة الطبية لتقديم ما يلزم للاعب وبالتنسيق مع الفريق الطبى المعالج. واستقبل الرئيس السيسي الدكتور الدرديري محمد أحمد وزير خارجية السودان، حيث أعرب الرئيس السيسي عن الثقة في أن الفترة المقبلة سوف تشهد استمرارا للزخم في علاقات الدولتين على المستويات المختلفة، من أجل البناء على ما تحقق على مستوى علاقات الدولتين في كافة المجالات، مؤكدا قناعة مصر الراسخة بمحورية واستراتيجية العلاقات بين البلدين، فضلا عن الروابط الأخوية ووحدة المسار والمصير، كما رحب بتفعيل الاتصالات بين البلدين وزيادة مستويات التنسيق والتشاور في كافة المجالات. وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتفعيل أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات، كما تم استعراض مستجدات عدد من القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. واستقبل الرئيس السيسي وفدا من أعضاء مجلس النواب الأمريكي برئاسة النائب داريل عيسى، حيث أكد الرئيس أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع الإدارة الأمريكية حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وسعى الدولتين إلى إعادة الأمن والاستقرار إليها. من جانبهم أكد أعضاء الوفد الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر ودعمها للاستمرار في دورها المحوري كركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما أشاد أعضاء الوفد الأمريكي بما تشهده مصر من إنجازات على صعيد مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، وأعربوا عن تقديرهم للجهود التي تمت على صعيد إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية. كما تم خلال اللقاء التطرق إلى الجهود المصرية في مواجهة الإرهاب، حيث أشار الرئيس إلى التقدم المُحرز على الصعيدين العسكري والتنموي في سيناء، وخطة التنمية الشاملة الجاري تنفيذها، لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية لأهالي سيناء، وإعطاء أولوية قصوى لإقامة المشروعات التنموية هناك باِعتبارها أهم محاور مكافحة الإرهاب. وأكد الرئيس أن مكافحة الإرهاب تتم وفق استراتيجية متكاملة تشمل كذلك تصويب الخطاب الديني، بما يعكس القيم السمحة للدين الإسلامي، ويرسخ مبادئ المواطنة والمساواة وقبول الآخر، فضلا عن جهود مصر لدعم تسوية الأزمات القائمة في المنطقة بما يساهم في عودة الأمن والاستقرار إليها. وشهد اللقاء استعراضا لآخر التطورات على صعيد عدد من الملفات الإقليمية، حيث تم تأكيد أهمية الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية والحيلولة دون انهيار مؤسساتها، والتمسك بالحلول السياسية في حل النزاعات، وأيضا استعراض آخر التطورات على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أوضح الرئيس الجهود المصرية في هذا الإطار، فضلا عما اتخذته مصر من إجراءات لتخفيف الضغوط والمعاناة على قطاع غزة. كما شدد الرئيس على أهمية التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تقوم على إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، الأمر الذي من شأنه المساهمة بفعالية في استقرار منطقة الشرق الأوسط وتحقيق الأمن لكافة شعوبها. واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعمرو الجارحي وزير المالية، واللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة. وتناول الاجتماع خطة الوزارة لتطوير الأداء الضريبي، حيث أوضح وزير المالية أنه يجرى حالياً العمل على تطوير السياسات الضريبية بشكل متكامل، ووضع مستهدفات محددة للتحصيل الضريبي، مشيرا إلى أن أحد أهداف الخطة هو الوصول بالإيرادات الضريبية خلال 5 سنوات لأن تكون 18% من الناتج المحلى، كما شهد الاجتماع عرض آخر مستجدات خطة تطوير مصلحة الجمارك. ووجه الرئيس السيسي بضرورة الإسراع في عملية تطوير منظومتي الضرائب والجمارك، مع ضرورة الاهتمام بتنمية العنصر البشرى في إطار عملية التطوير، مشيرا إلى أهمية تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين بما يؤدي إلى سرعة إتمام الإجراءات والمعاملات الضريبية والجمركية. كما شدد الرئيس على ضرورة سرعة فض وإنهاء المنازعات الضريبية بما يساهم في زيادة الثقة لدى الممولين والمستثمرين، فضلا عن ضمان حقوق الدولة والحفاظ على مواردها.